أبدى رجال أعمال ومستثمرون بالقطاع الزراعي تفاؤلهم بالمبادرات الجديدة لدعم أصحاب المزارع المحلية من خلال الأهداف التي تضمنتها الخطة الاستراتيجية لوزارة البلدية 2024 - 2030، والتي تضمنت أهدافا تشمل دعم القطاع الزراعي، وتعزيز الأمن الغذائي، وتطوير البنية التحتية وتهيئة الأراضي للمواطنين، وتعزيز الرقابة الصحية على المواد الغذائية. كما تضمنت المبادرات التي تهدف إلى دعم أصحاب المزارع المحلية، تقديم الدعم الفني والاقتصادي لتحفيز الإنتاج الزراعي وزيادة الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية. وذكر رجال الأعمال أن القطاع الزراعي في قطر توسع في السنوات الأخيرة بسبب زيادة الطلب على الغذاء نتيجة للنمو السكاني السريع والمبادرات المدعومة من الحكومة، والتي تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي في البلاد. وساهمت هذه العوامل في توسع القطاع الزراعي، الذي شهد تطورات ملحوظة، مثل إدخال قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقنوات التوزيع الشاملة، والدعم المالي لتشجيع الإنتاج المحلي. كما تتبنى الدولة التقنيات المستدامة والذكية وتستخدمها على نطاق واسع، كما أصبحت تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما جعل القطاع الخاص يستفيد من هذه التقنيات ومنها أنظمة الري الآلي، والزراعة بدون استخدام التربة (الهيدروبونيك)؛ والزراعة المائية (الأكوابونيك)، لتعزيز جودة وكمية الفواكه والخضراوات.


مستقبل واعد للزراعة بفضل هذه التقنيات..
عبد العزيز العمادي: مزارع قطر الذكية نموذج رائد للتطور

قال رجل الأعمال عبد العزيز العمادي إنه بينما تسعى الدول العربية لتبني أحدث التقنيات في مجال الزراعة الذكية، يتفق أغلب الخبراء على أن قطر تبرز كواحدة من الدول الرائدة في هذا المجال؛ حيث أطلقت العديد من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات الزراعية. كما تعمل هذه المشاريع وفقا لما يؤكده الخبراء على تحسين كفاءة الزراعة، وزيادة إنتاجية المحاصيل، وذلك من خلال استخدام تقنيات متقدمة لجمع وتحليل البيانات البيئية والزراعية.

ومن بين هذه المبادرات تعتبر مبادرة «مزارع قطر الذكية» مثالًا حيًا على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية، حيث تستفيد هذه المبادرة من البيانات البيئية والتنبؤات الجوية لتوجيه المزارعين إلى أفضل الممارسات الزراعية، ما يسهم في تحقيق استدامة أكبر، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء. ويضيف السيد العمادي أن مستقبل الزراعة سيكون مشرقًا بفضل هذه التقنيات؛ فالذكاء الاصطناعي لا يمثل فقط أداة لتحسين الإنتاجية، بل هو أيضًا مفتاح لتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة. ويضيف أن استثمارات قطر في الذكاء الاصطناعي والزراعة الذكية تعكس رؤيتها الطموحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، وتحسين جودة الحياة لمواطنيها. وهذه الرؤية ليست مجرد استجابة للتحديات الحالية، بل هي استشراف للمستقبل، حيث ستكون التكنولوجيا والابتكار في صميم التنمية المستدامة.


