يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المعابر، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الأساسية، بما في ذلك حليب الأطفال الرضع.
واشتكت أمهات فلسطينيات مرضعات من عدم توفر الحليب المخصص للأطفال حديثي الولادة في أسواق قطاع غزة أو المرافق الصحية المختصة، ما انعكس على صحة أطفالهن الذين أدخل عدد منهم المستشفيات نتيجة المضاعفات التي لحقت بهم بسبب سوء التغذية ونقص الحليب.
ويغلق الاحتلال الإسرائيلي معابر قطاع غزة ضمن سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها على سكان القطاع مع بداية عدوانه المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، وهو ما يحول دون دخول المستلزمات الطبية والأدوية والمواد الغذائية، ما تسبب بحدوث مجاعة وشح في كافة المستلزمات الحياتية.
وفي إحدى العيادات الميدانية المختصة بالأطفال الرضع جنوب القطاع، اضطرت إحدى الأمهات إطعام طفلها الرضيع الأرز المهروس، وما يتوفر لديها من بدائل رغم أن عمره لم يتجاوز شهرين ونصف، فيما يمنع تناول الأطفال الطعام قبل بلوغ الستة أشهر.
وقالت الأم إن حليب الأطفال لم يعد متاحا في جنوب قطاع غزة، وما يتوفر شحيح جدا وأسعاره مرتفعة جدا، وليس في مقدور الأسر النازحة شراءه.
وفي قسم الأطفال بمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، تبيت الأم المرضعة تسنيم منذر مع توأمها المولود حديثا، لتلقي الرعاية الصحية نتيجة معاناتهما من سوء التغذية، حيث اشتكت من قلة توفر الحليب الخاص بتوأمها، وارتفاع سعره بشكل جنوني حال توفره، حسب قولها.
وأكدت أن الأوضاع المعيشية الصعبة في غزة نتيجة استمرار العدوان تحرم الأطفال المواليد من أبسط الاحتياجات الغذائية والطبية والحياتية، في ظل شح الطعام، وعدم تغذية الأمهات المرضعات بشكل صحي وعدم توفر الحليب، وانعدام وسائل التدفئة في مخيمات النزوح والخيام مع البرد الشديد الذي نعيشه.
وكان الدكتور أحمد الفرا، مدير مستشفى التحرير للأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة، قال في تصريح سابق لوكالة الأنباء القطرية "قنا": إن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول حليب الأطفال للقطاع منذ عدة أشهر، ما أدى لحدوث أزمة حادة في توفيره بعدما نفد من الأسواق.
وأكد الفرا أن عدم توفر الحليب سواء في المستشفيات أو الصيدليات خطير جدا لأن الأطفال بحاجة ماسة له ولا يستطيعون الاستغناء عنه، وبعض الحالات المرضية ترتبط حياتها بتوفر الحليب، موضحا أن الكثير من الأمهات لا يمكنهن القيام بعملية الرضاعة الطبيعية لأسباب صحية أو سوء التغذية لعدد منهن بسبب الحرب وانعدام الغذاء الصحي، كما أن بعض الحالات تحتاج إلى مساعدة الحليب الصناعي إلى جانب الرضاعة الطبيعية.
وتشير إحصائية لوزارة الصحة في غزة إلى أن 60 ألف سيدة حامل معرضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية، فيما استشهد 44 طفلا نتيجة سوء التغذية ونقص الغذاء والمجاعة.
وأدت الحرب المتواصلة على قطاع غزة لاستشهاد 238 طفلا رضيعا ولدوا واستشهدوا خلال الحرب، و853 طفلا استشهدوا خلال العدوان وعمرهم أقل من عام.