أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن أولوية دولة قطر إنسانية في التعامل مع الأوضاع بالجمهورية العربية السورية في الوقت الراهن، وتقديم كل ما يلزم لضمان استمرار الاستقرار هناك.
وقال الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية، إن الجسر الجوي الذي تسيره دولة قطر لإغاثة الأشقاء السوريين مستمر طالما هناك حاجة له، منوها بوصول خامس طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية إلى مطار رفيق الحريري في بيروت أمس /الإثنين/ محملة بأكثر من 33 طنا من المساعدات التي تشمل مواد طبية وغذائية ومستلزمات إيواء مقدمة من صندوق قطر للتنمية إلى سوريا، ليصل إجمالي المساعدات المقدمة للأشقاء السوريين حتى الآن إلى 144 طنا.
وجدد دعوة دولة قطر إلى ضرورة العمل على رفع العقوبات الدولية عن سوريا بأسرع وقت ممكن، حتى لا تكون حاجزا أمام دخول المساعدات بمختلف أشكالها للشعب السوري الشقيق، بحيث يمتد الجسر الجوي القطري إلى مطارات داخل الأراضي السورية، ما يسهل من وصول هذه المساعدات.
وأضاف أن الموقف القطري واضح بالنسبة لرفع العقوبات عن سوريا، خاصة أن الأسباب المؤدية إليها، والمتمثلة في النظام السابق، زالت، ما يعني أن الأسباب المؤدية لهذه العقوبات لم تعد موجودة اليوم، وأصبح لزاما على المجتمع الدولي العمل بسرعة على رفع هذه العقوبات.
وبين أنه في إطار الزيارة التي قام بها الوفد القطري برئاسة سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية إلى العاصمة السورية دمشق أمس /الإثنين/ على متن أول رحلة للخطوط الجوية القطرية إلى مطار دمشق الدولي، جرى مناقشة أبرز الاحتياجات هناك، وبحث كيفية مساهمة دولة قطر في تحقيق هذه الاحتياجات بشكل مباشر، مؤكدا أن قطر لن تدخر جهدا في تقديم الدعم اللازم للأشقاء السوريين.
وأشار مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن الفريق الفني الذي رافق سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية إلى دمشق، هدف إلى التعرف على الاحتياجات الفنية للمطار، وبحث كيفية القيام بدور قطري إيجابي في هذا الإطار، لضمان سرعة إعادة تشغيل المطار كمطار دولي، خاصة أنه تعرض لفترات إهمال طويلة جدا، فضلا عن تعرضه للقصف من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري إلى أن الرسالة الرمزية المرتبطة بهبوط طائرة الخطوط الجوية القطرية في مطار دمشق الدولي، تعكس التزام دولة قطر الكامل بالقيام بكل ما يلزم لضمان إعادة تشغيل المطار، واستئناف الرحلات الجوية إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة، موضحا أن الرحلات ستعود سريعا للمطار في الوقت الذي تتوفر فيه الاشتراطات الفنية لذلك.

وأكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أنه يتم دراسة الاحتياجات في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وسيتم الإعلان عن المساعدات، موضحا أن منها ما هو مرتبط بالمدى القصير والعاجل، ومنها ما هو مرتبط بالمدى الاستراتيجي.
وأضاف الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية: "الأولوية للاحتياجات الإنسانية العاجلة لضمان نجاح المرحلة الانتقالية ومرورها دون منغصات، خاصة على الجانب الإنساني، ومن ثم العمل على ضمان عودة سوريا إلى الأمة العربية، وأن نراها كما كنا نطمح دائما".
وأشار إلى أن سفارة المعارضة السورية في دولة قطر هي أولى السفارات السورية الجديدة، معتبرا أن ذلك يعكس موقف دولة قطر الذي لم يتغير منذ اليوم الأول للأزمة السورية، ودعم تطلعات الشعب السوري الشقيق بجميع الوسائل المتاحة.
وفي هذا السياق، نوه مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية باستئناف سفارة دولة قطر لدى الجمهورية العربية السورية عملها في السابع عشر من ديسمبر الجاري، وتعيين سعادة السيد خليفة عبدالله آل محمود الشريف قائما بالأعمال هناك.
