داخل أحد مخيمات النزوح في منطقة دير البلح جنوب قطاع غزة، جلس المواطن ر.م (46 عاماً) أمام خيمته، بينما يشاهد أطفاله أثناء تناولهم لوجبة غذائية استطاع الحصول عليها من فريق الهلال الأحمر القطري الذي وصل لتوزيع عدد من الوجبات الساخنة على الأسر النازحة داخل المخيم.
وفي وصفه للوضع الراهن، قال الشاب الأربعيني: «الحياة هنا كارثية وغير إنسانية. تخيل أن كل سكان هذا المخيم يعيشون ظروفاً صعبة، ولا يوجد أي مصدر دخل. حتى المواد الأساسية باتت غير متوافرة في السوق، فلا يوجد خضار أو دجاج، وحتى المياه نضطر إلى شرائها. أنا أعيل 10 أفراد، وأجد صعوبة في إيجاد ما يأكلونه مع ارتفاع أسعار الطعام بشكل خيالي، إضافة إلى الظروف الصعبة من تفشى الأمراض وعدم قدرتنا على تغطية تكاليف العلاج».

وحول أزمة الغذاء المستمرة في قطاع غزة، يشير د. أكرم نصار، مدير مكتب الهلال الأحمر القطري في قطاع غزة، إلى أن الوضع الإنساني الكارثي وصل لمستويات قياسية مع دخول الحرب على غزة عامها الثاني، وأن تدخلات الهلال الأحمر القطري تحاول المساهمة في سد جزء من الاحتياجات الكبيرة للسكان، ومنها الانتهاء من توزيع ما يقارب 12,000 وجبة ساخنة على النازحين في المحافظة الوسطى والمحافظات الجنوبية ضمن مشروع «توزيع طرود غذائية ووجبات ساخنة على الأسر النازحة في قطاع غزة».
وأوضح أن هذا المشروع واجه عقبات في التنفيذ منذ شهر رمضان العام الماضي، حيث تمكن مكتب الهلال الأحمر القطري من توزيع 2,400 طرد غذائي فقط، وصلت ضمن المساعدات القطرية الوافدة من خلال معبر رفح البري. ومع إغلاق المعبر وتوقف إدخال المساعدات لقطاع غزة، توقف تنفيذ المشروع لفترة، مما استدعى استبدال الطرود الغذائية بالوجبات الساخنة التي يتم إعدادها محلياً لسد احتياجات الأسر النازحة.