في صورة إنسانية نادرة يستعد عضو سابق بالجيش الجمهوري الأيرلندي وجندي سابق بالجيش البريطاني للإضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة في ديسمبر المقبل تضامنا مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي متواصل منذ ما يزيد على العام، ويتوحد الرجلان اللذان يمثلان جانبين كانا على عداء ذات زمن من أجل قضية إنسانية في صورة يندر حدوثها، إذ يتعاون لورانس ماكوين العضو السابق بالجيش الجمهوري الأيرلندي وجلين برادلي الجندي البريطاني السابق من أجل المساعدة في جمع التبرعات لصالح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في فعالية أطلقا عليها "الجوع من أجل العدالة في فلسطين".
وسيتم تنظيم الفعالية بالاشتراك مع شبكة أصدقاء فلسطين في نيناغ بأيرلندا، ويقول عضو الجيش الجمهوري الأيرلندي لورانس ماكوين ورفيقه في فعالية الإضراب لجمع التبرعات الجندي البريطاني السابق جلين برادلي إنه وبرادلي عاشا الصراع "ورأيا ما يلحقه من تدمير بالحياة"، وفي إشارة إلى توحيد الموضوع الفلسطيني له ورفيقه البريطاني رغم العداء القديم، قال ماكيون إنه من الأهمية بمكان أن "يتمكن الخصوم السابقون من التجمع معًا في موضوع مشترك للسلام والعدالة".
وحول فكرة الجوع كتعبير عن التضامن قال ماكيون: "أعتقد أن فلسفة الفكرة في أيرلندا تنبع من المجاعة الكبرى والفقر الذي عاش فيه الناس أيضًا، ونحن نعلم أن فكرة الجوع والصيام لها تقليد طويل في أيرلندا أيضًا من خلال الكاثوليكية".
أما الجندي البريطاني السابق المشارك في فعالية الإضراب من أجل الفلسطينيين جلين برادلي، والذي يعيش في بلفاست فقد كان يخدم في شمال أيرلندا خلال الاضطرابات التي شهدتها البلاد، وهو ينخرط ضمن مجموعة المحاربين القدامى من أجل السلام، التي تتبنى "مبدأ راسخا مفاده أن حياة الفلسطينيين مهمة"، ويقول برادلي: "ومع ذلك، يتم ذبح الفلسطينيين بشكل منهجي أمام أعين العالم".
ويشير برادلي إلى أن "الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في غزة بدعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أمر غير مقبول وإنها وصمة عار في تاريخ البشرية ويجب أن تنتهي"، ويذكر برادلي بأن مجموعة المحاربين القدامى من أجل السلام دعت إلى "وقف إطلاق نار دائم والأهم من ذلك إنهاء شحنات الأسلحة الأمريكية والبريطانية إلى إسرائيل".
وتجدر الإشارة إلى أن الفعالية التي يعتزم لورانس ماكوين وجلين برادلي تنظيمها ستقام في الحادي عشر من ديسمبر المقبل ويحاول المنظمون تشجيع 1000 شخص في جميع أنحاء أيرلندا على المشاركة في الصيام أو تنظيم وقفة احتجاجية في منطقتهم والتبرع بما يمكنهم من أجل دعم الفلسطينيين.