أكد الدكتور حمد المضاحكة مدير إدارة الصحة الوقائية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن التحصين باللقاحات ينقذ ملايين الأرواح كل عام، وهو معروف على نطاق واسع بأنه أحد أكثر التدخلات الصحية نجاحًا في العالم حيث انه لا يزال هناك ما يقرب من 20 مليون طفل في العالم اليوم لا يحصلون على اللقاحات التي يحتاجونها.
وتكمن أهمية التحصين باللقاحات الموسمية في الحفاظ على صحة الأشخاص وحمايتهم من الأمراض المعدية وتعزيز حماية الناس من جميع الأعمار من الأمراض، وتقليل نسب انتشار الأمراض المعدية والتي يمكننا الوقاية منها بالتحصين.
وتشكل اللقاحات الحماية من مضاعفات الأمراض، مثل: شلل الأطراف، أو تلف الدماغ، والتقليل من احتمالية تعرض الأطفال لخطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الحصبة وشلل الأطفال والسعال الديكي إضافة الى الحفاظ على صحة المجتمع، وتقليل الأمراض المنتشرة فيه وبالتالي تؤدي إلى مجتمع معافى خالٍ من هذه الأمراض المعدية والأوبئة التي تسببها.
اللقاحات متوفرة مجاناً
وأضاف أن جميع اللقاحات الروتينية متوفرة ويتم تقديمها بصورة مجانية في جميع المراكز الصحية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية (31 مركزاً صحياً) ويستطيع جميع الأفراد الحصول على اللقاحات بصورة دورية في المركز الصحي المسجلين فيه، إضافة الى لقاح الإنفلونزا الموسمية للصغار والكبار دون الحاجة إلى حجز مواعيد مسبقة للحصول عليها.
وبين الدكتور حمد المضاحكة مدير إدارة الصحة الوقائية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية عدم وجود تعارض بين تطعيم الإنفلونزا الموسمية والتطعيمات الأخرى المدرجة بجدول تطعيمات الأطفال والتي تقدمها عيادات الطفل السليم بالمراكز الصحية.
عدم تعارض التطعيمات
كما أن تطعيم الإنفلونزا غير نشط ولا يتعارض مع التطعيمات الأخرى ويمكن الحصول عليه في أي وقت من خلال عيادات الطفل السليم بجميع المراكز الصحية مع باقي التطعيمات سواء في نفس وقت الحصول على التطعيمات أو قبلها أو بعدها دون موانع.
فئات لها الأولوية
وأوضح أن هناك بعض الفئات لها الأولوية في الحصول على اللقاح تشمل الأطفال من عمر 6 أشهر وحتى 5 سنوات والنساء الحوامل والأشخاص فوق 50 عامًا والمصابين بأمراض مزمنة والعاملين الصحيين، لأنهم يعملون في بيئة تكثر فيها الفيروسات التنفسية ويجب تطعيمهم وقاية لأنفسهم وللمرضى الذين يتعاملون معهم.
وحول إمكانية عدم الإصابة بالإنفلونزا لمن يحصلون على التطعيم، قال إن الفيروسات التنفسية عديدة، بعضها يسبب نزلة البرد وبعضها يسبب الإنفلونزا وبعضها يسبب كورونا، وتطعيم الإنفلونزا يقي من أكثر 3 فيروسات منتشرة بالمجتمع والتي يمكن أن تصيب الإنسان وتؤدي لدخول المستشفى، موضحًا أن التطعيم واقٍ وآمن جدًا، حيث إنه لا يحتوي على فيروس حي ولكن يحتوي على بعض جزيئات الفيروس التي تنبّه الجهاز المناعي بالجسم ويُنتج ضدها أجسامًا مضادة لمحاربة الفيروس الحقيقي الموجود بالبيئة.
وحول تغيير مكونات التطعيم من عام لآخر حسب الفيروسات المنتشرة، قال إن قطر تقوم من خلال البرنامج الوطني لترصد الإنفلونزا بأخذ عينات عشوائية من مجموعة من المراجعين للمراكز الصحية المصابين بارتفاع درجات الحرارة والسعال ونحوها ويتم تحليل هذه العينات بمختبر الفيروسات بمؤسسة حمد الطبية كما يتم دراسة جميع أنواع الفيروسات المنتشرة في فضاء قطر وبناءً عليه يتم تحديد نوع اللقاح المطلوب للعام المقبل.
ولفت إلى أن فيروس الإنفلونزا يتسم بأنه متحور جينيًا وقد يكون هذا التحور بسيطًا أو كاملًا، فإذا كان التحور بسيطًا يمكن الإصابة بنفس نوع الإنفلونزا التي يصاب بها الإنسان من قبل، أما إذا كان التحور كاملًا فهذا يؤدي إلى الجائحة مثل ما حدث عام 2009.
وأشار إلى أن التطعيم لا يضعف الجهاز المناعي بالجسم ولا يغني عن دور الجهاز المناعي له، بل هو بمثابة عملية تنشيطية للجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة اللازمة للحماية من مرض الإنفلونزا.وأوضح أن جميع الفئات المستهدفة يمكن أن تتجه مباشرة للمراكز الصحية بدون مواعيد مسبقة للحصول على التطعيم أو الاتصال بالرقم 107 لتسجيل موعد لهذا الغرض، كما أنه يمكن توفير التطعيمات بالمنازل للفئات التي تحصل على خدمة الرعاية المنزلية من خلال طلب الحصول على هذا التطعيم من فرق الرعاية الصحية المنزلية.