شهدت الساعات الماضية ما وصفته القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الأحد، بـ"تفاؤل حذر" في إسرائيل بعد تقارير أفادت بموافقة حركة حماس على مقترح لوقف إطلاق النار يشمل الإفراج عن خمسة أسرى، وسط تقييمات إسرائيلية أمنية بأن تشديد الحصار والضغط العسكري يضع الحركة في موقف غير مريح ويدفعها باتجاه الاستجابة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وبحسب ما نقلته القناة، فإن طاقم المفاوضات الإسرائيلي أبلغ الوزراء خلال جلسة الكابينيت مساء السبت، أن مقترح الوسطاء وصل ليل الخميس–الجمعة، وردّت إسرائيل عليه بعد ظهر الجمعة بمقترح بديل. وتستعد تل أبيب لإرسال وفد لمواصلة التفاوض، وسط قناعة بأن تصعيد العمليات البرية والحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع يشكل ضغطا على حماس.

ويقوم المقترح الإسرائيلي الجديد على ما يُعرف بـ"مخطط ويتكوف"، الذي قدّمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ويقضي بالإفراج عن عشرة أسرى أحياء و11 من القتلى في دفعة أولى، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين ووقف لإطلاق النار مدته 42 يوماً يُتفق خلالها على إنهاء الحرب، على أن تُفرج حماس في نهايتها عن دفعة ثانية من الأسرى. ويهدف المقترح إلى تجاوز سياسة "التقطير" في صفقات التبادل

المقترح الإسرائيلي:

أما المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس، فينص على إطلاق سراح خمسة أسرى، من بينهم جندي يحمل الجنسية الأميركية، إلى جانب أربعة أسرى آخرين أحياء أو جثثًا، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا. وتعارض إسرائيل هذا المقترح، كما أفادت القناة، لـ"عدم ثقتها بالتزام حماس، خصوصًا في ظل الظروف الإنسانية المتدهورة التي تواجهها الحركة".

المقترح الذي قُدم لإسرائيل ووافقت عليه حماس:

ووفقًا لمصادر مصرية نقلت عنها صحيفة "العربي الجديد"، فقد أعربت حماس عن موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار يشمل الإفراج عن 5 أسرى. ومساء أمس، أعلنت حماس أنها وافقت على مقترح جديد لهدنة في قطاع غزة تسلمته من الوسطاء.

وقال رئيس حماس في غزة، خليل الحية، في كلمة متلفزة بثتها فضائية "الأقصى" التابعة للحركة بمناسبة عيد الفطر "تسلمنا قبل يومين مقترحا من الإخوة الوسطاء، تعاملنا معه بإيجابية ووافقنا عليه، ونأمل ألا يعطله الاحتلال ويجهض جهود الوسطاء".

وشدد على أن "سلاح المقاومة خط أحمر وهو مرتبط بوجود الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فاذا ما زال الاحتلال، يبقى سلاحا للشعب والدولة ويحمي مقدراته وحقوقه".

إسرائيل تتمسك بمخطط ويتكوف وتلوّح بزيادة الضغط

في الوقت الراهن، ترى إسرائيل أن "الضغط ينجح"، وتعتقد أن هناك مؤشرات على تحرّك حماس تحت وطأة الحصار والضغوط. وعلى الرغم من التفاؤل الحذر، لا يزال الموقف مرهونًا برد الحركة، في وقت تواصل فيه إسرائيل التشديد على أنها لن تتنازل عن مقترحها الحالي.

وتتمثل مهمة الوسطاء، بحسب التقرير، في إيجاد صيغة تقرّب بين الجانبين وتُفضي إلى تفاهمات. وترى إسرائيل وجود نية حسنة لدى الوسطاء لمحاولة إيجاد خيط يربط الأطراف؛ فيما تواصل تل أبيب التهديد بالتصعيد، سواء العسكري أو الإنساني.

ويرى طاقم المفاوضات الإسرائيلي في تزامن الأعياد مع العملية التفاوضية نافذة ممكنة للتقدّم. ومع ذلك، فإن التصعيد الميداني مستمر على "خط فاصل رقيق": من جهة يتصاعد بوتيرة متزايدة، ومن جهة أخرى قد يصل بإسرائيل إلى نقطة يصعب فيها العودة إلى طاولة التفاهمات.