كشف تقرير رسمي جديد النقاب عن مدى تورط المملكة المتحدة في حرب غزة، حيث أكد التقرير الصادر عن اللجنة البريطانية الفلسطينية (BPC) على التدخل العسكري البريطاني في دعم اسرائيل خلال حربها على غزة، رغم عدم ارتكابها أعمال عنف مباشرة في غزة إلا أن لها دورا مؤثرا في سقوط الآلاف من المدنيين عبر استخدام السلاح البريطاني والقواعد العسكرية البريطانية، وقد يكون هذا التورط بدون مراقبة برلمانية مما يجعل المؤسسات البريطانية ومسؤوليها متورطين في أخطر انتهاكات للقانون الدولي، وطالبت اللجنة البريطانية في تقريرها الحكومة بإنهاء تعاونها الضخم مع الجيش الإسرائيلي.

وذكر التقرير الذي صدر في 90 صفحة تحتوي على معلومات دقيقة عن حجم التعاون العسكري البريطاني الإسرائيلي والدعم اللوجستي المقدم لإسرائيل منذ حربها على غزة، ذكر أن هذا التعاون يشمل شراء السلاح واستخدام القواعد العسكرية البريطانية وخاصة قاعدة أكروتيري التابعة لسلاح الجو الملكي (RAF) في جزيرة قبرص، وقاعدة مارهام الجوية الملكية في مقاطعة نورفولك في انجلترا، وذلك لتزويد اسرائيل بالسلاح والأفراد والمعلومات الاستخباراتية منذ بدء حرب غزة، مما يضع المملكة المتحدة في دائرة الاتهام بانتهاك القانون الدولي.


    - شريك في الإبادة
ووفق التقرير فقد أصبحت شريكا فعليا في جرائم يشتبه في كونها إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، كما ذكر التقرير أن المملكة المتحدة شاركت في تنفيذ ضربات عسكرية جوية ضد الحوثيين في اليمن، حيث ساهمت في حماية المنشآت العسكرية الإسرائيلية من الهجمات الإيرانية عقب تصعيد اسرائيل هجماتها ضد إيران.
وأكد التقرير على أن 79 شركة بريطانية تشارك في إنتاج مكونات المقاتلة البريطانية « F-35 « التي تستخدمها إسرائيل في غزة، وأبرزها شركة «BAE Systems» التي تصنع الهيكل الخلفي للمقاتلة، وشركة « Martin Baker» التي تصنع مقاعد القاذفات الصاروخية التي تحملها المقاتلة، وأشار التقرير إلى أن هذه المكونات قامت المملكة المتحدة بإرسالها إلى إسرائيل عبر قاعدة « مارهام» البريطانية 7 مرات منذ بداية حرب غزة وحتى الآن، كما تلقت القاعدة البريطانية في سبتمبر الماضي وفق وثائق سرية شحنة عسكرية من إسرائيل لصالح شركة « Martin Baker» البريطانية، مما يؤكد استمرار التعاون العسكري الوثيق بين البلدين.

ووفق التقرير الرسمي فقد استخدمت الطائرات العسكرية قاعدة أكروتيري التابعة لسلاح الجو البريطاني في قبرص لنقل الأسلحة إلى إسرائيل عبر قواعد أمريكية أخرى في أوروبا، كما نفذت طائرات استطلاع بريطانية مهام مراقبة ليلية فوق غزة، وقد بررته المملكة المتحدة بكونه جزءا من عمليات انقاذ الرهائن البريطانيين في غزة، وأشار التقرير إلى أن المقاتلة F-35 ألتقت 3 قنابل زنة كل منها 2000 رطل على مخيم للنازحين في منطقة المواصي في غزة في يوليو الماضي مما أسفر عن استشهاد 90 مدنيا على الأقل، وقد حدث ذلك بفضل السلاح وقطع الغيار البريطاني للحفاظ على أسطول إسرائيل العسكري في حربها في غزة، ووفق قرار محكمة بريطانية فإنه لا يمكن منع وصول قطع الغيار الخاصة بالمقاتلة إلى إسرائيل إلا عبر تعليق المملكة المتحدة لجميع صادراتها لبرنامج مقاتلات «F-35»، وهذا ما رفضته الحكومة معتبرة ذلك تهديد للأمن والسلام الدوليين.