إيماناً من "الشرق" بدعم إبداعات الصغار، تنشر قصتين لطفلين، نتاجاً لورشة «أتخيل وأكتب»، التي قدمتها الكاتبة العمانية بدرية البدري، في الدوحة.

 

في يوم من أيام الشتاء الباردة خرجت من المنزل لألعب مع أصدقائي، لكن قبل أن أخرج أخبرتني أمي ألا أنسى معطفي، ولكني انزعجت وأجبتها بغضب: أنا لا أحب ارتداء المعطف يا أمي، إنه يجعل العرق ينزل من جبهتي كالشلال. أجابتني أمي بهدوء: يا ابنتي إن الجو اليوم بارد جدا وستمرضين إذا لم ترتديه، وأيضا يجب عليك أن تشكري الله على نعمة المعطف فليس كل الأطفال لديهم معاطف. أصبح شكلي مثل البركان من الغضب، وشعرت أنني أريد إحراق كل ما حولي، ودون أن أهتم بكلام أمي خرجت من المنزل دون ارتداء معطفي. في الخارج وجدت جميع أصدقائي يرتدون معاطفهم، وكنت الوحيدة بينهم التي لم ترتدِ معطفها، ولكني لم أهتم وشاركتهم اللعب. لم يدم الأمر طويلا، وما هي إلا خمس دقائق حتى بدأت أشعر بالبرد، وبدأ جسمي بالارتجاف بشدة، وتلونت أطراف أصابعي باللون الأزرق.
شعرت بالندم يأكلني وقلت: ليتني سمعت كلام أمي وارتديت معطفي ولم أعاند كعادتي عندما تطلب مني فعل أي شيء لا أرغب بفعله. أصابني البرد بالمرض، وقضيت عدة أيام في فراشي، أنظر من النافذة إلى أصدقائي وهم يلعبون وأنا غير قادرة على مشاركتهم اللعب والضحك.
وعدت نفسي منذ ذلك اليوم أن أسمع كلام أمي، وأن أشكر الله على نعمه، واعتذرت من أمي على أسلوبي غير اللائق معها، ولكنها أخبرتني أنها لم تغضب مني لأنها تحبني، وأنها تدعو الله دائماً بأن يهديني وأن أصبح أفضل الفتيات على الإطلاق، فعرفت أن أمي أكبر نعمة أحمد الله عليها.