تبدأ الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، اليوم الثلاثاء، وهى الانتخابات رقم 60، والتي ستأتي بالرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة لمدة 4 أعوام مقبلة.

ورغم إدلاء الملايين بأصواتهم، لكن نتيجة الانتخابات الأمريكية 2024، لا تتحدد بناء على من يحظى بأكبر عدد من المؤيدين بل على حسب نتيجة المجمع الانتخابي ومن يتخطى عتبة 270 صوتاً فيه.

ما هو المجمع الانتخابي؟

يضم المجمع الانتخابي 538 عضواً، ويمثلون كل ولاية أمريكية على حسب الكثافة السكانية، فولاية مثل كاليفورنيا، التي تعد الولاية الأكبر في البلاد، لديها 54 ممثلاً في المجمع الانتخابي، وهو نفس عدد ممثليها في الكونغرس (عضوان في مجلس الشيوخ و52 عضواً في مجلس النواب).

أما ولاية ألاسكا فرغم مساحتها الشاسعة التي تتجاوز مليون ونصف مليون كيلومتر مربع، إلا أنها ممثلة بثلاثة أعضاء فقط في المجمع الانتخابي، وهذا لأنها من بين الولايات الأقل كثافة سكانية في البلاد.

وهكذا فإن ولاية مثل فلوريدا لديها 30 ممثلاً في المجمع الانتخابي، وهو ما يساوي عدد ممثلي 9 ولايات.

ويفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية من يحصد 270 صوتا على الأقل في المجلس الانتخابي.

ويعتمد التصويت في المجمع الانتخابي على قاعدة "الفائز يحصد كل شيء" أي أن المرشح الفائز بأكثرية الأصوات في ولاية معينة يحصد كافة أصواتها في المجمع الانتخابي حتى لو كان الفارق بينه وبين منافسه ضئيلاً للغاية.

الولايات الآمنة والولايات المتأرجحة

هناك ولايات تعد نتيجة السباق الرئاسي فيها شبه محسومة وذلك لأن سكانها يميلون بشكل كبير إلى أحد الحزبين، ما يجعل الحملات الانتخابية فيها ليست بالكبيرة، فهي تعد ولايات "آمنة".

فولاية كاليفورنيا مثلا تصوت منذ عام 1992 لصالح مرشحي الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، ولهذا فإن فوز كامالا هاريس بها لن يكون أمراً مفاجئاً.

كذلك الحال في حال فاز ترامب بولاية تكساس التي تصوت للمرشحين الجمهوريين منذ عام 1980.

في المقابل فإن هناك عدداً من الولايات تبدو نتيجة تصويتها غير محسومة.

هذه الولايات "المتأرجحة" تحظى باهتمام كبير من قبل الحملات الدعائية للمرشحين.

ويُعتقد أن الفوز بهذه الولايات المتأرجحة سيكون بمثابة مفتاح دخول البيت الأبيض.

ويقول مراقبون إن هناك سبع ولايات متأرجحة قد تحسم السباق الرئاسي لعام 2024.

فهناك ولايات نيفادا، وأريزونا، وجورجيا، وبنسلفانيا، وميتشغان، وويسكنسون، وهي ولايات صوتت لصالح جو بايدن في انتخابات 2020.

كذلك تضم القائمة ولاية نورث كارولينا التي صوتت لصالح ترامب في الانتخابات الأخيرة.

ويسعى ترامب إلى انتزاع الفوز في الولايات المتأرجحة التي خسرها قبل 4 سنوات، بينما ستحاول كامالا هاريس الحفاظ على تقدم الحزب الديمقراطي فيها.

هل يستطيع المرشح الخاسر في التصويت الشعبي الفوز بالانتخابات؟

أصبح الجمهوري جورج دبليو بوش في العام 2000 وترامب في العام 2016 رئيسين، رغم خسارتهما للتصويت الشعبي.

ما موعد تصويت أعضاء المجمع الانتخابي؟

يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في السابع عشر من ديسمبر للإدلاء بأصواتهم رسميا وإرسال النتائج إلى الكونغرس. ويصبح المرشح الذي يحصل على 270 صوتا انتخابيا أو أكثر رئيسا.

هل يخالف أعضاء المجمع الانتخابي العادة أحيانا؟

بشكل عام، يعتبر اجتماع أعضاء المجمع الانتخابي حدثا شرفيا، إذ يمنحون موافقتهم الشكلية ببساطة للمرشح الذي فاز في ولاياتهم.

ولكن في العام 2016 منح سبعة من أصل 538 ناخبا أصواتهم لشخص آخر غير الفائز بالتصويت الشعبي في ولايتهم، وهو رقم مرتفع على نحو غير مألوف.

ووفقا للمؤتمر الوطني للمجالس التشريعية للولايات، لدى 33 ولاية أمريكية ومقاطعة كولومبيا قوانين، بعضها يتضمن عقوبات جنائية، تهدف لمحاولة منع أعضاء المجمع الانتخابي "غير المخلصين" من التصويت لشخص آخر.

ماذا لو حصل تعادل في الأصوات؟

من بين عيوب هذا النظام هو أنه من الناحية النظرية قد تتعادل الأصوات، أي يمكن أن يحصل كل مرشح على 269 صوتا من 538.

وإذا حدث ذلك، يقرر مجلس النواب المنتخب حديثا مصير الرئاسة في السادس من يناير، إذ تصوت كل ولاية كوحدة فريدة، كما يقتضي التعديل الثاني عشر لدستور الولايات المتحدة.

وفي الوقت الحالي، يسيطر الجمهوريون على 26 من مندوبي الولايات، في حين يسيطر الديمقراطيون على 22 مندوبا.

وتتأرجح ولايتا مينيسوتا ونورث كارولاينا بين الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين.