قال جابر الحرمي، رئيس تحرير صحيفة الشرق، إن قطر منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، لم تكتفِ بالإدانة فقط، بل اعتمدت استراتيجية واضحة شملت خطوات عملية ومبادرات دبلوماسية لوقف إطلاق النار.

وأشار خلال حديثه لمنصة "فوكس بلس" التركية إلى أن الجهود الدبلوماسية القطرية نجحت بعد 15 شهراً من العمل المتواصل، في التوصل لاتفاق هدنة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، يجري تنفيذه على ثلاث مراحل، مؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس التزام قطر بالقضية الفلسطينية على الصعيدين الرسمي والمجتمعي.

جهود دبلوماسية ومبادرات إنسانية

وأوضح رئيس تحرير صحيفة الشرق أن الجهود القطرية نجحت سابقاً في نوفمبر 2023 في تحقيق هدنة إنسانية لعدة أيام، أتاحت إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية والطبية للقطاع، مقابل إفراج المقاومة الفلسطينية عن عدد من الأسرى الإسرائيليين، مضيفاً أن المؤسسات المدنية والجمعيات القطرية لعبت دوراً محورياً في دعم أهل غزة خلال الحرب الإسرائيلية المدمرة، من خلال المساعدات العاجلة.

أولويات المرحلة المقبلة

وأشار "الحرمي" إلى أن قطر اليوم بعد بدء تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير الجاري، ستواصل العمل على مسارين أساسيين خلال المرحلة المقبلة.

وأوضح أن المسار الأول متابعة تنفيذ المراحل الثلاث للاتفاق، وضمان التزام كافة الأطراف بما تم التوصل إليه، خاصة في ظل انعدام الثقة في الاحتلال الإسرائيلي الذي أظهر تراجعاً عن تعهداته في تجارب سابقة.

أما المسار الثاني هو الاستمرار في تقديم الدعم الإنساني والمساعدات اللازمة لسكان قطاع غزة، والعمل على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، بما يشمل البنية التحتية والمرافق العامة.

وأضاف أن قطر قامت بهذه الأدوار، خاصة في إعادة إعمار ما دمره الكيان الصهيوني على مدار حروبه السابقة ضد القطاع بدءاً من عام 2008 وما تلاها من اعتداءات، مؤكداً على أن قطر ستظل حاضرة دائماً لدعم أهل قطاع غزة والشعب الفلسطيني، من خلال العمل الإنساني والسياسي.

التزام قطري دائم بالقضية الفلسطينية

وشدد رئيس تحرير صحيفة الشرق على أن الإعلام القطري يعكس بوضوح اهتمام المجتمع القطري بالقضية الفلسطينية، موضحاً أن هذا الاهتمام ليس وليد اللحظة ولم يبدأ فقط بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، بل هو جزء متجذر في الوعي الشعبي والرسمي منذ عقود، مضيفاً أن هذا الانعكاس يظهر جلياً في كافة وسائل الإعلام القطرية، المكتوبة والمسموعة وحتى عبر المنصات الرقمية الحديثة.

وأوضح أن الإعلام القطري، لعب دوراً بارزاً في متابعة العدوان الإسرائيلي الأخير، وإبراز الملاحم البطولية والثبات الأسطوري الذي قدمه أهلنا في غزة في التصدي للعدوان الصهيوني على القطاع. بالإضافة إلى إبراز صمود الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس.

كما انتقد ضعف الاهتمام الإعلامي العربي بالقضية الفلسطينية، مشيراً إلى تراجع ملحوظ في التغطية الإعلامية أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير، مشيداً بصمود الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن قطر، تعتذر عن أي تقصير قد يكون حصل في دعمها لأهل غزة.

وأكد أن القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولويات دولة قطر، على المستويين الرسمي أو الشعبي، وأن الدوحة لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه "أشقاءها" الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.