أعلن الجيش السوداني، الأربعاء، اقترابه من السيطرة على الخرطوم بعد استعادته عددا من المنشآت الاستراتيجية والمناطق، على رأسها معسكر "طيبة" جنوبي العاصمة.
ويعد "طيبة" بمحلية جبل أولياء أكبر معسكرات قوات الدعم السريع، وكان تابعا لجهاز الأمن سابقا.
أما جبل أولياء وهي بلدة صغيرة تبعد 40 كيلومترا جنوب العاصمة السودانية، فهي المعقل الرئيسي لقوات لدعم السريع.
وقال متحدث الجيش السوداني نبيل عبد الله، في بيانات متتالية، إن القوات تمكنت من السيطرة على معسكر "طيبة" لقوات الدعم السريع، بمنطقة طيبة الحسناب، جنوبي الخرطوم.
وأشار عبد الله إلى أن "طيبة" هو "المعسكر الرئيسي" لقوات الدعم السريع وسط السودان، و"آخر معاقلها" في الخرطوم.
كما أفاد بإحكام السيطرة أيضا على الجهة الغربية من جسر المنشية على النيل الأزرق، الرابط بين منطقة شرق النيل ومدينة الخرطوم، ضمن العمليات الرامية للسيطرة على العاصمة.
وفي 4 آذار/ مارس الجاري، سيطر الجيش السوداني على جسر المنشية من الناحية الشرقية بعد معارك مع قوات الدعم السريع.
كما لفت متحدث الجيش إلى تمكن القوات السودانية من تطهير منطقة "الباقير" بولاية الجزيرة وسط البلاد، وتعد المدخل الجنوبي الشرقي للخرطوم.
ونشر عناصر للجيش السوداني مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي توثق سيطرتهم على مقر قيادة "الفرقة الأولى مشاة" بمنطقة الباقير.
وفي السياق، أكد عبد الله أن القوات السودانية "تتقدم بثبات واحترافية وتدك ما تبقى من معاقل الأوباش (في إشارة لعناصر الدعم السريع) بالخرطوم".
وذكر أن قوات الجيش "انتزعت كل مواقع الشرطة" من قوات الدعم السريع في منطقة بري بالخرطوم.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن سلاح المدرعات للجيش السوداني، انتشار قواته في "شارع الهواء" جنوبي الخرطوم، وهو أحد الشوارع الرئيسة الرابطة بين شرق العاصمة وغربها.
ولم يصدر عن قوات الدعم السريع أي تعليق في هذا الشأن حتى الساعة 09:45 (ت.غ)
وخلال الأيام الماضية، فرض الجيش سيطرته على معظم مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة وسط الخرطوم ومنطقة المقرن، كما استطاع استعادة السيطرة على جزيرة توتي.
كما تسارعت وتيرة تقهقر قوات الدعم السريع في عدة ولايات، منها الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض، وشمال كردفان، وسنار، والنيل الأزرق، وسط تقدم مستمر لقوات الجيش.
وتأتي هذه التطورات بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على القصر الرئاسي بالخرطوم، الجمعة.
فيما أقرت قوات الدعم السريع بفقدان القصر الرئاسي، لكنها اعتبرت أن سقوطه لا يعني خسارة الحرب.
يذكر أن الجيش وقوات الدعم السريع يخوضان منذ نيسان/ أبريل 2023 صراعا داميا أسفر وفقا للأمم المتحدة والسلطات المحلية عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء حوالي 15 مليونا آخرين. وبحسب دراسة أجرتها جامعات أميركية، قد يصل عدد القتلى إلى نحو 130 ألفا.