أثار الإعلان المفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن عزم واشنطن بسط سيطرتها على قطاع غزة، بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، ردود فعل حادة ورافضة للخطة، وسط تحذيرات من غزو أميركي لقطاع غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقال ترامب في تصريحاته الجديدة إنه يتطلع إلى أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع، مؤكدا أن بلاده ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وستقوم بمهمة فيه أيضا، على حد قوله.

وأضاف "سنطلق خطة تنمية اقتصادية (في القطاع) تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة".

وتوقع ترامب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن يتحول قطاع غزة، الذي يضم أكثر من مليوني فلسطيني، بعد أن تسيطر عليه أميركا، إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

قال السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور، إن على زعماء العالم وشعوبهم احترام رغبة الفلسطينيين بالبقاء في غزة.

وأضاف "وطننا هو وطننا، وإذا دمر جزء منه (قطاع غزة) فإن الشعب الفلسطيني اختار العودة إليه، و"أعتقد أن على القادة والناس احترام رغبة الشعب الفلسطيني".

ولفت إلى أنه بالنسبة لأولئك الذين يريدون إرسال الفلسطينيين "إلى مكان سعيد وجميل، دعوهم يعودون إلى منازلهم الأصلية داخل إسرائيل، يوجد هناك أماكن جميلة، وسيكونون مسرورين بالعودة إلى هذه الأماكن".

من جانبها، أعلنت حركة حماس رفضها مقترح ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين في غزة، وقالت إن هدف الاحتلال الحقيقي من حربه على غزة هو تهجير الفلسطينيين من القطاع.

وذكرت الحركة أنه بدلا من محاسبة الاحتلال الصهيوني على جريمة الإبادة الجماعية والتهجير يُكافأ ولا يُعاقب.

ووصفت حماس التصريحات الأميركية بالعنصرية، وقالت إنها تعكس غياب المعايير الأخلاقية والإنسانية.

وأكدت حماس أن المقاومة مستمرة حتى حصول الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله، وأن الإعمار ممكن مع بقاء أهالي غزة وعدم تهجيرهم كما يطرح اليمين الصهيوني.

وفيما يبدو ردا على تصريحات ترامب الأخيرة التي قال فيها إن السعودية لا تطالب بدولة فلسطينية، قالت وزارة الخارجية السعودية إن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية راسخ وثابت، وليس محل تفاوض أو مزايدات.

وشدد بيان الخارجية السعودية على ما سبق أن أعلنته المملكة من رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

ونقلت شبكة سي إن إن عن مسؤولين عربيين قولهما إن تصريحات ترامب "كانت قاسية، ويصعب فهمها واستيعابها، ونحتاج إلى مزيد من الوضوح لفهمها"

وأضاف المسؤولان: "نشعر بالحيرة والقلق والتشاؤم إزاء تصريحات ترامب المفاجئة بشأن السيطرة على غزة". وأكدا أن تلك التصريحات تعرض اتفاق غزة الهش للخطر.

وفي أميركا قال السناتور الأميركي الديمقراطي كريس ميرفي، في منشور على إكس "لقد فقد عقله تماما. سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود. إنها مثل مزحة رديئة".

وبدوره، قال عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس لقناة نيوز نيشن التلفزيونية إن الاقتراح "متهور وغير معقول"، وأضاف أنه قد يفسد المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وأكد أنه "يتعين علينا أن ننظر إلى دوافع ترامب. وكما هو الحال دائما، عندما يقترح ترامب بندا سياسيا، فهناك صلة بالمحسوبية وخدمة الذات". حسب قوله.

وفي إشارة إلى ترامب وصهره جاريد كوشنر، قال "يريدان تحويل هذا إلى منتجعات".

اقرأ/ي أيضًا | ترامب يكشف عن خطة أميركية للسيطرة على قطاع غزة