ينبئ الحراك السياسي الذي توج أخيراً بالقمة العربية الإسلامية المشتركة في العاصمة السعودية الرياض، عن متغيرات عدة قادمة، إذ تتواصل اللقاءات والاتصالات للخروج بموقف عربي وإسلامي موحد، كما جاءت القمة في ظل تحديات كبرى تجتاح المنطقة، مع غياب أي أفق سياسي، ينهي الحرب على غزة ولبنان.
في الشارع الفلسطيني، يرى مراقبون في قمة الرياض ما يؤشر على جهد سعودي وعربي لافت، يتناغم مع التغييرات المنتظرة في السياسة الأمريكية، خلال الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، فجاءت الوفود العربية والإسلامية من كل فج عميق، انطلاقاً من الموقف العربي الإسلامي الثابت في دعم جهود الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية.
وفي الأوساط السياسية يرى مسؤولون فلسطينيون أن الحراك العربي الإسلامي الذي قادته السعودية، يهدف إلى فتح الآفاق السياسية، وتطوير الموقف العربي، وتهيئة الأجواء للخروج بقرارات مفصلية تصب في إناء القضية الفلسطينية، بطموح أن يكون وراء هذه القمة ما وراءها على مستقبل الحرب، التي استنزفت الشعب الفلسطيني ومقوماته.
فحسب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، فإن تخوف الرياض من إطالة أمد الحرب على مستقبل المنطقة، وحرصها على تبني قرارات محورية تخدم القضية الفلسطينية، هو ما دفع المملكة لتجديد الحراك السياسي، وإعادة التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، وفق مبدأ حل الدولتين الذي نادت به المبادرة العربية، وأجمعت عليه الأسرة الدولية.
يقول أبو يوسف: «نتطلع لأن تقود الجهود السياسية إلى وقف الحرب والانتصار العادل للشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه، وأن تتوحد المواقف والساحات العربية في مواجهة التحديات، وفي مقدمتها الحرب المسعورة على الشعب الفلسطيني».
وعلى صلة، يرى الباحث والمحلل السياسي محمـد التميمي، أن ثمة نظاما دوليا جديدا بدأ يشق طريقه، ويتطلع الشعب الفلسطيني لأن تستجيب المواقف العربية والإسلامية لطموحاته وتضحياته، وتوقف شلال الدم الجاري في شوارع غزة والضفة الغربية.
وأضاف التميمي: «في ظل تقاعس المجتمع الدولي وفشله في وقف الحرب الدامية على قطاع غزة، والتطورات الخطيرة التي يشهدها الإقليم، يقف الأشقاء العرب مع الحق الفلسطيني، وتنهض الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف الحرب، والتصدي للمخططات الإسرائيلية بترحيل السكان في قطاع غزة، والسيطرة على الأراضي في الضفة الغربية».
بينما يرى الباحث في الشأن السياسي بهاء رحال، إن المطلوب موقف عربي جمعي وموحد، يعزز من صمود الفلسطينيين أمام محاولات التهجير، ويمكنهم من البقاء على أرضهم، من خلال بلورة خطط عربية مشتركة، خصوصاً وأن المخاطر باتت تتهدد المنطقة برمتها، وفق تعبيره.