دعا رئيس الشاباك الأسبق، عامي أيالون، اليوم الإثنين، الجمهور في إسرائيل إلى عصيان مدني لأن إسرائيل موجودة أمام "الأزمة الدستورية الأكثر شدة التي مرّت عليها منذ قيام الدولة"، واتهم الحكومة بأنها تخرق القانون. وتأتي أقوال أيالون غداة إعلان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عن عزمه إقالة رئيس الشاباك، رونين بار.

رئيس الشاباك الأسبق، عامي أيالون (أرشيف - Getty Images)

وقال أيالون، خلال مقابلة لموقع "واينت" الإلكتروني، إنه "إذا كنا كمواطنين لا نوافق على خرق القانون، فإننا لا ننفذ ما ينبغي فعله. ومصطلح عصيان مدني يرافق جميع الديمقراطيات، وبشكل بارز منذ فترة العبودية في الولايات المتحدة وحتى اليوم. وعندما نرى أن الحكومة تعمل خلافا للشعب، فإن هذه حكومة متمردة".

وأضاف أنه "أدعو المواطنين إلى الخروج إلى الشوارع وقول كلمتهم، وأنا أقول إنه عندما تخرق الحكومة القانون، فإن مصطلح عصيان مدني يعني أن القانون هو خطنا الأحمر. وخطنا الأحمر هو العنف. وعدا ذلك، لدينا دور. والديمقراطية هي لنا وليس للحكومة. وإذا لم ندرك أن الولاء للملك لا يسبق الولاء للمملكة، لن نكون مستعدين لفدع الثمن".

وقال أيالون، وهو قائد سلاح البحرية الأسبق، إنه يعارض الدعوات لعدم الخدمة العسكرية في قوات الاحتياط، واعتبر أنه "خلافا لموقف الكثيرين من زملائي، فإن خدمة الاحتياط هي خارج المجال لأن هذه الدولة ليست للملك. ونحن لا نحارب من أجله".

وتابع أنه "يتعين علينا كمواطنين أن نقنع بالنزول إلى الشوارع بأنه يتم إرسال الجنود إلى حرب لا توجد فيها أي غاية سياسية. وبعضهم يعود بتوابيت. ونحن نعلم أن هذه الحرب لن تعيد المخطوفين، ولن تهزم حماس. وعلينا إنشاء بديل ليكون هناك داخل الفراغ الذي يصنعونه".

وحول قرار نتنياهو بإقالة بار بسبب فقدان ثقته به، قال أيالون إن "حقيقة أن رئيس الحكومة يطالب بالثقة هي حقيقة معروفة. ولا أريد أن أعطي أمثلة لأنني تعهدت بألا أتطرق إلى أمور أعرفها والآخرين لا يعرفونها، وهذا ما قصده ناداف (أرغمان رئيس الشاباك الأسبق). والحديث لا يدور عن أسرار دولة وإنما عن أمور كهذه. حول كيف ينظر رئيس الحكومة إلى منصبه وإلى علاقته مع رئيس الشاباك".

وكان أرغمان قد هدد، الأسبوع الماضي، بكشف معلومات غير معلنة عن نتنياهو إذا تبين له أن الأخير يتصرف ضد القانون، وإثر ذلك قدم نتنياهو شكوى ضده إلى المفتش العام للشرطة الذي أوعز بتحقيق ضد أرغمان.

وأضاف أيالون أن "الذراع التنفيذية، وأنا أعرف رؤساء حكومات كثيرين، أرادت دائما قدرة أكبر على الحكم وقوة أكثر. ولذلك فإن السؤال هو ماذا يتعين على رئيس الشاباك أن يفعل، فمن جهة هو يخضع لرئيس الحكومة ومن الجهة الثانية ولاءه للنظام الديمقراطي. وهذا يؤدي إلى توتر بنيوي وهذا هو التوتر الذي يواجهه رونين بار".

وتابع أنه "عندما أنهيت ولايتي لم أعطِ نصائح لخلفي، لكني قلت إن رئيس الشاباك الذي لم يقل مرة واحدة طوال سنوات ولايته لرئيس الحكومة ’سيدي، حتى هنا’، هو على ما يبدو رئيس شاباك لم يقم بواجبه بشكل لائق".

وأشار أيالون إلى أن "رئيس الشاباك يعلن عن عائلة رئيس الحكومة أكثر مما يعرف رئيس الحكومة. وهو يعرف أمورا كثيرة جدا، لكن هذا أمور لا أعتزم كشفها".

وقال رئيس الشاباك الأسبق، يعقوب بيري، لـ"واينت" أيضا، حول قرار نتنياهو إقالة بار، إن "رئيس الحكومة هو القائد الأعلى لرئيس الشاباك. وصلاحيته هي تعيينه وإقالته. والسؤال هو ما هي الأسباب، والمشكلة هي إلى أي وضع من شأن ذلك أن يجرّ الدولة".

وأضاف بيري أن "المشكلة هي أن نتنياهو يقيس أداء رئيس الجهاز بموجب ولاء شخصي، وولاء رئيس الجهاز هو لدولة إسرائيل، للديمقراطية الإسرائيلية، لمواطني إسرائيل، وليس شخصيا لرئيس الحكومة".

وتابع أنه "أعتقد أن نتنياهو استخدم أقوال ناداف أرغمان، التي فُهم منها أنها تنطوي على تهديد ضد رئيس الحكومة، وربطهما في حملته ضد رونين بار. ونتنياهو يدعي أن بار يحرض ضده، لكن لا يوجد أي أساس لذلك".

وحسب بيري، فإن "العلاقات بين بار وأرغمان ليست جيدة. ولم يكن تنسيق بينهما بخصوص أقوال أرغمان، ولذلك فإن الأمور التي يستند نتنياهو إليها ليست صحيحة".