بعد اتّهامه خلال الحملة الانتخابيّة بنشر رجوليّة سامّة، اعتمد دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض نهجًا ذكوريًّا في إدارة شؤون الولايات المتّحدة والعالم، مدعومًا في ذلك من مساعده المقرّب إيلون ماسك.

وأعرب رئيس شركتي تيسلا وسبيس إكس علنًا الأربعاء عن مخاوف حيال تهديدات قال إنّها تحاصر الرجال بسبب سياسات ترقية النساء ومكافحة التمييز على أساس النوع الاجتماعيّ.

وقال خلال مداخلة عبر الفيديو "إذا تمّت برمجة ذكاء اصطناعيّ للترويج بأيّ ثمن للتنوّع، فقد يقرّر أنّ هناك عددًا أكبر ممّا ينبغي من الرجال في السلطة، ويعدمهم".

وينشر الملياردير الّذي يشنّ لحساب ترامب حملة شرسة على هيئات الإدارة الفدراليّة وموظّفيها، رسائل على موقعه إكس، من نوع "لن أكذب، التستوستيرون أمر رائع".

ومنذ عودته إلى السلطة في 20 كانون الثاني/يناير، وضع ترامب حدًّا لوجود المتحوّلين جنسيًّا في الإدارة، بعدما تودّد تحديدًا خلال الحملة إلى الناخبين الشباب والذكور.

ونشر وزير الدفاع الجديد بيت هيغسيث الّذي تتّهمه امرأة بالتعدّي عليها جنسيًّا في 2017 والّذي انتقد وجود نساء في الجيش، صورة الجمعة يظهر فيها يمارس الرياضة مع عسكريّين في الثلج في بولندا.

وتبجّح بأنّه قام بخمس سلاسل من 47 تمرين ضغط، في إشارة إلى ترامب، الرئيس الـ47 للولايات المتّحدة.

أمّا ستيفن ميلر، أحد مستشاري البيت الأبيض الأكثر نفوذًا، فأعطى عبر شبكة فوكس نيوز نصائح غراميّة قبل الانتخابات، مشجّعًا الشبّان على المجاهرة بدعمهم للمرشّح الجمهوريّ. وقال "أظهروا أنّكم رجال حقيقيّون. أظهروا أنّكم لستم ذكورًا بيتا" في تسمية تشير إلى الرجال الخاضعين بالمقارنة مع "الذكور ألفا" المسيطرين.

وكتب جيم دالي رئيس منظّمة "فوكوس أون فاميلي" (التركيز على العائلة) الإنجيليّة المحافظة في صحيفة "واشنطن إكزامينر" في أواخر كانون الثاني/يناير أنّ "إحياء الذكوريّة الأميركيّة من أمس حاجات أمّتنا".

ورأى في المقال أنّ ترامب يجسّد "ذكوريّة سليمة" تذكّر بسلفه الجمهوريّ رونالد ريغان الّذي علّق الرئيس الحاليّ صورة له مؤخّرًا في المكتب البيضويّ.

والآن يجلس ترامب على مرأى من الممثّل السابق لأفلام الوسترن ليوقّع عشرات المراسيم الّتي تثبت برأي أندرسون مفهومه للسلطة المبنيّ على القوّة.

وقالت الباحثة إنّه "بالتفافه على الكونغرس وتجاهله التوازن الدستوريّ بين السلطات، فإنّ ترامب (يختار) سلطة ذكوريّة بدلًا من نهج تعاونيّ وديموقراطيّ".

وشكّل الرئيس الجمهوريّ الّذي حكم عليه عام 2023 بدفع مليون دولار من التعويضات لكاتبة لإدانته بالتعدّي عليها جنسيًّا، فريقًا يهيمن عليه الرجال.

لكنّه أحاط نفسه في المقابل بعدد من النساء يفوق عددهنّ في ولايته الأولى، وبعضهنّ في مناصب إستراتيجيّة كبيرة.

وفي طليعة النساء في فريقه كبيرة موظّفي البيت الأبيض سوزي وايلز الّتي يلقّبها "السيّدة الجليد" بسبب هدوئها وسطوتها، وهي أوّل امرأة تتولّى هذا المنصب.