أكد خبراء أمن وتكنولوجيا معلومات ومواطنون أنه مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات للتأثير في الرأي العام برز مصطلح الذباب الالكتروني، وهي عبارة عن حسابات وهمية مبرمجة وموجهة باتجاه معين وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من الخطاب العام، حيث يرمز إلى مجموعة من الحسابات الوهمية والافتراضية التي تُدار عبر الروبوتات أو حتى بواسطة أفراد، لتحقيق أهداف محددة من خلال التلاعب بالرأي العام وتوجيهه.
"الشرق" التقت عددا من المختصين والمواطنين للتعرف على الدور الذي يلعبه الذباب الالكتروني في التأثير على الرأي العام في مختلف القضايا العامة وطرق الوقاية منه وفيما يلي التفاصيل:
محمد السقطري:
حسابات وهمية.. وأشخاص حقيقيون
يقول محمد السقطري خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات في وقتنا الحالي باتت هذه المنصات من الأدوات القوية التي يمكن استخدامها للتأثير على الرأي العام، فهي أحد الأساليب المستخدمة لتحقيق ذلك، والذباب الإلكتروني مصطلح يشير إلى نوع تقريبي يتميز بتحديق أعين الإنسان بمخلوق غريب يشبه الذباب وكأنه يطير وينتقل دون وجود أجنحة. عادة ما تكون الحسابات الإلكترونية المسماة بالذباب والتي تابعها الفرد الآخر هي حسابات دعاية وتسويق. المُصطلح يشير إلى حسابات وهمية أو آلية على وسائل التواصل الاجتماعي، تدار عادة من قبل البرامج الثابتة المعروفة بتسمية bots أو من قبل أشخاص حقيقيين يتبعون أجندة معينة متواجدين في منصات التلغرام يعملون بمقابل مادي ولديهم موجه يوفر لهم التعليمات. تستهدف هذه الحسابات نشر حسابات معينة او رفع هاشتاج معين لتغيير الرأي العام. وعادة ما يتم استخدامها لتصفية حسابات سياسية او للسيطرة على الرأي العام. حيث الهدف معروف ويمكن ان يكون سياسيا او تسويقيا او شخصيا.
وتعتبر تلك الظاهرة تحديا كبيرا بالنسبة للشركات الكبيرة ومنصات التواصل الاجتماعي.
إبتسام الغفاري:
تعزيز الوعي الرقمي ضروري
أكدت اختصاصية تكنولوجيا السيدة إبتسام الغفاري على أن مصطلح الذباب الالكتروني يُستخدم للإشارة إلى مجموعة من الأفراد أو الحسابات على الإنترنت التي تعمل على نشر معلومات أو أفكار بطريقة مدروسة ومنسقة لدعم أو مهاجمة قضايا أو شخصيات معينة. غالبًا ما يكون هؤلاء الأفراد جزءًا من حملة منظمة تهدف إلى التأثير على الرأي العام أو تضليل المستخدمين على الشبكات الاجتماعية، وأضافت إبتسام: من وجهة نظري، الذباب الإلكتروني هو ظاهرة سلبية في معظم الأحيان، رغم أنه قد يُستخدم أحيانًا لتحقيق أهداف تبدو مشروعة. لكن بشكل عام، تأثيراته المدمرة على المجتمع، والنظام الإعلامي، والثقة العامة تجعل منه ظاهرة خطيرة وهنا أقدم اليكم بعض الأسباب التي تجعلني أعتبر الذباب الإلكتروني شيئًا ضارًا:
التعليقات المضللة وهو نشر محتوى أو تعليقات مضللة أو غير صحيحة. مثل الإعجابات أو التعليقات أو إعادة التغريد. هجوم منسق يهدف إلى تشويه سمعتها أو تقويض مصداقيتها.
وتستخدم جماعات الضغط الذباب الإلكتروني كأداة في الحروب السيبرانية أو الحروب الإعلامية لتحقيق أهداف معينة. قد يكون "الذباب الإلكتروني" جزءًا من حملات، نزاعات أو حروب ثقافية، وأحيانًا يتم ربطه بنظريات المؤامرة أو التضليل الممنهج، وأشارت إبتسام الغافري أن الذباب الإلكتروني غالبًا ما يرتبط بالسلوكيات العدوانية على الإنترنت مثل التحرش الرقمي، التهديدات، التلاعب بالآراء، أو حتى إثارة الفتنة بين المجتمعات.
