أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة، الجمعة، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، أن بلاده لن تكون لديها سوى "فرصة ضئيلة" للصمود أمام الغزو الروسي، من دون دعم عسكري من الولايات المتحدة.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وقال زيلينسكي، في مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز، ستبث كاملة، الأحد: "ستكون لدينا فرصة ضئيلة، فرصة ضئيلة للصمود، من دون دعم الولايات المتحدة. أعتقد أن هذا أمر شديد الأهمية".

وكان قد أكد نائب الرئيس الأميركي، جاي دي فانس، الجمعة، أن واشنطن تريد تأمين سلام "دائم" في أوكرانيا، أثناء اجتماعه الأول مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في ميونيخ، لمناقشة مساعي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق مع روسيا.

ويعدّ اللقاء في ألمانيا لحظة مهمة بالنسبة إلى كييف، في سعيها للحفاظ على دعم واشنطن، بعد أن فاجأ الرئيس الأميركي حلفاء بلاده بإطلاق جهود سلام مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين.

وقال فانس، في ختام اللقاء: "نريد أن نحقق سلامًا دائمًا ومتينا، وليس سلامًا يدخِل أوروبا الشرقية في نزاع بعد عامين فقط".

وقال نائب الرئيس الأميركي إنه أجرى مع زيلينسكي "محادثات جيدة" حول سبل بلوغ هذا الهدف، وإنهما سيجريان مزيدًا من المحادثات "في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة".

بدوره، أشاد الرئيس الأوكراني بالمحادثة "الجيدة"، قائلًا إن اللقاء مع فانس كان "لقاءنا الأول، وليس الأخير بالتأكيد".

وأضاف زيلينسكي: "نحن مستعدون للتحرك بأسرع ما يمكن نحو سلام حقيقي ومضمون".

أثار ترامب قلق أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين، الأربعاء، عندما وافق على بدء محادثات سلام في أول مكالمة معلنة له مع بوتين، منذ عودته إلى منصبه.

كما أثار مخاوف من التخلي عن أوكرانيا، بعد ثلاث سنوات تقريبًا من القتال ضد موسكو.

وشدد المسؤولون الأميركيون على أن زيلينسكي سيشارك في المفاوضات، فيما قال الزعيم الأوكراني إنه سيكون مستعدًا للجلوس مع بوتين فقط بعد الاتفاق على "خطة مشتركة" مع حلفاء بلاده.

وأضاف: "أنا مستعد للقاء في هذه الحالة فقط".

قبل اجتماعه مع الرئيس الأوكراني، أكد فانس أن الولايات المتحدة مستعدة للضغط على روسيا، قائلًا إن أوروبا يجب أن تكون "بالطبع" على الطاولة.

لكن نائب الرئيس الأميركي دعا أوروبا أيضًا إلى "تكثيف" جهودها الدفاعية، للسماح لواشنطن بالتركيز على التهديدات في أماكن أخرى من العالم.

وأدلى المسؤولون الأميركيون بتصريحات متضاربة بشأن استراتيجية واشنطن، بعد أن استبعد وزير الدفاع، بيت هيغسيث، انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أو استعادة كل أراضيها المحتلة.

أثارت التصريحات مخاوف كبرى في كييف وأوروبا، من أن تُرغَم أوكرانيا على إبرام اتفاق سيئ يترك القارة في مواجهة روسيا.

لكن جاي دي فانس قال، لصحيفة وول ستريت جورنال، إن ترامب سيضع كل شيء "على طاولة" المحادثات المحتملة، وإن واشنطن قد تستخدم حتى "النفوذ العسكري" ضد روسيا لإجبارها على التوصل إلى اتفاق.

بعد أن رشحها ترامب بوصفها مكانًا محتملاً للقاء مع بوتين، رحبت السعودية باستضافة المحادثات بين الزعيمين.

ولم يكشف نائب الرئيس الأميركي عن المزيد في خطابه في مؤتمر ميونيخ للأمن، إذ تجنب التطرق إلى الحرب في أوكرانيا، وركز بدلًا من ذلك على انتقاد أوروبا بشأن الهجرة وحرية التعبير.

غير أن زيلينسكي حاول التقليل من المخاوف خلال المؤتمر، وقال مازحًا إن الرئيس الأميركي أعطاه رقمه الشخصي عندما تحدثا هاتفيًا.

وأضاف الرئيس الأوكراني، متحدثًا عن ترامب: "إذا اختار جانبنا، وإذا لم يلتزم موقفًا وسطًا، أعتقد أنه سيضغط وسيدفع بوتين إلى وقف الحرب".