انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر العلمي للأسبوع القطري العاشر لسلامة المرضى، الذي تنظمه وزارة الصحة العامة على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة نخبة واسعة من الخبراء والمختصين المحليين والدوليين، وممثلي المرضى، وموضوعه الرئيسي "تحسين التشخيص من أجل سلامة المرضى".
ويتحدث في المؤتمر 72 خبيرا محليا ودوليا، وينعقد بطريقة مختلطة تجمع بين الحضور الفعلي في مقر المؤتمر والمشاركة، من خلال تقنيات الاتصال عن بعد، ويشارك في رعايته كل من مؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ومستشفى المدينة الطبية العسكرية، ومستشفى "ذا فيو".
كما يتضمن المؤتمر سبع حلقات نقاشية، تتناول موضوعات ومفاهيم مختلفة متعلقة بسلامة المرض، إضافة إلى عشر محاضرات تستعرض فيها مؤسسات صحية محلية ودولية تجاربها الناجحة في تحسين جودة وسلامة الخدمات المقدمة.
وقالت السيدة هدى عامر الكثيري مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي والأداء والابتكار بوزارة الصحة العامة إن الأسبوع القطري لسلامة المرضى يحظى بأهمية كبيرة في تعزيز التعاون بين جميع المعنيين، من أجل تقديم أفضل رعاية صحية للسكان بصورة آمنة وفعالة وعالية الجودة، وهو ما يمثل أولوية في مختلف الاستراتيجيات الصحية بدولة قطر.
وأضافت في كلمة لها في افتتاح المؤتمر أن المناسبة فرصة للاحتفال بمرور عقد من الالتزام بالنهوض بجودة الرعاية الصحية وسلامتها، وما تم تحقيقه من تحسينات في سلامة المرضى، مع السعي لمواصلة مسيرة التحسينات، وهو ما يتضح جليا من خلال شعار هذا العام الذي يؤكد أن سلامة التشخيص هو مفتاح الحصول على الرعاية الآمنة والفعالة.
من جهتها أكدت الدكتورة مريم علي عبدالملك المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية على أهمية فعاليات الأسبوع القطري والتي تؤكد ضرورة بذل أقصى الجهود، من أجل تعزيز سلامة المرضى، وذلك خلال مشاركتها في حلقة نقاشية بالمؤتمر حول أحدث التطورات في مجال سلامة المرضى بمشاركة نخبة من المتحدثين المحليين والدوليين.
وشددت على أن الجهود المشتركة ضرورية وفعالة من أجل خلق نظام صحي قوي وأكثر قدرة على الاستجابة ومواجهة التحديات الصحية في دولة قطر.
وفي الكلمة الرئيسية في المؤتمر، تحدث الدكتور هارديب سينغ أستاذ الطب، بمركز الابتكارات في الجودة والفعالية والسلامة وكلية بايلور للطب بهيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية عن موضوع (الحد من العبء العالمي للأخطاء التشخيصية في مجال الرعاية الصحية من خلال العلم والسياسات والممارسة)، كما أشار الى أن شعار هذا العام "تحسين التشخيص من أجل سلامة المرضى"، يؤكد على أهمية الحصول على التشخيص الصحيح والمأمون في تحسين سلامة المرضى والنتائج الصحية.
وقال إن المؤتمر فرصة لفهم ومعرفة أكثر الأخطاء التشخيصية شيوعا وتأثيرها على سلامة المرضى وصحتهم ووضع الاستراتيجيات والأطر الفعالة للتقليل من معدل هذه الأخطاء، من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
وحول موضوع "تعزيز سلامة المرضى من خلال الإشراف التشخيصي.. أفضل الممارسات والابتكارات" قالت البروفيسور سهى كنج رئيسة قسم الأمراض المعدية ورئيسة برنامج مكافحة العدوى في المركز الطبي للجامعة الأمريكية في بيروت إن الإشراف التشخيصي، جزء لا يتجزأ من الإشراف على استخدام مضادات الميكروبات وإنه مع توفر مجموعة أدوات التشخيص، يحتاج العاملون في مجال الرعاية الصحية لاتخاذ قرار بشأن الاختبار المناسب للمريض المناسب في الوقت المناسب، لإحداث تأثير إيجابي على سلامة المرضى، وتجنب سوء استخدام أدوات التشخيص.
وبدوره، شرح السيد مايكل جوليانو رئيس بلانتري الدولية عن نقاط الالتقاء الهامة بين الرعاية المتمركزة حول الشخص وخبرات المرضى والسلامة والجودة التي تمثل مستقبل تقديم الرعاية الصحية، مؤكدا على أهمية الرعاية المتمركزة حول الشخص، لتحسين دقة التشخيص، إضافة إلى الجودة الشاملة وسلامة المرضى وعائلاتهم والموظفين والمجتمع ككل.
ويناقش المؤتمر العلمي للأسبوع القطري العاشر لسلامة المرضى عددا من الموضوعات المهمة، حول زيادة الوعي والتأكيد على أهمية التشخيص الصحيح والمأمون وفي الوقت المناسب ودوره المحوري في تحسين سلامة المرضى، وإعطاء الأولوية لمأمونية التشخيص في سياسات سلامة المرضى والممارسات على جميع مستويات الرعاية الصحية بما يتماشى وخطط العمل الوطنية والعالمية لسلامة المرضى.
كما يقدم المتحدثون أوراقا بحثية وعروضا تقديمية تتناول أحدث التطورات وأفضل الممارسات التشخيصية الصحيحة والمأمونة التي من شأنها تعزيز سلامة المرضى، الى جانب مناقشة أفضل سبل تعزيز التعاون بين صانعي السياسات وقادة الرعاية الصحية والعاملين الصحيين وكافة المعنيين.
ومن المقرر أن تشارك أكثر من 20 جهة مساء اليوم في إضاءة مبانيها باللون البرتقالي، في مبادرة لإظهار التضامن والالتزام بتحسين سلامة المرضى.
يذكر أن الأسبوع القطري لسلامة المرضى هو فعالية سنوية على المستوى الوطني تنظمها وزارة الصحة العامة منذ عام 2014، بهدف نشر مفهوم سلامة المرضى بين العاملين في مؤسسات الرعاية الصحية بمختلف فئاتهم، بالإضافة لمتلقي الرعاية الصحية حيث تشجع الفعالية التعاون المستدام بين وزارة الصحة العامة ومقدمي الرعاية الصحية وأفراد المجتمع وجميع المعنيين لضمان رعاية صحية أكثر أمانا في دولة قطر.