وأضافت إبتسام: إنه لا يجب أن ننكر ان هناك بعض الايجابيات البسيطة جدا ولم يتم استغلالها للأسف مثلاً ممكن أن يُساعد الذباب الإلكتروني في تعزيز الوعي بقضايا اجتماعية، أو قد تُستخدم الحملات المنظمة لنشر محتوى إيجابي، مثل الترويج للتعليم، أو الصحة العامة، أو حتى دعم قضايا إنسانية، مما يساعد في تعزيز المعلومات المفيدة أو رفع مستوى الوعي بالقضايا الهامة إلا أن سلبياته تبقى واضحة وكثيرة. فالتعامل مع الذباب الالكتروني يتطلب وعيًا رقميًا قويًا واستراتيجية متعددة الجوانب.
المهندس بهاء الأحمد:
تأثير نفسي على المستخدمين
أشار المهندس بهاء الأحمد المستشار في التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية إلى تعدد أساليب الذباب الإلكتروني، فمنها ما يستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى مقنع، ومنها ما يستغل البيانات الشخصية للمستخدمين لاستهدافهم بمحتوى مخصص. يلجأ الذباب الإلكتروني إلى نشر الأخبار الزائفة والشائعات بهدف إرباك الجمهور وإثارة البلبلة. كما يُستغل في حملات التشويه ضد شخصيات أو جهات معينة، مما يؤثر سلبًا على الثقة في المصادر الإعلامية.
ومن الجوانب التي لم يتم التطرق إليها سابقًا هو التأثير النفسي على المستخدمين، حيث يمكن للذباب الإلكتروني أن يسبب شعورًا بالارتباك والقلق نتيجة التعرض المستمر للمعلومات المضللة. وللوقاية من ذلك، يُنصح المستخدمون بتطوير مهارات التفكير النقدي والتحقق من مصادر المعلومات قبل التفاعل معها. كما تظهر أهمية التعاون الدولي في مواجهة هذه الظاهرة، نظرًا لكون الذباب الإلكتروني لا يعرف حدودًا جغرافية. تُبذل جهود مشتركة بين الدول لتبادل المعلومات والخبرات في مجال الأمن السيبراني، بهدف تعزيز الحماية الرقمية للمجتمعات.
صالح اليافعي:
دعاية كاذبة وأخبار مفبركة
قال صالح صلاح اليافعي: تنتشر الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تستغل صور وأسماء شخصيات معروفة، وتبث تدوينات مسيئة من خلالها، بما يؤثر في صدقية هذه الشخصيات، ويشوه سمعتها، كما ان الهدف من إطلاق ما يسمى الذباب الالكتروني التأثير على الرأي العام الموجه نحو قضية وتستخدم في الدعاية الكاذبة والاخبار المفبركة لتحقيق تلك الغاية، وقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي زيادة في في ظاهرة الذباب الإلكتروني وبالرغم من أن أغلب المتابعين أصبح لديهم وعي بالحسابات الوهمية التي يديرها الذباب الإلكتروني إلا أن ذلك لا يقلل من خطورته لأن هناك شريحة من كل مجتمع تقع في شراكهم نظرا لقلة وعيهم بالأساليب الخبيثة التي يستخدمها الذباب الإلكتروني لاستمالة وجذب المتابعين.
وأضاف اليافعي ان الشخص الخبير قادر على كشف زيف ما ينشر من محتوى عبر كشف الحسابات الوهمية من خلال بعض التطبيقات الاحترافية ومن طرق اكتشاف الذباب الإلكتروني أيضا، وجود حسابات حديثة النشأة بفارق زمني قصير بين حساب وآخر، لا تحظى بعدد كبير من المتابعين، وسرعة النشر والتغريد.
وذكر أن الرقابة على المحتوى الرقمي إحدى أهم الوسائل لمواجهة هذه الظاهرة.