عاد المنتخب القطري لكرة القدم إلى المسار الصحيح في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، بعد انتصاره الثمين أمس /الخميس/ على نظيره الأوزبكي بثلاثة أهداف لإثنين، في الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الأولى للدور الثالث.
واستعاد المنتخب كامل حظوظ المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل المباشر إلى المونديال في حال حصوله على أحد المركزين الأول أو الثاني في مجموعته، وذلك بكسبه ثلاث نقاط ثمينة على حساب منافس مباشر على جدول الترتيب، رافعا رصيده إلى النقطة السابعة، وظل في المركز الرابع متأخرا بفارق الأهداف عن نظيره الإماراتي المتفوق من جهته على قيرغيزيا بثلاثية نظيفة في ذات الجولة.
ومكنت النقاط الثلاث المنتخب القطري من تقليص الفارق الذي يفصله عن المنتخب الأوزبكي ثاني تريب المجموعة بعشر نقاط، إلى ثلاث نقاط فقط، بينما بقي الفارق عن المتصدر المنتخب الإيراني ذاته بست نقاط.
وقد أبقى الانتصار على المنتخب الأوزبكي الأبواب مشرعة أمام "الأدعم" للوصول المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026، متجنبا عثرة جديدة على ميدانه، بما يجعله يتفادى، حتى الآن، البحث عن التأهل عبر المرحلة الرابعة التي ستدخلها المنتخبات أصحاب المركزين الثالث والرابع في المجموعات الثلاث.
ويتطلب حفاظ المنتخب القطري على حظوظه في التأهل بتأكيد صحوته ومواصلة حصده النتائج الإيجابية في المواجهة المقبلة أمام نظيره الإماراتي يوم الثلاثاء المقبل (19 نوفمبر الجاري) في أبوظبي، والنسج على ذات منوال مباراة أوزبكستان خصوصا على مستوى الروح القتالية والإصرار والعزيمة لجني النقاط الثلاث، ورد دين مباراة الذهاب التي خسرها على استاد أحمد بن علي المونديالي في الدوحة بهدف لثلاثة أمام ذات المنافس في مستهل مشوار المرحلة الحالية (الثالثة)، وتعزيز حظوظه من خلال انفراده بالمركز الثالث، على أمل تحقق عثرة للمنتخبين الإيراني والأوزبكي اللذان سيواجهان قيرغيزيا وكوريا الشمالية تواليا خارج أرضهما.
وخاض المنتخب القطري تدريبات استشفائية، اليوم، على أن يبدأ اعتبارا من يوم غد /السبت/ التحضير لمواجهة المنتخب الإماراتي في مدينة أبو ظبي التي سيصلها "الأدعم" مساء /الأحد/ بعد حصة تدريبية يجريها في الدوحة، على أن يكون المران الأخير على استاد "آل نهيان" الإثنين المقبل.
وقد قدم المنتخب القطري في الشوط الأول من مباراة أوزبكستان عرضا راقيا هو الأفضل له منذ انطلاقة التصفيات، بعد أن أجرى المدرب الإسباني ماركيز لوبيز تغييرات تكتيكية، طبق من خلالها نهجا مغايرا باعتماد خطة ( 3/4/3 )، متخليا عن فكرة الاستحواذ على الكرة الذي طالما كان النهج المتبع في المباريات الأربع السابقة، وتوجه نحو الاعتماد على التحولات السريعة التي منحت لاعبيه أفضليه مطلقة على مجريات المباراة بفضل هجمات منسقة وسريعة تتخللها جمل فنية رائعة، وسجل من إحداها هدفا بعد أربع لمسات فقط، حين وصلت الكرة إلى أكرم عفيف (أفضل لاعب في المباراة) فهيأها للمعز علي الذي حولها للشباك بعد 25 دقيقة، وقبل أن يعزز ذات اللاعب النتيجة بهدف ثان من ركلة حرة نفذها أكرم عفيف في الدقيقة 41 ، منهيا الشوط المثالي بالتقدم بهدفين.
وشهد الشوط الثاني من مباراة الأمس تراجعا في أداء لاعبي "الأدعم" بتمركزهم في مواقعهم الخلفية دون القدرة على تكرار هجماتهم في الشوط الأول، بعد أن مارس المنتخب الأوزبكي الضغط العالي ما مكنه من فرض أفضلية على الميدان، وسنحت للاعبيه عديد الفرص، استثمر اثنتين منها عدل بهما النتيجة عبر عباسبيك فايزوللاييف في الدقيقتين ( 75 و 80 ).
وفي ربع ساعة من الشوط الثاني، أجرى المدرب ماركيز لوبيز تغييرين، قبل أن يرمى بكل أوراقه الهجومية في الدقائق الأخيرة، مشركا المهاجمين محمد مونتاري ويوسف عبدالرزاق، ليمارس المنتخب القطري ضغطا كبيرا وسط إصرار واضح على عدم الاستسلام للنتيجة والبحث عن التفوق الذي تحقق في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع ( 90 + 12 ) عبر المدافع لوكاس مينديز الذي وصلته كرة بوعلام خوخي الرأسية إثر ركلة حره، ونجح في إيداعها شباك المنافس، ومنح "الأدعم" انتصارا في غاية الأهمية.
ولعل أبرز ما يستخلص من مباراة الأمس التباين الواضح في الأداء بين شوطي المباريات التي خاضها المنتخب القطري مؤخرا، وهي مسألة وجب على الجهاز الفني معالجتها وإيجاد الحلول لها، خصوصا أنها تكررت في أكثر من مباراة، كما في المواجهة الأولى أمام المنتخب الإماراتي، بعدما قدم اللاعبون القطريون عرضا طيبا في الشوط الأول مكنهم من الخروج متقدمين بهدف، لكن شباكهم استقبلت في الشوط الثاني ثلاثة أهداف بعد تراجع في الأداء، وفرطوا في ثلاث نقاط كانت في متناولهم، قبل أن يتكرر الأمر أيضا في الجولة قبل الماضة أمام إيران في اللقاء الذي جرى في دبي، حينما أنهى "الأدعم" الشوط الأول متعادلا بهدف لمثله، لكن شباكه استقبلت ثلاثة أهداف في الشوط الثاني، وخسر المباراة بهدف لأربعة.
ويعول المنتخب القطري في المواجهة المقبلة أمام الإمارات على الدوافع المعنوية الكبيرة التي كسبها عقب الفوز على أوزبكستان، إذ تحرر اللاعبون من ضغوط كبيرة رزحوا تحتها خلال الفترة الماضية، وخاصة منذ الخسارة الثقيلة أمام إيران في الجولة قبل الماضية، ليستعيد بطل آسيا في النسختين الأخيرتين بعض توهجه الذي كان ميزته خلال تتويجه القاري الأخير بين جماهيره في الدوحة.
يذكر أنه جرى توزيع المنتخبات الـ18 المتأهلة إلى المرحلة الحالية على ثلاث مجموعات، تضم كل واحدة ستة منتخبات تتنافس بنظام الدوري المجزأ من مرحلتي ذهاب وإياب، على أن يتأهل المنتخبان الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، في حين سيبلغ ثالث ورابع كل مجموعة الدور الرابع الذي سيشهد توزيع المنتخبات على مجموعتين، تضم كل منها ثلاثة منتخبات، وسيتأهل أول كل مجموعة إلى المونديال، فيما سيخوض صاحبا المركز الثاني ملحقا قاريا للتأهل إلى الملحق العالمي.