بدأت أعمال ترميم مبنى مسرح قطر الوطني، الذي يضم أيضًا المقر القديم لوزارة الإعلام قبل إلغائها. وقد بدأ بناء المبنى عام 1980، وافتُتح رسميًا في عام 1982. يقع المبنى على كورنيش الدوحة، ويتوسطه تصميم حديقة هلالية مستوحاة من التراث العمراني التقليدي، حيث تمتاز بوجود مساحات خضراء داخلية ضمن فناء المبنى، وهو عنصر يميز العمارة التقليدية على مر العصور.
خلال العقود الماضية، ظل المبنى معلمًا بارزًا على كورنيش الدوحة، حيث كان من بين المباني القليلة التي شغلت موقعًا مميزًا في المنطقة المطلة على الكورنيش. وقد شهد المبنى التحولات الكبيرة التي مرت بها الدولة والتطور العمراني الذي طال المناطق المحيطة به. وظل صامدًا وشاهدًا على تلك التحولات، كما استضاف العديد من الفعاليات الثقافية، مما ساهم في دعم الحركة المسرحية والفنية والثقافية، مع الحفاظ على طابعه المعماري التقليدي الفريد.
تأتي أعمال الترميم الحالية للمبنى، بما في ذلك مبنى وزارة الإعلام السابق، في إطار الحفاظ على قيمته الثقافية والمعمارية. يُعد مسرح قطر الوطني جزءًا مهمًا من التراث الثقافي المحلي، لما مثله من دعم للحركة المسرحية والثقافية، واحتضانه العديد من الفعاليات الفنية والثقافية المهمة على المستويين المحلي والعربي. فقد شهد المسرح عروضًا فنية شكلت محطات بارزة في تاريخ الفن والثقافة، وجسد أعمالًا فنية أثرت في الوعي المحلي والعربي.
وقد تم تصميم المسرح عند إنشائه ليستوعب كافة الأنشطة الثقافية المتنوعة، بما في ذلك العروض المسرحية والسينمائية، والندوات والمؤتمرات، والفعاليات الثقافية بمختلف أنواعها.
يُذكر أن مسرح قطر الوطني كان منبرًا هامًا للفنون على المستوى المحلي والخليجي والعربي، حيث احتضن العديد من الأعمال الفنية من مختلف الدول العربية، بما في ذلك مسرحيات هامة مثل «ريا وسكينة» للفنانتين شادية وسهير البابلي. كما استضاف فرقًا للفنون الشعبية من عدد من الدول الآسيوية، بالإضافة إلى فعاليات فنية دولية لفرق من مختلف أنحاء العالم. كل ذلك جعل من مسرح قطر الوطني حلقة وصل ثقافية بين قطر وباقي ثقافات العالم.