■ عراقيل سياسية ما زالت تؤخر ولادة الحكومة اللبنانية


مع انتظار اللبنانيين تاريخ 18 الجاري وهو الموعد المحدد لانسحاب إسرائيل من لبنان وسط مخاوف من عدم التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل يواصل الجيش الإسرائيلي اعتداءاته على العديد من البلدات الحدودية في جنوب لبنان، سواء بتخريب البنية التحتية أو القيام بتفجيرات تستهدف المنازل والمنشآت المدنية. وفي هذا الإطار، أقدم الاحتلال على جرف عدد من المنازل ومباني الحارة الشرقية الشمالية لبلدة يارون في محاولة فاشلة لترهيب الأهالي.

واقدم الجيش الإسرائيلي خلال فترة وقف النار على هدم الكثير من المباني التي لم تطالها الحرب وعمد إلى تجريف بعضها أو تفخيخه وتفجيره واستهدفت حركة التجريف الواسعة في بلدة يارون المنازل التي كان يتحصن بها جيش العدو خلال الأيام الماضية، ولعل الأمر مرتبط باستكمال الانسحاب من هذه المنطقة واستكمال انتشار الجيش اللبناني من الجزء الغربي للبلدة باتجاه الجزء الشرقي، خاصة أن بلدة يارون قد أصبحت مقسومة إلى نصفين؛ حيث يتمركز الجيش اللبناني في النصف الغربي، بينما يتمركز جيش العدو الصهيوني في النصف الشرقي.

وفي العديد من القرى، تعمل الحفارات والآليات على رفع الركام والبحث عن جثامين الشهداء، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت بسياسة منع هذه المحاولات من خلال استهداف جميع الجرافات والآليات والحفارات، حتى الآليات الصغيرة. واليوم في بلدة الطيبة، تم استهداف هذه الآليات بالصواريخ والمسيرات.
ويتحضر الجيش اللبناني للدخول الى مركز “سرية الجيش” المعزولة منذ 10 ايام في بلدة عيترون جنوبي لبنان على الحدود مع فلسطين المحتلة، بهدف فتح الطريق العام وتأمين محيطه بعد اقفالها من قبل الجرافات الإسرائيلية، وفي مرحلة لاحقة للانتشار في البلدة بعد الانسحاب الاسرائيلي منها.


   - تحديات سياسية
على الصعيد السياسي لا تزال خطوة انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهوريّة اللّبنانيّة وتكليف القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة تصطدم بتحدياتٍ معقّدة، وسط تضارب السّيناريوهات حول ظروف تشكيل الحكومة العديدة وشكلها، مع استمرار الخروقات الإسرائيليّة لاتفاق وقف إطلاق النار كما لا تزال مشاورات تشكيل الحكومة تصطدم بعراقيل سياسيّة تعكس تضارب المصالح بين القوى اللبنانية المختلفة. وقد أشار رئيس جهاز «العلاقات الخارجيّة» في «القوّات اللّبنانيّة» الوزير السّابق ريشار قيومجيان إلى أن تشكيل الحكومة ليس مجرد مسألة توزيع حقائب، بل يجب أن تكون حكومة إنقاذ تحمل مشروعًا إصلاحيًا وسياديًا منسجمًا مع خطاب القسم الرئاسي. وأكد أن «القوات اللبنانية» تطالب بتمثيل وازن داخل الحكومة، متسائلًا عن سبب إقصائها عن الحقائب السّياديّة على مدى العقدين الماضيين رغم كفاءتها في العمل الوزاريّ.