■ تطوير العلاقات الاقتصادية وتكثيف اللقاءات على مستوى رجال الأعمال
■ أذربيجان جسر للتعاون بين قطر ودول آسيا الوسطى
■ نخطط لإطلاق مبادرات جديدة في عدة مجالات لمصلحة الدولتين
■ فرص للاستثمار القطري في مجالات واعدة كالزراعة والسياحة
■ مناخ الاستثمار مساعد لرجال الأعمال القطريين لتأسيس مجموعة من المشاريع
■ 5 ملايين دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2024
■ نسعى إلى جذب عدد أكبر من السياح القطريين
أكد سعادة السيد يالتشين رافييف، نائب وزير خارجية جمهورية أذربيجان، حرص بلاده على تطوير العلاقات مع دولة قطر وفتح آفاق أرحب للتعاون في عدد من المجالات، منوها في حوار مع الشرق إلى وجود عدد مهم من فرص وآفاق التعاون.
وقال إننا نركز على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بالنظر الى ان حجم التبادل التجاري الحالي لا يرتقي لمستوى العلاقات الجيدة والصداقة التي تجمع البلدين. ونركز على تكثيف الاجتماعات واللقاءات على مستوى رجال الأعمال ومجالس الأعمال واللجان المشتركة، ونهتم بتطوير العلاقات بين الدولتين في مجال الطاقة المتجددة والزراعة والسياحة.
وثمن نائب وزير الخارجية بجمهورية أذربيجان جهود دولة قطر لوقف إطلاق النار في غزة ودورها في الوساطة لفض النزاعات في المنطقة. وشدد سعادته على دعم بلاده للحكومة الجديدة في سوريا وثقتها في أنها قادرة على إدارة البلاد ولم شمل جميع الأطراف لما فيه مصلحة سوريا. ودعا المجتمع الدولي لدعم الحكومة السورية الجديدة. كما تطرق نائب وزير خارجية جمهورية أذربيجان إلى علاقة بلاده مع أرمينيا والعمل على توقيع اتفاقية السلام بين البلدين وإعادة ترسيم الحدود بينهما حتى تعود العلاقات إلى طبيعتها.
كما تحدث سعادته عن علاقات بلاده بروسيا وتركيا وموقفه حول عدد من القضايا.. وفيما يلي نص الحوار الذي جرى على هامش زيارته للدوحة حيث ترأس الجانب الأذربيجاني في الجولة الخامسة للمشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في دولة قطر وجمهورية أذربيجان.
ما أبرز القضايا والمواضيع التي تمت مناقشتها خلال جلسة المشاورات السياسية بين قطر وأذربيجان؟
يتم عقد المشاورات السياسية بين دولة قطر وجمهورية أذربيجان على مستوى وزارتي خارجية البلدين مرة كل سنة، واجتماعنا كان فرصة مهمة لمناقشة القضايا والمواضيع التي تهم كلا الجانبين، حيث بحثنا العلاقات التجارية والفرص الاقتصادية الممكنة بين الدولتين وتم الاتفاق على التحضير للاجتماع القادم.
- اجتماعات مكثفة
ما أهم إمكانيات وفرص التعاون بين قطر وأذربيجان ؟
نركز على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية لأن حجم التبادل التجاري لا يرتقي لمستوى العلاقات الجيدة والصداقة التي تجمع بين البلدين. ونركز على تكثيف الاجتماعات واللقاءات على مستوى رجال الأعمال ومجالس الأعمال واللجان المشتركة، ونهتم بتطوير العلاقات بين الدولتين في مجال الطاقة المتجددة. وأعتقد أن هناك فرصا وآفاقا للتعاون ليس فقط على مستوى البلدين بل أوسع في الاقليم حيث يمكن أن نكون جسرا للتعاون بين قطر ودول آسيا الوسطى. كما نخطط لإقامة مبادرات جديدة مشتركة في المستقبل لمصلحة الدولتين. نتمنى أن تتعزز العلاقات بين البلدين في كل المجالات بين قطر وأذربيجان خلال المرحلة المقبلة، كما نعمل بشكل جدي لتطوير العلاقات الاقتصادية بين أذربيجان وقطر، وهناك حرص من الحكومة في أذربيجان على فتح آفاق أوسع للعمل المشترك في عدد من المجالات.
- فرص متنوعة
ذكرتم أن العلاقات السياسية جيدة بين البلدين، وهناك سعي لتعزيز التعاون في مجالات متعددة بما فيها الطاقة المتجددة، ما هي أبرز الفرص أمام رجال الأعمال القطريين للاستثمار في أذربيجان؟
الأولوية في الاستثمار مخصصة للطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية، الرياح) الى جانب وجود فرص متنوعة للاستثمار في مجالات واعدة كالزراعة والسياحة. بالنسبة لرجال الأعمال القطريين هناك فرص عديدة للاستثمار في أذربيجان، لدينا مساحات وأراض محررة، فبعد 30 سنة عادت لنا مجموعة من الأراضي الأذربيجانية والان يمكن الاستثمار في البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية في هذه المناطق.
