حذّرت مصر، اليوم الخميس، من أنّ دعم الحكومة الإسرائيلية لمقترح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن سيطرة الولايات المتّحدة على غزة وترحيل سكانّها، قد "يُضعف التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار، ويقضي عليه، ويحرّض على عودة القتال".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إنّ القاهرة "تحذّر من تداعيات التصريحات الصادرة اليوم من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية، بشأن بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".

يأتي ذلك بعد أن أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في وقت سابق اليوم الخميس، أنه أوعز للجيش الإسرائيلي، بوضع خطة تهدف إلى "توفير إمكانية المغادرة الطوعية لسكان غزة"، وذلك عبر ترتيبات تشمل المعابر البرية والمنافذ البحرية والجوية؛ في خطوة تعكس توجهًا واضحًا نحو ترانسفير جماعي للفلسطينيين.

وأعلنت مصر، اليوم، رفضها أي تصور يقضي بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدة عزمها الانخراط في المجتمع الدولي للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمر الجيش الإسرائيلي أجزاء واسعة منه.

وحذّرت وزارة الخارجية، في بيان، من "تداعيات التصريحات الصادرة من أعضاء في الحكومة الإسرائيلية، بشأن بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".

وقالت مصر إن تلك التصريحات "خرق صارخ وسافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولأبسط حقوق المواطن الفلسطيني، ويستدعي المحاسبة".

وأكدت أن "التداعيات كارثية ويترتب عليها سلوك غير مسؤول يقضي على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كما يحرض على عودة القتال (الحرب الإسرائيلية) مجددا".

وشددت الخارجية المصرية على "الرفض الكامل لمثل هذه التصريحات غير المسؤولة جملة وتفصيلا".

رفض التهجير

وفي ما يتعلق بخطة ترامب التي تتضمن الاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين، أكدت مصر أنها "ترفض تماما أي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي".

وحذرت من "تداعيات تلك الأفكار التي تعد إجحافا وتعديا على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولن تكون مصر طرفا فيه".

وأشارت إلى "ضرورة التعامل مع جذور الصراع، والتي تتمثل في وجود شعب تحت الاحتلال منذ عقود، عانى خلالها من كافة أشكال التهجير والاضطهاد والتمييز، وهو ما يتعين العمل على إنهائه بصورة فورية".

ولفتت مصر إلى "اعتزامها الانخراط بصورة فورية مع الشركاء والأصدقاء في المجتمع الدولي (لم تسمهم) في تنفيذ تصورات للتعافي المبكر، وإزالة الركام، وإعادة الإعمار، خلال إطار زمني محدّد، ودون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم التاريخية ورفضهم الخروج منها".

وفي وقت سابق، ادعى ترامب أن الفلسطينيين سيحظون بحياة "أكثر سعادة" بموجب الخطة، وأنهم سيستقرون في "مجتمعات أكثر أمانا وجمالا مع منازل جديدة وحديثة في المنطقة".

وقال "ستعمل الولايات المتحدة بالتعاون مع فرق تطوير رائعة من جميع أنحاء العالم، على بدء بناء ما سيصبح أحد أعظم وأروع المشاريع من نوعه على وجه الأرض".

والثلاثاء الماضي، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي مع نتنياهو في البيت الأبيض، عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.

ومنذ 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل أهالي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وفي 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمّن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية أكثر من 159 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.