دعم الأسواق بالمنتجات الطازجة..
ناصر الكواري: تطوير البنية التحتية يرفع معدلات إنتاج المزارع

أكد رجل الأعمال ناصر علي خميس الكواري صاحب مزرعة الصفوة أهمية الخطة الاستراتيجية التي أطلقتها الدولة لتعزيز الأمن الغذائي بما في ذلك تشجيع الإنتاج الزراعي، مشيرا للحرص الشديد على الدفع بالمنتجات الوطنية خلال الموسم لتزويد السوق باحتياجاته. وقال لـ «الشرق» ان دور المزارع الوطنية في دعم الأسواق بالمنتجات دور مهم، خاصة وان المنتج الوطني قد كان له الأثر الكبير خلال الفترة الماضية وفي توفير المواد والسلع الغذائية، في الأسواق والمحلات التجارية والمولات بمنتجات طازجة وذات جودة عالية، إضافة الى استقرار الأسعار، مشيدا بالدعم المستمر من قبل الحكومة، خاصة للقطاعات المنتجة للمواد الاستهلاكية.

وثمن السيد ناصر الكواري جهود الوزارة في إدارة الموارد الزراعية بشكل مستدام، وتعزيز قدرة القطاع الزراعي على التكيف مع التحديات المناخية، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى القفزات التي تحققت في هذا القطاع خلال السنوات القليلة الماضية، والخطط المرسومة لرفع نسب الاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات الزراعية والحيوانية. وفيما يتعلق بتهيئة الأراضي الزراعية للمواطنين، أكد السيد ناصر الكواري أهمية دعم المزارعين لتحسين الخدمات المتعلقة بالأراضي، بما في ذلك توفير التكنولوجيا المتطورة لتحسين البذور وأنظمة الري. وقال إن الاهتمام المتواصل من قبل الدولة بالإنتاج الزراعي اسهم كثيرا في نمو المنتجات الوطنية ورفع معدلات الإنتاج في المزارع وشجع المنتجين على رفع وتيرة العمل وتوسيع المساحات، من حيث الكم والنوع .


التشريعات تحفز الاستثمار ..
ناصر الخلف: المزارع المنتجة تعزز المنظومة الغذائية

أكد السيد ناصر أحمد الخلف المدير التنفيذي لشركة أجريكو الزراعية، أهمية الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2030 واصفا إياها بأنها محطة رئيسية في تعزيز قدرة دولة قطر على مواجهة التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي، ومنوها بأن الاستراتيجية تعكس رؤية القيادة الحكيمة نحو تحقيق التنمية المستدامة من خلال تعزيز منظومة الأمن الغذائي عبر محاور استراتيجية متعددة. ولفت السيد ناصر الخلف إلى أهمية الركائز التي استندت إليها الاستراتيجية الجديدة للأمن الغذائي من خلال تعزيز الإنتاج المحلي باستخدام تقنيات مستدامة، وضمان استمرارية الإمدادات الغذائية من خلال إنشاء احتياطات غذائية متكاملة ونظم إنذار مبكر، وتوسيع الشراكات التجارية الدولية لضمان تنويع مصادر الإمداد الغذائي.

وفي هذا الصدد أكد السيد ناصر الخلف أن دعم المزارع التي تمتلك بنية تحتية جاهزة ولديها الخبرة الزراعية الكافية يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي ويحقق الاكتفاء الذاتي بشكل مدروس. وقال الخلف إن القطاع الحكومي قام بدور فعال في تنمية وتشجيع القطاع الزراعي المحلي، ودفعه نحو التوسع، مشيرا إلى أن القطاع الزراعي في قطر ما زال ناشئا لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال الظروف المناخية الصعبة سواء إن كانت درجة الحرارة وارتفاع الرطوبة وعدم توافر التربة الزراعية وشح المياه، مؤكدا أهمية وجود قوانين وتشريعات زراعية تحمي وتشجع تنمية القطاع الزراعي. وأضاف أنه خلال الفترة الماضية زاد عدد المزارع مع جودة في المنتجات وكثافة في الإنتاج، مما أسهم في تقليل التكلفة التشغيلية للمزارع، الأمر الذي ينعكس إيجابا على تسويق منتجات المزارع في الأسواق المحلية بشكل جيد وتستطيع المنتجات المحلية منافسة المنتجات المستوردة.