■ عدم التزام المراجعين بالمواعيد يمثل تحدياً يواجه المراكز
■ تخفيض عبء التحويل إلى «الرعاية الثانوية»
■ توفير عيادات السمعيات للكبار وعيادة فحص الذاكرة
■ توسع في عيادات الإقلاع عن التدخين وعيادات للجراحات البسيطة
■ مليون و350 ألف زيارة شهدتها مراكز المنطقة الوسطى
أكدت الدكتورة فتحية المير- مديرة المنطقة الوسطى بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، أنَّ عدم التزام المراجعين بالمواعيد يعد من أبرز التحديات التي تواجه المراكز الصحية، مشيرة إلى أنَّ عدم الالتزام بالمواعيد مع عدم جدولتها من قبل المراجع تسهم في هدرها وهدر الموارد، فضلا عن تعطيل مراجعين آخرين هم بأمسِّ الحاجة إلى موعد لاسيما في العيادات التخصصية.
ورأت د. المير خلال حوار مع «الشرق»، أنَّ اجتثاث هذه الظاهرة لا يقع على عاتق الجهات المعنية بل أفراد المجتمع شركاء في حلها من خلال تعاونهم بأهمية التزامهم بمواعيدهم والتعامل معها بمسؤولية من خلال الحضور أو من خلال جدولتها أو إلغائها.
وكشفت عن حزمة من الخدمات والتوسعات التي شهدتها المراكز الصحية التابعة للمنطقة الوسطى، بهدف تسهيل الوصول، وتخفيض عبء التحويل إلى مستشفيات الرعاية الثانوية.
وإلى تفاصيل الحوار:
- بداية هل بالإمكان إطلاعنا على عدد المسجلين في المراكز الصحية التابعة للمنطقة الوسطى؟
بلغ عدد المسجلين في المراكز الصحية التابعة للمنطقة الوسطى 700.000 مسجل في عام 2024، وباعتقادي أنَّ هذا الرقم يعكس النمو المستمر في عدد السكان المستفيدين من خدمات الرعاية الصحية في المنطقة الوسطى.
- وكم بلغ عدد الزيارات التي شهدتها هذه المراكز؟ وما مدى تأثير هذه الزيارات على الصحة العامة؟
بلغ اجمالي عدد الزيارات لهذه المراكز لعام 2024 (1.350.000) زيارة، وبظني أنَّ هذا الرقم يعكس الاقبال المتزايد على الخدمات الصحية المقدمة وجودة الرعاية التي تلتزم بها هذه المراكز، إذ أنَّ هذا الرقم يشمل مختلف الخدمات المقدمة مثل خدمات طب الأسرة، العيادات التخصصية، خدمات الأسنان، التطعيمات والرعاية الصحية الوقائية، وهذا الإقبال يعكس مدى استفادة المجتمع من البرامج الصحية الوطنية التي تقدمها المراكز الصحية، مما يعزز كفاءة النظام الصحي وتحقيق أهدافه في توفير خدمات متكاملة وفعاله.
- ما هي الخدمات الجديدة التي أضيفت لتحسين التشخيص المبكر في المراكز الصحية بالمنطقة الوسطى؟
تم توفير خدمات التصوير الطبي المتقدمة، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) والماموغرام لتشخيص سرطان الثدي، بالإضافة إلى خدمات الفحص المبكر لسرطاني الثدي والأمعاء، مع تعزيز الوعي بأهمية الفحوص الدورية.
- هل شهدت المراكز الصحية إضافة عيادات تخصصية جديدة؟
نعم، تم افتتاح عيادات تخصصية مثل عيادات الأمراض المزمنة (السكري وارتفاع ضغط الدم) لمتابعة المرضى بشكل دوري، وعيادات التغذية العلاجية لدعم المرضى في تحسين نمط حياتهم الصحي.
- ما هي التحديثات التي تمت في خدمات الرعاية العاجلة؟
شهدت المراكز توسعًا في خدمات الرعاية العاجلة لتكون متاحة على مدار 24 ساعة في بعض المراكز الصحية، لتلبية احتياجات الحالات الطارئة بشكل أفضل.
- هل تم تقديم خدمات رعاية منزلية جديدة؟
نعم، تمت إضافة خدمات الرعاية المنزلية، والتي تتيح تقديم متابعة طبية للمرضى في منازلهم دون الحاجة لزيارة المركز الصحي.
