قُتل 1383 مدنيًا على الأقل، جراء أعمال العنف التي شهدتها منطقة الساحل في غرب سوريا، اعتبارًا من السادس من آذار/مارس، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة، الأربعاء.

وقال المرصد إن هؤلاء قُتلوا في "عمليات إعدام على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها"، الذي أوضح أن هذه العمليات تركزت "يومي 7 و8 آذار/مارس".

وأضاف أن الحصيلة تواصل الارتفاع، لأن "توثيق أعداد القتلى لا يزال مستمرًا".

الشبكة السورية لحقوق الإنسان توثّق 803 حالات قتل خارج نطاق القانون في الساحل السوري

فيما أصدرت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، تقريرا أوليا يوثّق حصيلة الانتهاكات المرتكبة إثر الهجمات التي شنَّتها مجموعات مسلحة خارجة عن إطار الدولة، مرتبطة بنظام الأسد، وتمركزت بصورة رئيسة في محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة، والتي أسفرت عن مقتل 803 أشخاص خارج نطاق القانون خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 10 آذار/مارس 2025.

وأشار التقرير إلى أنَّ سورية شهدت في تلك الفترة تدهورا أمنياً غير مسبوق، وصفه بأنَّه إحدى أسوأ موجات العنف التي شهدتها البلاد منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024. وقد "نفّذت المجموعات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة، المرتبطة بنظام الأسد، هجمات منسّقة استهدفت مواقع أمنية وعسكرية تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة الانتقالية، ما دفع القوات الحكومية الرسمية إلى شن عمليات أمنية موسعة لملاحقة المهاجمين".

وذكر التقرير أنه "إلى جانب القوات الرسمية، شاركت في هذه العمليات، فصائل عسكرية محلية، وتنظيمات إسلامية أجنبية منضوية شكليا تحت مظلة وزارة الدفاع دون أن تندمج معها تنظيميا بصورة فعلية، بالإضافة إلى مجموعات محلية من المدنيين المسلحين الذين قدموا الدعم للقوات الحكومية دون أن تكون لهم تبعية رسمية لأي تشكيل عسكري محدد. إلا أنَّ هذه العمليات الأمنية لم تقتصر على ملاحقة المتورطين مباشرةً في الهجمات، بل سرعان ما تحولت إلى مواجهات عنيفة ارتُكبت خلالها انتهاكات جسيمة واسعة النطاق، اتّسم معظمها بطابع انتقامي وطائفي، وكان للفصائل المحلية والتنظيمات الإسلامية الأجنبية التابعة شكلياً لوزارة الدفاع الدور الأبرز في ارتكابها".

وأوضح التقرير أنَّ "هذه الأحداث تضمنت عمليات قتل خارج نطاق القانون، شملت إعدامات ميدانية وعمليات قتل جماعي ممنهجة بدوافع انتقامية وطائفية، إضافة إلى استهداف المدنيين، بمن فيهم أفراد الطواقم الطبية والإعلامية والعاملون في المجال الإنساني. كما طالت الانتهاكات المرافق العامة وعشرات الممتلكات العامة والخاصة، متسببةً في موجات نزوح قسري طالت مئات السكان، فضلاً عن اختفاء عشرات المدنيين وعناصر من قوى الأمن الداخلي، الأمر الذي أدى إلى تفاقمٍ حادٍّ في الأوضاع الإنسانية والأمنية في المناطق المتضررة".

وأوضح التقرير أنَّ "تعقيد المشهد الأمني الحالي يرجع إلى تعدُّد الأطراف المشاركة في النزاع وتداخل أدوارها، ما يجعل من تحديد المسؤوليات القانونية الفردية عملية شاقة ومعقدة للغاية، ويفرض تحدياتٍ كبيرة أمام الحكومة الانتقالية في مساعيها لضبط الأوضاع الأمنية ومنع وقوع المزيد من الانتهاكات".

لجنة التحقيق بأحداث الساحل السوري: لا أحد فوق القانون

أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق بأحداث الساحل السوري، أنه ستتم محاسبة المتورطين بالانتهاكات التي شهدتها محافظتا اللاذقية وطرطوس، مؤكدة أنه "لا أحد فوق القانون".

جاء ذلك في مؤتمر صحافيّ للناطق باسم اللجنة، ياسر الفرحان، الثلاثاء، غداة لقاء جمع أعضاءها بالرئيس السوري، أحمد الشرع.

وقال إن "لا أحد فوق القانون، وكل من هو متورط بالانتهاكات سيخضع (للمساءلة) ضمن صلاحيات اللجنة، وسنقدم ما نتوصل إليه من نتائج إلى رئاسة الجمهورية وإلى القضاء وهو الذي يجرم أو يحكم بالبراءة".

وذكر أن اللجنة "لن تفصح عن نتائج تحقيقاتها وستلتزم بالحفاظ على خصوصية الشهود، على أن تقدم النتائج إلى القضاء، والمحاكم المختصة".