قُتل خمسة أشخاص الثلاثاء في قصف طال أحد آخر المراكز الطبية العاملة في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم، وفق ما أفاد مصدر طبي ناسبا الغارة إلى قوّات الدعم السريع.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وأعلن المصدر في مستشفى النو طالبا عدم الإفصاح عن هويّته لأسباب أمنية أن من بين القتلى متطوّعين كانوا يعملون في المستشفى.
وقال إن قوّات الدعم السريع التي تتواجه مع الجيش منذ نيسان/أبريل 2023 أطلقت قذائف "سقطت في الحديقة المحاذية لمبنى المستشفى".
ويقع مستشفى النو المدعوم من منظمة "أطباء بلا حدود" في منطقة يسيطر عليها الجيش السوداني وقد تعرّض مرارا لقصف قوّات الدعم السريع، بحسب مصادر طبية.
والسودان غارق منذ نيسان/أبريل 2023 في معارك طاحنة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
واشتدّت وتيرة المعارك في الأسابيع الأخيرة مع تقدّم الجيش في العاصمة في مواجهة قوّات الدعم السريع.
وبعد مراوحة استمّرت أشهرا في الخرطوم، كسر الجيش حصارا كانت قوّات الدعم السريع تفرضه على مقرّ قيادته العامة في العاصمة.
وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش استعادة مقرّ سلاح الإشارة وطرد قوّات الدعم السريع من مصفاة الجيلي النفطية في الخرطوم بحري.
وقُتل ما لا يقلّ عن 60 شخصا وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح السبت في قصف شنّته قوّات الدعم السريع على سوق مزدحمة في أم درمان التي تقع تحت سيطرة الجيش.
وتصاعدت حدّة المعارك في العاصمة بعدما تقدّم الجيش نحو وسط السودان، مستعيدا السيطرة على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة قبل التوجّه نحو الخرطوم.
وتسيطر قوّات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من إقليم دارفور الشاسع في غرب السودان وأنحاء من الجنوب، فيما يبسط الجيش سيطرته على شرق البلد وشماله.
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين، وبشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وبعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
وأوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 12 مليون شخص ودمّرت البنى التحتية الهشّة أساسا في البلاد، ممّا أدى إلى خروج معظم المرافق الصحية عن الخدمة.
كما أدّى النزاع إلى كارثة إنسانية هائلة في بلد بات ملايين من سكانه على حافة المجاعة.
اقرأ/ي أيضًا | 65 قتيلا بقصف مدفعي وجوي على مدينتين سودانيتين