تُجرى مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وسط حالة من الجمود والتوتر، في ظل استئناف الحرب على غزة. وتسعى الولايات المتحدة إلى دفع الأطراف نحو اتفاق جديد، إذ تربط دعمها للعملية العسكرية الإسرائيلية بكونها "مركّزة وفعّالة"، وتشكل، وفقًا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول أميركي، عاملًا داعمًا للمفاوضات.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وأفادت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الثلاثاء، أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، الذي يرأس طاقم المفاوضات الإسرائيلي، يعقد مساء اليوم اجتماعا مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في واشنطن، لبحث المبادرة المصرية التي تقترح إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين أحياء.

وتعتبر إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، مبرّر في ظل "تعنّت" حركة حماس، لكنها تشدد في المقابل على أن العمليات العسكرية يجب أن تكون "دقيقة وفعالة وذات نتائج"، لأن "ليس لدينا كل الوقت في العالم"، بحسب ما قاله مصدر أميركي لـ"يديعوت أحرونوت".

ونقلت الصحيفة عن "مصادر تحدّثت إلى الأميركيين" أن إسرائيل تحظى بدعم أميركي لمواصلة القتال في القطاع، لكن هذا الدعم "ليس بلا حدود". وقال مصدر مطّلع على فحوى الاتصالات: "للعمل العسكري أثناء المفاوضات تأثير، لكن لا فائدة من جرّ الجميع إلى جولة عديمة الجدوى. المستوى السياسي في إسرائيل يجب أن يعترف بأن رصيده محدود للغاية".

وقال مصدر أميركي إن "الرئيس ترامب مصرّ على تنفيذ الصفقة السعودية، ولن يسمح لإسرائيل بنسفها"، مضيفًا أن "الساعة الرملية تنفد". وفي تعقيبه على تصريحات وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، قال إنهما "لا يعرفان قراءة الجغرافيا السياسية، ولا يفهمان أين هما موجودان"، على حد تعبيره.

وترى الإدارة الأميركية، وفق الصحيفة، أنه بعد مصادقة الكنيست على الميزانية، فإن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، "تحرر من القيود السياسية وبات بإمكانه التقدّم نحو إتمام الصفقة". في المقابل، أكدت مصادر في محيط نتنياهو أنه "لا يوجد أي صلة بين تمرير الميزانية وقضية الأسرى"، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تزال ملتزمة بدفع المبادرة التي يقودها ويتكوف.

في هذه الأثناء، تواصل مصر دفع مبادرتها التي تتضمن إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين أحياء، بينهم جندي يحمل الجنيسة الأميركية، مقابل وقف إطلاق نار لسبعة أسابيع، وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين. في حين، قدّمت حماس مطالب وشروطًا تتعلق بضمانات، بينما تمارس مصر ضغوطًا شديدة على قيادة الحركة، "بما في ذلك التهديد بطرد الأسرى الذين تم ترحيلهم إلى الأراضي المصرية"، وفقا لـ"يديعوت أحرونوت".

من جانبها، تنفي إسرائيل أن تكون قد تلقت حتى الآن أي مقترح رسمي من الجانب المصري، وتبدو غير متحمسة للمبادرة. وتفضّل بدلًا من ذلك مبادرة ويتكوف، التي تنص على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين على مرحلتين: المرحلة الأولى تشمل 11 أسيرًا حيًا و16 جثمانًا في اليوم الأول من وقف إطلاق النار الذي سيمتد 40 إلى 50 يومًا، بينما يتم الإفراج عن باقي الأسرى في نهاية هذه المدة إذا تم التوصل إلى تفاهمات على إنهاء الحرب.

ونقلت "كان 11" عن مصادر إسرائيلية أن المقترح الذي ينص على إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين أحياء، من بينهم الجندي الإسرائيلي الأميركي، يحظى بقبول لدى إسرائيل؛ وادعت أن حركة حماس سبق ورفضت هذا المقترح في الماضي. وأضافت المصادر أنه في حال وافقت الحركة رسميًا على المبادرة، فإن "الاتجاه سيكون إيجابيًا".

وبحسب بنود المقترح، تطلق حماس سراح خمسة أسرى أحياء، مقابل وقف لإطلاق النار في قطاع غزة لمدة 40 يومًا تقريبًا، إلى جانب إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وفتح المعابر أمام دخول البضائع والمساعدات الإنسانية.

وفي وقت سابق من اليوم، طالب منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين، الوزير ديرمر، باستكمال المفاوضات خلال الشهر الحالي أو الاستقالة من مهامه. كما دعوا ديرمر إلى تقديم تقرير علني حول وضع المفاوضات. وجاء في بيان صادر عن المقر أن تعيين ديرمر من قبل رئيس الحكومة جاء بدعوى أنه سيساعد في استعادة الأسرى، "لكن في الواقع المفاوضات في جمود تام ولا يوجد أي تقدم". وطالبت العائلات بالإفراج عن جميع الأسرى الـ59 دفعة واحدة وبشكل فوري.