علّق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء الإثنين، فرض رسوم جمركية على الواردات المكسيكية والكندية بعد "محادثة ودّية" مع نظيرته المكسيكية، كلاوديا شينباوم، ورئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، وأعرب عن نيّته التباحث في هذه المسألة مع الصين.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وأعلن ترامب وشينباوم في وقت متزامن تقريبا أن الولايات المتحدة علّقت اعتبارا من الثلاثاء ولمدة شهر فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات المكسيكية. وتوصلا إلى "اتفاق" مؤقت بعد محادثة وصفها الرئيس الأميركي بأنها "ودية".

وقال ترامب إن المكسيك تعهّدت بإرسال 10 آلاف جندي إضافي إلى الحدود مع الولايات المتحدة "لوقف تدفق الفنتانيل (مادة أفيونية قاتلة) والمهاجرين غير النظاميين" إلى الولايات المتحدة، بحسب ما قال على منصته "تروث سوشل".

في المقابل، منح ترامب المكسيك فترة سماح قبل فرض التعريفات الجمركية التي توعد بها.

من جانبه، أعلن ترودو، المستهدفة بلاده أيضا برسوم جمركية أميركية بنسبة 25%، أنه اتفق مع الرئيس ترامب على تعليق الرسوم الجمركية لمدة 30 يوما على الأقل على أن نقوم بخطوات إضافية لتعزيز الحدود ومحاربة عصابات تهريب المخدرات.

كتب ترامب على منصته "تروث سوشل"، إن "كندا وافقت على ضمان أمن حدودنا الشمالية، ووضع حد نهائي للآفة القاتلة المتمثلة في المخدرات مثل الفنتانيل، التي تدفقت إلى بلدنا، متسببة في مقتل مئات الآلاف من الأميركيين، وتدمير العائلات والمجتمعات في جميع أنحاء البلاد".

وأضاف أن كندا ستنفذ خطتها الحدودية بقيمة 1.3 مليار دولار، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الكندي، ترودو، أكد أن بلاده ستعمل على "تعزيز الحدود بمروحيات جديدة، وتقنيات حديثة، وزيادة التنسيق مع الشركاء الأميركيين، إلى جانب تخصيص موارد إضافية لوقف تدفق الفنتانيل".

كما أوضح أن نحو "10 آلاف عنصر في الخطوط الأمامية يعملون وسيتابعون العمل على حماية الحدود"، مشيرًا إلى التزامات كندية جديدة، من بينها "إدراج عصابات تهريب المخدرات على قوائم الإرهاب، وضمان مراقبة الحدود على مدار الساعة، إلى جانب إطلاق قوة مشتركة أميركية - كندية لمكافحة الجريمة المنظمة، والفنتانيل، وتبييض الأموال".

وقال ترامب: "لقد وقّعت أيضًا على توجيه استخباراتي جديد بشأن الجريمة المنظمة والفنتانيل، وسندعمه بتمويل قدره 200 مليون دولار". وأعلن ترامب تعليق الرسوم الجمركية التي فرضها على كندا يوم السبت لمدة 30 يومًا.

وقال "بصفتي رئيسًا، تقع على عاتقي مسؤولية ضمان سلامة جميع الأميركيين، وهذا ما أفعله تمامًا. أنا راضٍ جدًا عن هذه النتيجة الأولية، وسيتم تعليق الرسوم الجمركية التي أُعلنت يوم السبت لمدة 30 يومًا، لمعرفة ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق اقتصادي نهائي مع كندا".

وفي وقت سابق، الإثنين، قال ترامب إنه "تحدثت للتو مع جاستن ترودو. وسأتحدث معه مرة أخرى"، مؤكدا أنه فرض رسوما جمركية على كندا والمكسيك للحدّ من وصول المخدرات والمهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة.

كما كشف الرئيس الأميركي، في تصريحات صحافية أدلى بها من البيت الأبيض، أن مناقشات بين الولايات المتحدة والصين ستجري "على الأرجح خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة".

ولا يخفي دونالد ترامب الذي قال في أكثر من مناسبة إن كلمة "تعريفة" هي من أجمل الكلمات في قاموسه، أنه يلجأ إلى هذه الوسيلة لإطلاق مفاوضات وانتزاع مساومات.

من جهته، قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، إن ما تقوم به إدارة ترامب ليس حربا تجارية، بل هو "حرب على المخدرات". واعتبر أنّ المكسيك أدركت بشكل أفضل ما يتوقعه ترامب بخلاف كندا، أي أن تكون "أكثر حزما في الحرب ضد المخدرات".

وطمأنت المهلة الممنوحة للمكسيك الأسواق المالية إلى حدّ ما، بعدما أثار حجم الرسوم الجمركية المتوقعة صدمة؛ إذ إنّه يهدّد بالتأثير على كل الاقتصادات المعنية بالحرب التجارية.

وبعدما فتحت "وول ستريت" جلسة الإثنين على انخفاض حاد، عوضت جزءا من خسائرها، بينما بقيت مؤشراتها في المنطقة الحمراء.

وتعدّ المكسيك وكندا والصين من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، إذ تستورد واشنطن أكثر من 40% من إجمالي وارداتها من هذه الدول.

وكان الرئيس الأميركي أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات المستوردة من المكسيك وكندا، باستثناء موارد الطاقة الكندية والتي ستفرض عليها رسوم بنسبة 10%.

كما زاد ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية بنسبة 10% تضاف إلى تلك التي كانت مفروضة في السابق.

وأعلن رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو الكندية، دوغ فورد، أن مقاطعته التي تعدّ المركز الاقتصادي للبلاد ستمنع الشركات الأميركية من الحصول على عقود مع المؤسسات الحكومية اعتبارا من الإثنين، مشيرا إلى أنّ هذا الإجراء سيجعل هذه الشركات "تخسر عشرات مليارات الدولارات من الإيرادات الجديدة".

وفي ردّه على فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على المنتجات الكندية اعتبارا من الثلاثاء، قال فورد "لا يمكن إلقاء اللوم إلا على الرئيس ترامب".

كما ألغى رئيس وزراء المقاطعة الكندية عقدا محليا بقيمة 100 مليون دولار كندي (66 مليون يورو) مع شركة ستارلينك التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، الحليف المقرب من الرئيس الأميركي.

وحاليا، لم تطل هذه الأزمة الاتحاد الأوروبي، لكنّ بروكسل تدرك أنّها في مرمى ترامب.

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لدى افتتاح اجتماع غير رسمي لقادة دول وحكومات الاتحاد في بروكسل، الإثنين، "إذا تعرضنا لهجوم حول المسائل التجارية، فسيكون على أوروبا، كقوة ثابتة على موقفها، أن تفرض احترامها وبالتالي أن تردّ".

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، أنّ "علينا بذل كل ما بوسعنا لتفادي هذه الرسوم الجمركية، وهذه الحروب التجارية غير المجدية إطلاقا والحمقاء".