- رفع التبادل التجاري
ما هي التسهيلات والتشريعات التي تقدمها أذربيجان لتشجيع المستثمر القطري ؟
هناك مجموعة من القوانين والتشريعات المشجعة على الاستثمار في بلادنا. ومناخ الاستثمار مساعد لرجال الأعمال القطريين لتأسيس مجموعة من المشاريع في عدد من المجالات المهمة.
ما حجم التبادل التجاري بين البلدين وهل هناك أرقام معينة تطمحون للوصول إليها ؟
وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2024 إلى 5 ملايين دولار وهو حقيقة رقم لا يرتقي لطموحات البلدين ولا يترجم العلاقات السياسية الجيدة التي تجمع قطر وأذربيجان. ونحن نعمل على تطوير هذا الرقم بشكل جدي، ليس لدينا أرقام معينة نريد الوصول إليها لكننا نطمح الى توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في ظل وجود فرص وإمكانيات مشتركة كبيرة.
ما أهم الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في نهاية الجولة الرابعة للمشاورات السياسية بين البلدين ؟
اتفقنا على عقد اجتماع ثان للجنة المشتركة بين الدولتين حيث إن آخر اجتماع لها كان عام 2021، ونتوقع أن يتم عقد اجتماع اللجنة المشتركة وتوقيع الاتفاقيات قبل زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المتوقعة هذه السنة إلى أذربيجان. كما اتفقنا على عقد اجتماعات بين رجال الأعمال من البلدين لبحث فرص الاستثمار والتعاون في عدد من المجالات.
- السياحة والطاقة
تتمتع أذربيجان بمؤهلات سياحية كبيرة ما هي التشجيعات التي تقدمونها للسائح القطري ؟
نعم تعد بلدنا وجهة مهمة للسياح ولدينا الكثير من المناطق السياحية الرائعة والعروض المختلفة. السنة الماضية زار نحو 2500 قطري أذربيجان وهناك فعاليات وأماكن جميلة في أذربيجان تلبي ذوق السائح القطري. ونسعى إلى العمل على جذب عدد أكبر من السياح القطريين لزيارة بلادنا والتمتع بالطبيعة والتراث الأذربيجاني.
تعد قطر للطاقة اليوم واحدة من الشركات الكبرى التي تستثمر وتنقب عن الطاقة في مختلف دول العالم، ما هي الفرص الموجودة لقطر للطاقة في أذربيجان؟
لدينا فرص للاستثمار في الطاقة المتجددة يمكن لقطر للطاقة التعاون معنا في هذا المجال. كما أن هناك مشاريع مشتركة تجمع بين شركة النفط الاذربيجاني وقطر للطاقة. كما نعمل على ترتيب لقاءات رجال الأعمال بين الدولتين لمناقشة آفاق المستقبلية للتعاون في مجال الطاقة والطاقة المتجددة.
في المجال الدفاعي شاركت قطر في تدريبات أقيمت في أذربيجان، ما هي الفرص المتاحة للتعاون في المجال الدفاعي؟
نعم بالتأكيد لدينا تعاون في مجال التعليم والتدريب الدفاعي بين البلدين. كما نملك صناعة دفاعية مهمة وهناك تواصل في هذا المجال بين قطر وأذربيجان للمزيد من التعاون.
- وقف إطلاق النار
من المؤكد أنكم تتابعون العدوان في غزة خلال الفترة الأخيرة، أخيرا توقف هذا العدوان بوساطة قطرية مع شركاء آخرين، كيف تنظرون إلى دور قطر في حرب غزة والتوصل إلى حل لوقف العدوان ؟
أريد أن أقول إن أذربيجان من بداية الحرب في غزة كانت تنادي بوقف إطلاق النار ونحن ضد الحرب، وفي الفترة الأخيرة أرسلنا المساعدات الإنسانية للقطاع ونقدر عاليا جهود دولة قطر لوقف إطلاق النار في غزة.
هل تتوقعون استمرار وقف إطلاق النار أم العودة مجددا إلى العدوان على غزة من قبل إسرائيل ؟
مع وصول ترامب للحكم شهدنا عددا من المبادرات لوقف الحرب في المنطقة، على غرار الهدنة في غزة والعمل على وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب الحكم الانتقالي في سوريا، وانا أعتقد أن الهدوء في المنطقة سيستمر وسط تواصل جهود الوساطة من قبل عدد من الدول كدولة قطر الذي نثمن جهودها لفض النزاعات ووقف الحرب بطرق سلمية.
- إنهاء الحروب
هل أنتم متفائلون بعودة ترامب للبيت الأبيض في الولايات المتحدة الأميركية وهل تجدون أن وجوده سيحل عددا من الأزمات في العالم؟
أعتقد أن عودة ترامب الى السلطة مرة ثانية سيكون لها أثر مختلف على القضايا حول العالم. كما تعلمون ترامب رجل أعمال ويعالج الأمور من منظور العلاقات الاقتصادية وهذا التوجه العقلاني يمكن أن يؤدي إلى وقف الحرب وإنهاء النزاعات في العالم لصالح السلام والتنمية، ونحن ننتظر مزيدا من حل الازمات ولدينا انطباعات إيجابية من حكومة ترامب الجديدة.
