مركز مغربي للعيون، يسعى دائمًا لتقديم أفضل الحلول العلاجية لمرضاه باستخدام أحدث التقنيات

 

في حوار له مع الشرق تحدث الدكتور عصام عامر رواق، استشاري طب وجراحة العيون وزميل الكلية الملكية لأطباء العيون في لندن والمدير الطبي لمركز مغربي للعيون في قطر ، عن أحدث التطورات في مجال طب العيون، وبالتحديد عن العدسات الذكية التي تُزرع بعد عمليات إزالة الماء الأبيض. مؤكدا أن مركز مغربي للعيون، يسعى دائمًا لتقديم أفضل الحلول العلاجية لمرضاه باستخدام أحدث التقنيات، بهدف تحسين جودة الرؤية والحياة بشكل عام. وأوضح الدكتور عصام خلال الحوار عن كيف يمكن لهذه العدسات أن تُحدث تغييرًا جذريًا في عالم تصحيح البصر بعد جراحة الكاتاراكت.

وفيما يلي نص الحوار ..

في البداية حدثنا عن تاريخ زراعة العدسات داخل العين

منذ عقود كانت عملية الماء الأبيض تتم باستخراج العدسة التي حصل فيها الاعتام والضبابية مع عدم زراعة عدسة داخل العين، ما كان يتطلب من المريض ارتداء نظارة بدرجات عالية جداً بعد إجراء عملية الماء الأبيض لتحسين الرؤية. وقد بدأت زراعة العدسات داخل العين في أوائل الخمسينات، حيث تطورت المواد المستخدمة فيها وجودتها ومكان زراعتها خلال هذه السنوات، في البداية كانت تصنع من مواد صلبة مثل الزجاج وتحتاج إلى جرح كبير في القرنية وتزرع في الحجرة الأمامية للعين؛ لتصل إلى العدسات الحالية اللينة المصنوعة من مادة الأكريليك أو السيليكون، والتي يتم زراعتها داخل محفظة العدسة من خلال جرح صغير جداً في القرنية (١.٨ إلى ٢.٤مم) وتعطي نتائج مميزة للرؤية وتترافق مع أقل نسبة من المضاعفات بعد العملية. تعتبر العدسات الذكية – التي تزرع داخل العين بعد عمليات إزالة الماء الأبيض (الكاتاراكت) – واحدة من أحدث التطورات الطبية في مجال طب العيون. هذه العدسات تمثل نقلة نوعية في تحسين جودة الرؤية، ليس فقط لاستعادة القدرة على الإبصار بعد الجراحة، بل لتوفير ميزات إضافية تساعد في تحسين الحياة اليومية للمرضى.

ما هي العدسات الذكية؟

بعد إجراء جراحة إزالة الماء الأبيض، التي يتم فيها إزالة العدسة الطبيعية المعتمة، يتم زرع عدسة صناعية لتحل محل العدسة الطبيعية. في الماضي، كانت العدسات المزروعة تعمل على تصحيح الرؤية فقط عن بُعد، ما يعني أن المرضى قد يحتاجون إلى نظارات للقراءة أو الرؤية القريبة. أما الآن، بفضل التكنولوجيا الحديثة، فإن العدسات الذكية تقدم حلولاً متعددة لتركيز الرؤية، ما يقلل أو يلغي الحاجة للنظارات تمامًا.

-ما هي أنواع العدسات الذكية، بالتفصيل؟

هناك عدة أنواع من العدسات الذكية المتاحة اليوم :

عدسات متعددة البؤر (Trifocal): تسمح هذه العدسات بالتركيز على مسافات مختلفة، ما يمكّن الشخص من الرؤية بوضوح عن قرب وعن بُعد دون الحاجة إلى نظارات.

2 – العدسات الموسعة للمدى البؤري (EDOF) هي نوع من العدسات الذكية التي تعمل على توفير مدى بؤري ممتد، ما يسمح للمريض بالرؤية الواضحة على مسافات متعددة وبطريقة أكثر سلاسة.

عدسات التكيف (Accommodative): هذه العدسات تحاكي الحركة الطبيعية للعين وتغير من شكلها لتوفير رؤية واضحة على مختلف المسافات.

عدسات تصحيح الاستجماتيزم (Toric): مصممة خصيصًا للأشخاص الذين يعانون من الاستجماتيزم، وتوفر لهم رؤية أكثر دقة واستقرارًا.

حدثنا عن فوائد العدسات الذكية؟

تحسين جودة الحياة: مع العدسات الذكية، يمكن للمرضى الاستمتاع برؤية واضحة في كل الأوقات، سواء أثناء القيادة أو القراءة أو استخدام الأجهزة الإلكترونية.

تقليل الاعتماد على النظارات: بالنسبة للعديد من الأشخاص، تعد هذه العدسات بمثابة حل مثالي لتقليل أو الاستغناء عن النظارات الطبية تمامًا.

زيادة الأمان والراحة: بفضل التطور التكنولوجي، باتت العدسات أكثر أمانًا وراحة للمرضى، مع معدل نجاح مرتفع في العمليات الجراحية.

ما هي أبرز التحديات المستقبلية التي تواجه الأطباء في هذا المجال؟

على الرغم من التطور الكبير في مجال العدسات الذكية، لا تزال هناك بعض التحديات التي يسعى الأطباء والباحثون إلى تحسينها، مثل التكيف الكامل مع احتياجات جميع المرضى، والحد من بعض الآثار الجانبية كالهالات الضوئية التي قد تظهر في الليل.

في النهاية، تُعد العدسات الذكية خطوة كبيرة نحو تحسين جودة حياة الملايين من الأشخاص الذين يعانون من الماء الأبيض حول العالم، وهي تجسيد حقيقي لتقدم الطب الحديث وتقنيات العيون الدقيقة.