أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، عن المخرج الفلسطيني حمدان بلال، الحائز على جائزة الأوسكار، وذلك بعد أن اعتقلته قوات الأمن عقب إصابته خلال هجوم عدواني نفذه مستوطنون، مساء الإثنين، على قرية سوسيا جنوب الخليل في الضفة الغربية المحتلة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقال بلال، المخرج المشارك لفيلم "لا أرض أخرى"، إنه تعرّض للاعتداء بعد قيامه بتوثيق هجوم المستوطنين على منزل أحد جيرانه، وأضاف أنه عاد إلى منزله للتأكد من أنه لم يتعرض لهجوم هو الآخر، قبل أن يتعرض لاحتلال من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال.

وأوضح "كنت واقفًا خارج المنزل أتحقق من عدم اقتراب أي مستوطن أو جندي نحوه". وتابع "دفعوني أرضًا، وكان الجنود يصرخون في وجهي كي أنهض، ويوجهون بنادقهم نحوي. كان موقفًا جنونيًا، تخيّل أن تكون عائلتك وأطفالك في الداخل، وعليك حمايتهم".

وقبيل عملية الاعتقال، كانت مجموعة من المستوطنين قد هاجمت تجمعًا للفلسطينيين أثناء الإفطار في قرية سوسيا، بحسب رئيس المجلس المحلي في القرية، جهاد نواجعة، الذي أوضح أن "عشرات المستوطنين هاجموا التجمع وقت الإفطار".

وأوضح أن المستوطنين "حاولوا سرقة الأغنام من الحظيرة. خرج الشبان لصدّهم، وأُصيب نحو ثمانية منهم". وأضاف "وصلت شرطة الاحتلال للمكان، ومنعت سيارات الإسعاف الفلسطينية من تقديم العلاج للمصابين، واعتقلت ثلاثة شبان، بينهم المخرج، رغم أنه كان مصابًا".

وأشار نواجعة إلى أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، قائلاً: "هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها المستوطنون التجمع، لكن الاعتداءات تزداد في الآونة الأخيرة. يوم أمس فقط، سرقوا عشر أغنام".

ويُعد هذا الحادث الأحدث في سلسلة هجمات متكررة ينفذها المستوطنون على قرى فلسطينية في الضفة الغربية، خصوصًا تلك التي يسكنها رعاة ومجتمعات بدوية، وغالبًا ما تتضمن هذه الهجمات محاولات لسرقة المواشي، فيما تكتفي قوات الاحتلال بالمراقبة وحماية المعتدين.

وكانت لمياء بلال، زوجة المخرج، قد قالت في تصريحات سابقة، إن المستوطنين حاصروا المنزل، فخرج زوجها لمنعهم من اقتحامه. وأضافت "اعتدوا عليه بالضرب، ثم جرى اعتقاله، ولا نعرف شيئًا عن وضعه".

وأكدت الناشطة أنَّا ليبمان، وهي كندية أميركية من منظمة "مركز اللاعنف اليهودي"، أن المستوطنين هاجموا مجموعتها بعد نحو ربع ساعة من بدء الهجوم، وقالت: "بعد وقت قصير من الاعتداء، تم تقييد حمدان وعُصبت عيناه".

وأشارت إلى أن ناشطين آخرين رأوه يُنقل إلى مركبة عسكرية غادرت الموقع، فيما ظهرت لاحقًا بقع دماء في المكان، رجّحت العائلة أنها ناتجة عن إصابته.