تكثّف السلطات التركية حملة القمع، في محاولة لوقف الاحتجاجات التي أثارها اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في 19 آذار/مارس، مع توقيف المئات من المتظاهرين، والصحافيين، والمحامين.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وأعلن إمام أوغلو، الخصم الرئيسي للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، توقيف محاميه محمد بهلوان، وأُطلق سراحه في وقت لاحق تحت إشراف قضائي.

وكتب رئيس بلدية العاصمة الاقتصادية لتركيا، الذي أُقيل من مهامه وأودِع السجن الأحد، بتهمة الفساد، على "إكس": "هذه المرة، أوقفوا محاميَّ محمد بهلوان، بذرائع ملفقة".

وأضاف: "كأن محاولة الانقلاب على الديمقراطية لا تكفي، لا يسعهم احتمال أن يدافع ضحايا هذا الانقلاب عن أنفسهم".

وأعلنت نقابة الصحافيين توقيف مراسلتَين في منزلهما "فجراً"، تعملان مع وسائل إعلام يسارية تنتقد الحكومة، التي تواجه احتجاجات غير مسبوقة منذ حركة احتجاجات "جيزي" الحاشدة عام 2013، والتي انطلقت من ساحة تقسيم في إسطنبول.

واحتجّت النقابة تحت شعار: "دعوا الصحافيين يقومون بعملهم. أوقفوا هذه الاعتقالات غير القانونية".

وأُوقف صحافي سويدي، الخميس، لدى وصوله إلى تركيا لتغطية الاحتجاجات، بحسب ما قالت وزيرة الخارجية السويدية، وطاقم تحرير صحيفة "داغينس إي تي سي"، التي يعمل لحسابها، الجمعة.

وأفادت الصحيفة السويدية، في وقت لاحق، أن مراسلها يواكيم ميدين سُجن بعد اعتقاله، في حين أفادت وسائل إعلام تركية أنه متهم بـ"إهانة الرئيس"، والانتماء إلى "منظمة إرهابية مسلحة".

وكتب أندرياس غوستافسون، رئيس تحرير "داغينس إي تي سي"، على منصة "إكس": "أعلم أن هذه الاتهامات زائفة 100%". وأكّد غوستافسون، لوكالة "فرانس برس" في رسالة نصية، سجن ميدين.

وقالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، إن البلاد تتعامل بـ"جدية" مع مسألة اعتقاله.

ويأتي اعتقال ميدين بعد ساعات فقط من إطلاق السلطات سراح 11 صحافياً اعتُقلوا الإثنين، لتغطيتهم الاحتجاجات، ومن بينهم مصوّر وكالة "فرانس برس" ياسين أكجول.

وأعلنت الحكومة التركية، الخميس، توقيف نحو ألفي شخص منذ 19 آذار/مارس، خلال تظاهرات حظرتها السلطات، تم سجن 260 شخصاً من بينهم، الخميس، وفقاً لوزارة الداخلية.

ومن بين الموقوفين، طالب في الاقتصاد يبلغ 23 عاماً، كان مراسلو وكالة "فرانس برس" قد التقوه في حرم جامعته في إسطنبول، بحسب ما أكدت إحدى زميلاته للوكالة، متحدثة عن "توقيفات عديدة" في صفوف الطلاب.

وقال موسى أكيول، وهو والد طالب يبلغ 21 عاماً، أوقف في إسطنبول الأحد، ودخل السجن الأربعاء، لوكالة "فرانس برس": "إن هذه الاعتقالات تعسفية"، معرباً عن قلقه بشأن "كل هؤلاء الشباب الذين يحلمون فقط بتركيا أفضل".

وبحسب نقابة المحامين في إسطنبول، أُوقف 20 قاصراً في الفترة ما بين 22 و25 آذار/مارس، بينهم سبعة كانوا ما زالوا محتجزين، الجمعة.

ونقل نواب حزب الشعب الجمهوري المعارض، الذي ينتمي إليه أكرم إمام أوغلو، شهادات من شباب وقاصرين، قالوا إنهم تعرضوا "لسوء معاملة" من قبل الشرطة.

ورغم كل ذلك، شارك طلاب في العاصمة أنقرة، الجمعة، في تجمع في حديقة كبيرة، بحسب صور بثّتها وسائل إعلام تركية.

وفي إسطنبول، طالبت الشرطة، التي تحيط بالمتظاهرين وتصورهم، برؤية وجوههم للسماح لهم بالمرور خلال تجمعات عديدة في الأيام الأخيرة.

وأوقفت الشرطة، أمام الصحافيين، عدداً من المتظاهرين الذين كانوا قد غطوا وجوههم، خوفاً من أن يتم التعرف عليهم.

وفي مواجهة قمع التظاهرات والاحتجاجات، يواصل الطلاب دعواتهم إلى مقاطعة الدروس، وأحياناً تحت التهديد بالطرد من جانب المؤسسات التي يرتادونها.

وبرر وزير العدل، يلماز تونج، موجة التوقيفات بـ"العنف" الذي أظهره الموقوفون، على قوله.

وطردت السلطات، الخميس، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، مارك لوين، الذي جاء لتغطية الاحتجاجات في البلاد.