في أحد برامج القناة 12، علق الإعلامي اليميني عميت سيغل على الزيارات المتكررة للوفود الإسرائيلية إلى أميركا ومطالبتها بتدخل ترامب لإطلاق سراح الأسرى في غزة، حيث قال: "وكأن إسرائيل غير موجودة، واليهود ما زالوا يعيشون في بلدة رومانية نائية ويبحثون عمن يحميهم".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

في هذا السياق، كتب الصحافي يوسي شلاين في مقال له تحت عنوان "دولة تحت الوصاية" أن دونالد ترامب جعل من خطر فقدان وجود إسرائيل جوهر حملته الانتخابية، حينما قال "إن إسرائيل ستختفي خلال عامين، إذا تم انتخاب هاريس. إذا لم يتم انتخابي، فإن إسرائيل ستموت". وقد فرحت إسرائيل الرسمية والشعبية بفوز ترامب وعلى حد تعبير شلاين تحولت إلى "دولة تحت وصاية ترامب المباشرة، وعليه لن نرفض له طلبا لأنه يحافظ علينا". ويصل يوسي شلاين إلى لبّ الموضوع بقوله "لا يوجد لإسرائيل دبلوماسية مستقلة مع الأميركيين؛ لقد عدنا إلى نفسية وسلوكيات يهود المهجر الذين لم تكن لهم دولة وسيادة وجيش".

واقع يؤكد عليه استطلاع القناة 13، إذ يعتقد أكثر من 50% من الإسرائيليين أن ترامب يهتم بقضية الأسرى أكثر من نتنياهو، وعليه، 57% منهم يؤيدون المباحثات المباشرة بين واشنطن وحماس للتوصل إلى حل يعيد أبناءهم الأسرى.

استنادًا إلى هذه الخلفية والمعطيات، اجتمع المبعوث الأميركي "آدم بولر" ولأول مرة مع قيادات حماس في قطر في مهمة استطلاعية لمرة واحدة لتسهيل مهمة المبعوث الرسمي ويتكوف، حيث صرح بولر أن "الاجتماع مع حماس كان مفيدا جدا، وأعتقد أنه بإمكاننا إطلاق سراح كل الأسرى وليس الأميركيين فقط". وعن ردة فعل إسرائيل على هذه المحادثات المباشرة، رد بولر: "لسنا وكلاء لإسرائيل ونتخذ قراراتنا بأنفسنا، ولدينا مصالح محددة، وتواصلنا مع حماس من أجل هذه المصالح، رغم أننا نتفهم القلق الإسرائيلي، وأؤكد هنا أن مفاوضاتنا المباشرة مع حماس قد تؤدي إلى التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع بشأن غزة والأسرى".

وفعلا، كانت الخطوة الأولى لهذا التواصل المباشر مع حماس الصفقة الأخيرة الذي وضع المبعوث الأميركي ويتكوف لمساته الأخيرة عليها، والتي تشمل الإفراج عن جندي إسرائيلي أميركي وجثامين أربعة من مزدوجي الجنسية.

نعم، فقدان ثقة عائلات الأسرى بحكومة نتنياهو ظهر جليا في توجهم المكثف لدونالد ترامب، والذي توج بزيارة وفد من الأسرى الذين أُطلق سراحهم ولقاءهم ترامب في البيت الأبيض. في هذا اللقاء، قالت نعمة ليفي لترامب: "نحن متأكدون بأنك قادر على التوصل لصفقة وحلّ بأسرع وقت". وفي نفس السياق، قال عومر شم طوب: "نؤمن أنا وعائلتي أنك بعثت من الله لإطلاق سراح أسرانا".

يُذكر هنا أنه بعد هذا اللقاء، بعث ترامب بمبعوثه آدم بولر للاجتماع بقادة حماس وجهًا لوجه في الدوحة، وحسب المعلومات المتوفرة، هندس الحل مع حماس وسلم ويتكوف مهمة تقريب وجهات النظر مع إسرائيل.

خلاصة القول:

يعتبر ترامب إسرائيل دولة واقعة تحت وصايته، وهي بدورها تتقبل ذلك لإدراكها التزامه وحكومته بأمنها ووجودها كعقيدة دينية للحركة الصهيونية المسيحية الإنجيلية.

اقرأ/ي أيضًا | ما يخطّط له ترامب ونتنياهو: وضع المقاومة الفلسطينيّة بين فكي كمّاشة الحرب أو الخطة العربية