اعتبر القيادي في حركة حماس عبد الحكيم حنيني، أن معركة طوفان الأقصى التي انطلقت في 7 أكتوبر العام 2023، وكان عنوانها تحرير «الأسرى والمسرى» والحرية للشعب الفلسطيني، ورفع الحصار الظالم عنه، كشفت عن مدى الإجرام الذي مارسه كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل، كما أماطت اللثام عن كل من ساعدوه وقدموا له الدعم في عدوانه.
وقال حنيني في تصريحات لـ «الشرق» إن الصمود الأسطوري الذي سطره رجال المقاومة في قطاع غزة، هو من أرغم الكيان الإسرائيلي على التفاوض لوقف إطلاق النار، مبيناً أن الاتفاق لم يكن ممكناً دون الوساطة السياسية التي قادتها قطر، بالتعاون مع الوسطاء وشركاء العملية السياسية.

وأضاف: «التدخل الدبلوماسي القطري، أحد ركائز الاتفاق، وكان الموقف الأكثر وضوحاً في التعبير عن أهمية وقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، وبلورة اتفاق وقف إطلاق النار، حيث وضع إعلان الدوحة، حداً لشلال الدم، وسلسلة المجازر الوحشية التي امتدت لأكثر من 15 شهراً، وفي هذا المقام نرفع جزيل شكرنا وتقديرنا لدولة قطر على جهودها في وقف الحرب». وتوقع حنيني أن تكون الأيام القليلة التي تسبق دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 19 يناير، أصعب خاتمة للحرب، إذ يسابق جيش الاحتلال الزمن لالحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف الفلسطينيين، ضمن نسق الضربة الأخيرة، التي يريد الكيان من خلالها الظهور بصورة المنتصر، وأنه صاحب الكلمة الأخيرة، والتغطية على هزيمته المدوية».

وبالتزامن مع مفاوضات ربع الساعة الأخير في الدوحة، ارتفع منسوب الغارات الاحتلالية على مراكز إيواء النازحين في قطاع غزة، وفي غمرة الاحتفال بإعلان وقف إطلاق النار، استشهد أكثر من 80 فلسطينياً، وأصيب ما يزيد عن 300، ولم تغادر المقاتلات الحربية أجواء غزة، وعليه، ثمة حرب نفسية أخذت تفرض نفسها على المشهد الأخير، وسيظل تأثيرها ماثلاً حتى الأحد المقبل.