وقال إن وزارة الخارجية أكدت أن استئناف عمل السفارة يأتي بعد نحو 13 عاما من قطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري في العام 2011، تعبيرا عن وقوف دولة قطر المبدئي إلى جانب ثورة الشعب السوري ودعمها الثابت لمطالبه في الحياة الكريمة والحرية والعدالة الاجتماعية، وتأكيدا على رفض دولة قطر القاطع لكافة سياسات النظام القمعية بحق الشعب السوري الشقيق.
وأضاف الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري أن الوزارة بينت أن استئناف عمل السفارة بالتزامن مع انتصار ثورة الشعب السوري يترجم استمرار موقف دولة قطر الثابت والداعم للشعب السوري ونضاله لانتزاع حقوقه المشروعة في الحياة الكريمة، ويعزز جهودها الإغاثية التي بدأت بجسر جوي لمساعدة الشعب السوري على تجاوز متطلبات المرحلة الانتقالية، منوها برفع العلم القطري في الحادي والعشرين من ديسمبر الجاري في دمشق لأول مرة منذ 13 عاما.
وتطرق مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، إلى اجتماع سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية مع سعادة السيد أحمد الشرع القائد العام للإدارة الجديدة في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، في إطار الزيارة التي قام بها الوفد القطري إلى دمشق أمس /الإثنين/، حيث جرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الوثيقة بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، والتشاور حول مستقبل سوريا، وآفاق دعم دولة قطر المستمر للشعب السوري الشقيق في كل المجالات.
ولفت إلى أن سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية أكد، خلال الاجتماع، استمرار دعم دولة قطر الراسخ للأشقاء السوريين لبناء دولة المؤسسات التي تسودها العدالة والحرية والتنمية والسلام، وتحقق تطلعات الشعب السوري، مشيرا سعادته إلى أن موقف دولة قطر كان ولا زال ثابتا ولم يتغير تجاه دعم ثورة الأشقاء في سوريا، والتأكيد على أن القرارات القادمة تخص الشعب السوري وحده ولا يجب أن يتعرض لوصاية من أحد وهو سيد قراره، وضمان وحدة سوريا والعمل على انتقال سلمي للسلطة من خلال عملية سياسية جامعة لكافة أطياف الشعب السوري.
من ناحية أخرى، قال الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، إن الوقت مبكر جدا للحديث عن الاستثمار في سوريا حاليا، مشيرا إلى أن التركيز ينصب الآن على تقديم كل ما يلزم لدعم الأشقاء السوريين، وخاصة في مجالات مثل الطاقة والجانب الإنساني والبنية التحتية.

وفي إطار الاتصالات المستمرة حول الوضع في سوريا، نوه الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بالاتصال الهاتفي الذي أجراه سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية في السابع عشر من ديسمبر الجاري مع سعادة السيد غير بيدرسون مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، حيث ناقش معه آخر التطورات في سوريا، وموقف دولة قطر تجاه التطورات الجارية في سوريا وضرورة دعم العملية الانتقالية بما يحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها وتطلعات شعبها الشقيق.
وأضاف الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية، أن سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية أشار، خلال الاتصال، إلى أهمية تضافر الجهود الدولية، بما فيها جهود الأمم المتحدة وأجهزتها، لدعم الشعب السوري وتحقيق تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار والازدهار.
وتطرق مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى اجتماع سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي في العشرين من ديسمبر الجاري مع سعادة السيد توبياس ليندنر وزير الدولة للشؤون الخارجية المنسق الخاص لوزارة الخارجية الألمانية في سوريا، حيث جرى استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، ومناقشة آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما في سوريا.
وفيما يتعلق بالممارسات الإسرائيلية بشأن توسيع المستوطنات في هضبة الجولان المحتلة، أوضح الأنصاري أن وزارة الخارجية أصدرت بيانا أكدت فيه إدانة دولة قطر بشدة مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خطة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، كما شددت الوزارة، في بيانها، على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف الاعتداءات على الأراضي السورية، والامتثال لقرارات الشرعية الدولية، فضلا عن التضامن لمواجهة مخططاته الانتهازية.
من ناحية أخرى، أشار مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى ترؤس سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، في السابع عشر من ديسمبر الجاري، وفد دولة قطر المشارك في اجتماع مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا /سيكا/ الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي.