- ما التطورات في خدمات الصحة المدرسية؟
تم تعزيز خدمات الصحة المدرسية من خلال تقديم التطعيمات الروتينية والفحوص الدورية لدعم صحة الطلاب.
- هل هناك تحسينات في خدمات الصيدليات بالمراكز الصحية؟ وهل تم إدخال خدمات الاستشارة الطبية عن بُعد؟
نعم، تم تطوير خدمات الصيدليات بتوفير أدوية إضافية وزيادة ساعات العمل في بعض المراكز. كما تم توفير خدمات الاستشارة عن بُعد (Telemedicine) لتقديم استشارات طبية للمرضى دون الحاجة لزيارة المركز.
- ما هي الخدمات المتعلقة بإعادة التأهيل التي تمت إضافتها؟ وهل توجد خدمات جديدة مخصصة لصحة المرأة؟
تمت إضافة خدمات العلاج الطبيعي (Physiotherapy) والتأهيل للحالات التي تتطلب ذلك.
وبالنسبة لخدمات صحة المرأة، تم افتتاح عيادات القابلة والتي تقدم رعاية صحية متخصصة للنساء الحوامل، بما في ذلك متابعة الحمل وتقديم استشارات حول صحة الأم والجنين.
- ما الهدف من عيادات فحص ما قبل الزواج؟
تهدف عيادات فحص ما قبل الزواج إلى إجراء الفحوص الطبية للتأكد من التوافق الصحي بين المقبلين على الزواج والكشف عن الأمراض الوراثية والمعدية.
- هل تم توسيع عيادات الإقلاع عن التدخين؟
نعم، تمت زيادة عدد عيادات الإقلاع عن التدخين في مختلف المراكز لتلبية الطلب المتزايد، مع تقديم خطط علاجية واستشارات فردية.
- ما هي الخدمات المقدمة في عيادات الصحة النفسية للكبار؟
تقدم عيادات الصحة النفسية للكبار خدمات استشارية وعلاجية للمرضى الذين يعانون من ضغوط نفسية، كجزء من تعزيز الصحة العامة.
- هل تم توفير خدمات السمعيات؟
- نعم، أضيفت عيادات السمعيات للكبار في بعض المراكز لفحص وتشخيص مشاكل السمع.
- ما هي الخدمات المتقدمة لفحص الغدة الدرقية والرقبة؟
تم توفير خدمة التصوير بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية والرقبة في بعض المراكز، مما يسهل التشخيص المبكر دون الحاجة للتحويل للمستشفيات.
- هل هناك خدمات جديدة تتعلق بمرض الزهايمر؟
نعم، تم افتتاح عيادة الذاكرة في مركز روضة الخيل، وهي متخصصة في تقييم وتشخيص حالات الذاكرة وضعفها، مع تقديم خطط علاجية وتأهيلية لدعم المرضى وعائلاتهم.
- هل تقدم المراكز الصحية خدمات جراحية بسيطة؟
نعم، تم افتتاح عيادات للجراحات البسيطة في بعض المراكز، مثل تنظيف الخراجات وإزالة الثآليل الصغيرة، مما يقلل الحاجة لتحويل المرضى للمستشفيات.
- دوما هناك شكاوى متكررة من المواعيد رغم أن التقارير تؤكد أن هناك نسبة عدم حضور مرتفعة لاسيما في العيادات المتخصصة، كيف سيتم القفز على هذه الظاهرة؟ وهل الاستراتيجية الجديدة ستسهم في إيجاد الحلول؟
أعتقد أنَّ لحل هذه الظاهرة يتطلب تكامل الجهود بين التحليل الدقيق للبيانات، لتحسين أنظمة المواعيد، وزيادة الوعي المجتمعي حول أهمية المواعيد، ونعتقد أن الاستراتيجية الجديدة ستسهم بشكل كبير في إيجاد حلول فعّالة ومستدامة، فنحن نعمل جاهدين لتحسين نظام المواعيد وتفعيل نظام التذكير بالمواعيد (عبر الرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية) لضمان حضور المرضى في الوقت المحدد وتوفير خيار جدولة المواعيد بسهولة عبر التطبيقات الإلكترونية أو الاتصال المباشر لإدارة وقت الانتظار عبر تخصيص فترات زمنية قصيرة لتغطية حالات الطوارئ أو المرضى الذين لم يحضروا في مواعيدهم وإعادة توزيع مواعيد المرضى بين العيادات لتخفيف الضغط على العيادات المتخصصة.
