بالتزامن مع قرب دخول فصل الشتاء، وبهدف توفير المأوى الآمن والكريم للنازحين السوريين الذين عانوا من قسوة العيش في الخيام لسنوات طويلة شرعت قطر الخيرية بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) بتسليم منازل مدينة الأمل للأسر النازحة في مخيمات الشمال السوري. ولضمان انتقال سلس ومنظم للعائلات إلى شقق المدينة السكنية انطلقت قطر الخيرية بتسليم المساكن للنازحين تباعا وعلى مراحل، فيما سيتم افتتاح المدينة بشكل رسمي بعد استكمال عملية التسكين. وتعد مدينة الأمل مشروعا نوعيا كبيرا في إطار الجهود المستمرة لقطر الخيرية في مجال المأوى للمتضررين من الأزمات وتوفير بيئة سكنية كريمة للأسر النازحة في الشمال السوري، حيث تم تجهيز الشقق بالأثاث والمعدات الكهربائية والأدوات المنزلية.
شكر مستحق
وبهذه المناسبة توجه السيد كرم علي بمكتب قطر الخيرية بتركيا بالشكر لأهل الخير في قطر الذين كان لهم الفصل - بعد الله - بإنجاز هذا المشروع المهم وبدء تسليمه للأسر النازحة سائلا المولى عز وجل أن يجزيهم خير الجزاء ويجعله في ميزان حسناتهم.
وأضاف: «إن هذا الإنجاز، هو هدية من الشعب القطري لإخواننا المتضررين في سوريا حيث لم تتوان قطر الخيرية ولم تبخل بأي جهد في سبيل تحقيق هذا الحلم وتحويله إلى واقع، وإن أي تعب مهما بلغ يتلاشى بمجرد رؤية الفرحة والابتسامة على وجوه الأمهات وهن يستلمن مساكنهن الجديدة التي توفر لهن مظلة آمنة وتشعرهن بالاطمئنان على أطفالهن، خصوصا أن عملية التسليم تمت قبل دخول فصل الشتاء بعيدا عن المخاطر التي كانوا يتعرضون لها وهم يسكنون في الخيام.
تحقق الحلم
وعبر المستفيدون عن سعادتهم الغامرة باستلام شققهم في مدينة الأمل، حيث قالت النازحة أم حسن: «الحمد لله، اليوم أكرمنا الله بعد عشر سنوات من الصبر. عشنا خلالها ظروفا صعبة، فالأمطار هطلت أمس علينا في الخيام وأتلفت بعض أغراضنا. أما اليوم، فقد انتقلنا إلى المدينة السكنية واستقررنا في منازل آمنة، مما أدخل الفرح إلى قلوبنا. نشكر محسني دولة قطر وقطر الخيرية الذين لم يدخروا جهدا في دعمنا». من جانبه قال مستفيد آخر هو السيد أبو غسان: «عانينا كثيراً على مدار عشر سنوات، من البرد والمطر وصعوبات كثيرة.. كان حلمنا الكبير أن نمتلك بيتاً يحمي عائلتنا وأبناءنا.. والحمد لله، اليوم تحقق هذا الحلم، ونشكر أهل الخير على دعمهم المستمر، جزاهم الله عنا كل خير»، الجدير بالذكر أن مدينة الأمل، التي تقع في بلدة صوران بريف حلب الشمالي، تشتمل على على 1400 وحدة سكنية، إضافة إلى مرافق تعليمية وخدمية، تتضمن مدارس للبنين والبنات وروضة ومدرسة للتعليم المهني، بالإضافة لمسجد ومحلات تجارية ومستوصف وغيرها. كما أن المدينة مجهزة بالكامل بالبنية التحتية من شبكة مياه وصرف صحي وتيار كهربائي، وطرقات معبدة.