ولفت إلى تأكيد سعادته، في كلمته خلال الاجتماع، على التزام دولة قطر بالعمل على تحقيق أهداف مؤتمر /سيكا/ وبناء مستقبل أكثر أمنا وازدهارا لشعوب قارة آسيا، حيث قال سعادته: "إن قارتنا الآسيوية تمر بمنعطف تاريخي يتسم بتعقيد التحديات والأزمات، سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي أو الاجتماعي، ومع ذلك، فإننا نؤمن بأن القارة الآسيوية بمواردها الطبيعية والبشرية الهائلة، تظل قارة الفرص والإمكانات".
وأضاف أن سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية أشار إلى أن تعزيز العمل المشترك وتكثيف الجهود لتعزيز التعاون الإقليمي الذي يحقق تطلعات شعوبنا نحو الاستقرار والازدهار هو مطلب شعوب هذه القارة، مؤكدا سعادته حرص دولة قطر على المساهمة في المحافظة على السلم والأمن في المنطقة وفي القارة الآسيوية، وذلك من خلال تقديمها للمبادرات واضطلاعها بالوساطات للتخفيف من حدة الخلافات والتوترات لغاية تحقيق الاستقرار والازدهار، واعتماد الحوار كوسيلة أساسية لحل كافة الخلافات بين الدول.

وبشأن المفاوضات المعنية بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: "إن المفاوضات ما زالت جارية، حيث هناك مفاوضات جارية على المستوى الفني والتقني في الدوحة، وهناك مسارات وسياقات أخرى تجري في القاهرة، والتنسيق مستمر مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية في هذا الإطار"، مضيفا أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بوقت زمني محدد للوصول إلى اتفاق هناك.
وأكد الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية، أن الأوضاع في قطاع غزة لم تتحسن على الإطلاق، كما أن الأزمة الإنسانية تزداد سوءا، قائلا: "نكرر دعوتنا لجميع الأطراف للتعامل مع الوساطة القطرية المصرية الأمريكية بجدية كاملة، ودون أي إجراءات قد تعطل من نجاح هذه المفاوضات".
ونوه مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بترحيب دولة قطر باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بإحالة حظر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/ إلى محكمة العدل الدولية، واعتبرت أن اعتماد القرار بغالبية 137 صوتا، يعكس الرفض الدولي الواسع لقرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحظر أنشطة /الأونروا/ في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار إلى تحذير دولة قطر من أن حظر أنشطة /الأونروا/ سيؤدي إلى نتائج إنسانية وسياسية خطيرة، لا سيما حرمان ملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا من خدماتها الضرورية، فضلا عن تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى مناطقهم وبيوتهم.
في سياق منفصل، أكد مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن العلاقات القطرية الإيرانية ثابتة وراسخة، حيث يتشارك الجانبان العمل على بعض مشاريع الغاز في المنطقة، قائلا في هذا الصدد: "إننا نعتز بعلاقتنا الثنائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونقاشاتنا مستمرة حول الأحداث في المنطقة".
وفيما يتعلق بعلاقات دولة قطر مع روسيا، قال الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري إن علاقة دولة قطر مع الاتحاد الروسي مستمرة وإيجابية، لافتا إلى انخراط الجانب القطري في وساطة أخرى بين روسيا وأوكرانيا في إطار لم شمل الأطفال المتأثرين بالحرب هناك مع ذويهم.
وعلى الصعيد اللبناني، لفت الأنصاري إلى اجتماع سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، في السادس عشر من ديسمبر الجاري، مع العماد جوزيف عون قائد الجيش في الجمهورية اللبنانية، ومع سعادة السيد نبيه بري رئيس مجلس النواب، ومع دولة السيد نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال.
وأوضح أن هذه الاجتماعات استعرضت علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، مشددا سعادته على الأهمية البالغة لدور الجيش اللبناني في تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، وفي الحفاظ على سيادة الدولة ووحدة أراضيها في ظل التحديات الأمنية والسياسية المتزايدة، والتأكيد على موقف دولة قطر الثابت تجاه الجمهورية اللبنانية، ووحدتها وسلامة أراضيها، ووقوفها باستمرار إلى جانب شعبها الشقيق.