- دعاة سلام
أعود إلى علاقات أذربيجان في الإقليم، بالرغم من أنها استعادت أراضيها من أرمينيا، لكن إلى الآن هناك حالة من عدم الاستقرار في العلاقات مع أرمينيا، ما هي الأسباب التي لا تزال تؤثر على اقامة علاقة سليمة بين الجانبين؟
العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا تمر بثلاث مراحل، المرحلة الأولى تتمثل في توقيع اتفاقية السلام بين الدولتين، حاليا تمت المناقشة لـ95% من بنود اتفاقية السلام بين الدولتين ولم يتبق إلا 5% والتي تتلخص في ضرورة تعديل جمهورية أرمينيا لدستورها والاعتراف بأن الأراضي المحررة تعود لأذربيجان. نأمل أن تتحمل أرمينيا مسؤوليتها ويتم أخيرا التوقيع على اتفاقية السلام. المرحلة الثانية تتعلق بإعادة ترسيم الحدود بين البلدين وهناك لجنة مشتركة خاصة تناقش ترسيم الحدود بين الدولتين بعد الحرب. أما المرحلة الثالثة بعد ترسيم الحدود وتوقيع اتفاق السلام فسيتم فيها فتح قنوات الاتصال والتعاون بين البلدين بشكل عادي.
علاقاتكم مع إيران رغم انها تاريخية وعميقة لكنها تعاني من توتر ما هي أسباب الخلاف بينكم ؟
طبعا تجمعنا علاقات تاريخية وثقافية مع إيران، حتى الان لا نعرف موقف الحكومة الإيرانية الجديدة من إعادة إدارة العلاقات بين البلدين والمحافظة على حسن الجوار بين الدولتين.
لكن الرئيس الايراني السابق كان له زيارة لبلادكم وتحدث عن مشاريع مشتركة ؟
ذربيجان تلتزم دائما بالتعهدات الموجودة بين الدولتين وقد اتفقت من قبل على مشاريع مشتركة مع إيران يتم تنفيذها أما فيما يخص المشاريع المشتركة في المستقبل، فسيتم عقد اجتماع اللجنة المشتركة الأذربيجانية الإيرانية قريبا وستكون هناك فرص للعمل والتعاون المشترك في المستقبل.
بالنسبة لروسيا نعرف أنه في فترة خلافكم مع أرمينيا كانت تقف إلى صفها، اليوم موسكو قوة كبيرة، كيف تنظرون لفرص تحسين العلاقة بينكم في المستقبل ؟
نعم في فترة الحرب كانت روسيا مساندة لأرمينيا، ولكن عند استرجاع أراضينا روسيا غيرت سياستها وفي الفترة الأولى، كانت قوات السلام الروسية موجودة على الأرض وهذا كان ضروريا للمحافظة على الأمن. لدينا حدود مع روسيا وتجمعنا علاقات تاريخية طويلة ونعمل على حل أي خلفات أو توترات عبر القنوات الدبلوماسية.
- علاقات قوية
تجمعكم علاقات قوية مع تركيا تجاوزت العلاقات الجيدة إلى تحالف وكان لأنقرة دور أيضا في دعم أذربيجان، علاقاتكم المستقبلية مع تركيا إلى أين تتجه ؟
تجمع بين تركيا وأذربيجان علاقات أخوية تاريخية قوية وإستراتيجية وهناك تعاون مشترك في كافة المجالات مع أنقرة. يمكن القول إن العلاقات بين تركيا وأذربيجان لا مثيل لها في العالم كله، نتوافق في السياسة الخارجية وتجمعنا نفس الأهداف المشتركة، وعلى سبيل المثال في الملف السوري بعد زيارة وزير الخارجية التركي لدمشق قمنا بزيارة مماثلة ولدينا نفس التوجه فيما يخص قضايا المنطقة.
بما أنكم أتيتم على ذكر سوريا، سعادتكم قمتم بزيارة دمشق، ما هو موقفكم من النظام الجديد في سوريا ؟ وما هي آفاق التعاون مع النظام الجديد في سوريا؟
نعد من أولى البلدان التي قامت بزيارة رسمية لدمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد وأكدنا دعمنا للسلطة الجديدة في سوريا. ونحن متأكدون أن النظام الجديد في سوريا له قدرة على إدارة البلاد ولم شمل جميع الأطراف لما فيه مصلحة سوريا. وندعو المجتمع الدولي لدعم الحكومة السورية الجديدة لتحقيق مصلحة الشعب السوري. أعتقد أن هناك فرصا وآفاقا لتطوير العلاقات بين الدولتين وعلى مستوى المنطقة والعالم.