أشاد البروفيسور اللورد دارزي الرئيس التنفيذي لقمة /ويش/ بقوة النظام الصحي في دولة قطر ونجاحاته المتعددة، متوقعا أن تستمر الابتكارات ويتواصل التحسن والتقدم والنجاح على المستوى العالمي في مجال الصحة.

وأبرز اللورد دارزي، خلال كلمته في افتتاح مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية /ويش 2024/، أنه بإمكان الأنظمة الصحية في العالم المتقدم تعلم الكثير من قطر، خاصة بعد أن وسعت شبكة المنشآت الصحية بها، وطبقت منظومة المدن الصحية في جميع أنحاء البلاد، وعملت على تحسين والاحتفاظ بسجلات المرضى، منوها إلى أن استجابة دولة قطر لجائحة /كوفيد-19/ أدت إلى أدنى مستويات الوفيات على مستوى العالم، ما يجعلها تشكل نموذجا جيدا لكيفية التعامل مع الجوائح المستقبلية، خاصة فيما يتعلق باتخاذ القرارات.

ولفت إلى أن ما يشهده العالم من مآس تزداد يوما بعد الآخر وما تعانيه المنطقة من الفوضى، وانتشار الحرب من غزة إلى لبنان، والنزاعات في السودان وفي المنطقة بأكملها، يفاقم المعاناة التي يتكبدها السكان، ويؤدي إلى كوارث صحية لا يمكن تخيلها، مشددا على أنه لا يمكن تبرير استهداف الكوادر الطبية، أو حتى البنى التحتية الصحية، بل يجب التنديد بها. معبرا في الوقت ذاته عن امتنانه لكل الطواقم الصحية، وكل الموظفين في مجال الرعاية الصحية الذين كرسوا حياتهم لتقديم الرعاية الصحية، خلال هذه الأزمات.

وأوضح الرئيس التنفيذي لقمة /ويش/ أنه سيتم التركيز هذا العام، في مجال الرعاية الصحية، على تعزيز العلاقات ما بين الكوادر الصحية والمرضى، وتحسين صحة المرأة من خلال التركيز على الوقاية من السرطان، ومكافحة السل في صفوف اللاجئين والمهاجرين، بالإضافة إلى تحسين تقديم الرعاية الصحية للمسنين، مسلطا الضوء على التقرير الذي أعده المؤتمر بشأن مقاومة مضادات الميكروبات لضمان فعالية المضادات الحيوية لأجيال المستقبل والعمل على تطوير حلول مبتكرة لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات على مستوى العالم.

وشدد على ضرورة وقف وصف المضادات الحيوية دون اختبار تشخيصي يؤكد فعاليتها، وهذا هدف طموح يتطلب مستوى غير مسبوق من التعاون العالمي، والاستثمار وتغيير السلوك، مشيرا إلى أن مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات مسألة معقدة لكن لا ينبغي إغفالها، وأن التوصل إلى الحلول الناجعة يتطلب عملا جماعيا من الأفراد والعاملين في مجال الرعاية الصحية وصناع السياسات على حد سواء.

وأوضح اللورد دارزي أن حماية التقدم المحرز في المجال الصحي على مدى القرن الماضي، وحماية مستقبل الصحة العامة، يتطلب إعطاء الأولوية للتمويل، وزيادة الوعي، وضمان الوصول العادل، والدعوة إلى الاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية، داعيا إلى ضرورة تطوير السياسات وتعزيز التواصل، واستخدام كل القدرات الممكنة لتحسين الخدمات الصحية وتشجيع الابتكارات لبناء عالم أفضل وأكثر صحة.

من جانبه، تحدث الدكتور كريستوس كريستو رئيس منظمة أطباء بلا حدود، عن التحديات التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي في مناطق النزاع، مشيرا إلى وفاة 8 من موظفي المنظمة وأكثر من ألف مقدم رعاية صحية خلال الحرب على غزة، وأن أقل من نصف المستشفيات هناك تعمل جزئيا في ظل غياب شبه تام لأدوات التخدير والحقن والأدوية والمضادات ومختلف الأدوات الإسعافية، بما يؤكد أنه لا مكان آمنا في القطاع وأن الجميع مستهدف.

وأعرب عن قلقه من تعمد استهداف الطواقم الطبية وفقدان أعداد كبيرة منهم أثناء القصف وهي ظاهرة أصبحت "مؤخرا" قاعدة جديدة يجب العمل على إنهائها بحماية هؤلاء الموظفين من خلال تفعيل القوانين الدولية والإنسانية وقواعد الاشتباك، داعيا إلى تضامن الجميع لتحقيق هذا الهدف، خاصة وأن استهداف مقدمي الرعاية الصحية يؤثر بشكل كبير على حياة الناس.

ولفت كريستوس كريستو أيضا إلى أن المنظمة تضم أكثر من 16 ألف موظف صحي يحتاجون إلى ضمان تأمينهم وتسهيل وصولهم إلى المصابين من قبل جميع الأطراف خاصة، وأنهم يوفرون العلاج للجميع دون تمييز، منبها إلى أن ما يحدث في قطاع غزة يفوق الخيال، فالمستلزمات الأساسية معدومة، والوضع يتفاقم يوما بعد الآخر، وهناك أهوال حدثت وتحدث، حيث تعمل المنظمة على قدر استطاعتها على الأخذ بأيدي الناس، خاصة أنها تمثل الأمل الأخير أمامهم.

وأشار رئيس منظمة أطباء بلا حدود، في حديثه، إلى أنه رغم قتامة الوضع في قطاع غزة، إلا أنه يجب التحلي بالأمل، ومواصلة رفع أصوات المستضعفين، ونقل شهادات المصابين، واحترام المبادئ الإنسانية، والعمل باستقلالية، وتقديم الخدمات بلا تمييز، موجها رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أنه في ظل التحديات الآنية والمستقبلية يجب الدفاع عن الأطر والقوانين والتمسك بالمبادئ والقيم الإنسانية والعمل الجماعي والحفاظ على التماسك والشراكات لتقديم المساعدات المطلوبة.