نعمل على التوعية وتحفيز الالتزام عبر اطلاق حملات توعوية لتعريف المرضى بأهمية الالتزام بالمواعيد وتأثير عدم الحضور على كفاءة الخدمات الصحية، إلى جانب تطوير مستمر وحلول مستدامة وتطبيق أدوات تقنية حديثة لتحليل البيانات واتخاذ قرارات مستنيرة لتحسين إدارة المواعيد وتعزيز التعاون بين الكوادر الطبية والإدارية لضمان تنفيذ الإجراءات بكفاءة.
- لماذا نرى بعض المراكز مزدحمة وأخرى أقل ازدحاما؟
إنَّ تفاوت استخدام المراكز الصحية في الدولة بين المزدحمة والأقل ازدحاما قد يعود إلى عدة عوامل رئيسية، منها الموقع الجغرافي للمراكز الصحية الموجودة في مناطق ذات كثافة سكانية عالية أو قرب المجمعات السكنية الكبرى غالبا ما تكون أكثر ازدحاما مقارنة بالمراكز الموجودة في مناطق ذات كثافة سكانية أقل وتوزيع السكان في بعض المناطق قد تضم فئات سكانية أكبر مثل الأسر والعائلات، مما يزيد الطلب على الخدمات الصحية ونوعية الخدمات المقدمة بعض المراكز قد تكون مجهزة بخدمات طبية متخصصة أو مفضلة لدي بعض المرضى، مما يجعلها وجهة مفضلة للكثيرين، والمراكز الصغيرة قد تبدو أقل ازدحاما بسبب الكثافة السكانية في تلك المناطق، وأيضا وعي المجتمع في بعض الحالات.
قد يفضل بعض المرضى التوجه إلى مراكز معينة بسبب المعرفة أو التجارب الشخصية الإيجابية والتعود عليها، الحلول المقترحة زيادة توعية المجتمع وتعزيز معرفة السكان بالخدمات المقدمة في المراكز الأقل استخدامًا. كما اننا نسعى عن طريق تحليل البيانات بشكل دوري لفهم هذه التفاوتات واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان التوزيع الأمثل للمرضى المسجلين لضمان الجودة والكفاءة في تقديم الخدمات الصحية وأيضا لتوسيع القدرة الاستيعابية للمرافق ودعم الكوادر الطبية في المراكز الأكثر ازدحاما لتلبية الطلب المتزايد وننصح بتفعيل نظام المواعيد بشكل أفضل وذلك لتقليل الازدحام وتحقيق توازن أفضل بين المراكز.
- ما هي أبرز التحديات التي تواجه تقديمكم الخدمات للمراجعين؟
نسبة عدم الحضور وعدم التزام بعض المراجعين بالمواعيد المحددة يؤدي إلى هدر المواعيد وتباعد قوائم الانتظار وتأخير المرضى الآخرين قد يكونون في أمس الحاجة إلى موعد بالإضافة إلى هدر الوقت والموارد، أود أن أوضح ان ذلك يمثل مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق الجميع فيجب أن نتعاون جميعا لزيادة الوعي المجتمعي حول أهمية نظام المواعيد.
- هل المجتمع يبدي استجابة لدوركم أم بحاجة لحملات لرفع الوعي ؟
إن المجتمع يستجيب بشكل إيجابي لدور المراكز الصحية، لذلك تعزيز التوعية المستمرة يعد خطوة أساسية لتحسين التجربة الصحية ولرفع كفاءة الخدمات فنحن بحاجة لرفع الوعي وزيادة التواصل مع المجتمع واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية لإيصال رسائل التوعية الصحية، فضلا عن البرامج التوعوية وورش العمل وجلسات توعوية في المدارس والمجتمع المحلي لرفع مستوى الوعي الصحي وإبراز دور المراكز الصحية بتسليط الضوء على الخدمات المقدمة وتأثيرها الإيجابي على صحة الأفراد والمجتمع، كما أننا نشجع على الالتزام بالمواعيد ونقدم حملات توعوية حول أهمية احترام المواعيد وتأثيرها على تحسين جودة الخدمات والتحديات الحالية تتطلب جهودا مشتركة لتحسين إدارة الموارد، وزيادة التوعية، وتعزيز التواصل مع المجتمع لضمان تحقيق أقصى استفادة من الخدمات الصحية.