يعد مركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "إرسيكا" في إسطنبول بتركيا أول مركز ثقافي وجهاز فرعي لمنظمة التعاون الإسلامي تأسس عام 1979، ليركز على المبادئ الأكاديمية المختلفة المتعلقة بتاريخ البلدان الإسلامية، والفنون والعلوم في الإسلام، بجانب الثقافة والحضارة الإسلامية.
ويضم المركز عشرات الآلاف من المجلدات بأكثر من خمسين لغة، بالإضافة إلى مكتبة تحتوي على آلاف المخطوطات في مختلف العلوم كالفلسفة والفيزياء والطب والهندسة والتاريخ وغيرها.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمود أرول قليج المدير العام لمركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "إرسيكا"، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن من أهم أهداف المركز العمل على إتاحة فرص التعاون بين المؤرخين والكتاب المسلمين، ونشر الأبحاث الإسلامية بمختلف اللغات، والسعي إلى تصحيح الأخطاء الواردة في بعض مناهج التعليم ببعض بلدان العالم الإسلامي توحيدا للتاريخ الإسلامي.
وقال المدير العام لـ"إرسيكا" إن المركز يقوم على وضع خطة لتبادل الدراسات والمخطوطات الخاصة بالفن والتاريخ والثقافة الإسلامية بين المؤسسات، وتنظيم المؤتمرات والندوات بإحدى الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، مشيرا إلى أن المركز أنجز العديد من الدراسات والأبحاث المهمة التي تتصل بقضايا الأمة الإسلامية، ومنها وثيقة بالغة الأهمية تتضمن وثائق الأوقاف والأملاك التي تخص المسلمين في فلسطين في مختلف العصور، إلى جانب تحقيقها وبيان مواقعها في الوقت الحاضر.
ومن جانبه، تطرق إسماعيل ياغجي، مؤرخ تركي، إلى الأهداف المنشودة من وراء تأسيس "إرسيكا"، وفي مقدمتها إجراء البحوث والدراسات الخاصة بإعادة إحياء التراث التاريخي والفني والثقافي الإسلامي، وعمل الدراسات والأبحاث الخاصة بالعمارة الإسلامية المميزة والدراسات والأبحاث الخاصة بالآثار الإسلامية، ونشر الوعي لدى المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية بخصوصها.
وقال ياغجي إن المركز يعمل على إجراء مشاريع تطبيقية للمجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية، خاصة الفنون اليدوية الإسلامية، فضلا عن تدعيم التعاون بين الدول الإسلامية بعضها البعض، من ناحية، وكذلك تطوير علاقاتها مع الدول غير الإسلامية، على أساس التعاون والمحبة التي تدعو إليها القواعد والمبادئ الإسلامية.
واوضح أن أنشطة مركز "إرسيكا" تتعلق بالبحوث والنشر وإقامة المؤتمرات والمهرجانات والمسابقات المعمارية والفنية، ولكونه إحدى الوكالات الدولية النادرة إن لم يكن الوكالة الوحيدة المكلفة بمجالي "التاريخ" و"الفنون"، فقد نظم المركز خلال السنوات الماضية العديد من الفعاليات في عدد كبير من دول العالم الإسلامي.كما يقوم المركز بطباعة القرآن الكريم وفق طريقة كتابته في القرن الأول الهجري، وينظم أنشطة دورية ومسابقات على المستويين المحلي والدولي، ويعمل على حصر ترجمات معاني القرآن الكريم بمختلف اللغات في أنحاء العالم؛ بهدف جمع التراث الإسلامي، للتعريف بتاريخ انتشار الإسلام في جميع أنحاء العالم، بجانب تعريف الشعوب الإسلامية بهذه المعاني .
وأشار المؤرخ إلى أن مركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية يسعى لإنجاز مشاريع للحفاظ على التراثين المعماري والمكتوب، وكذلك إصدار أول موسوعة إسلامية للإبداعات الفنية في العديد من الدول الإسلامية الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، حيث تضم الموسوعة 464 صفحة باللغة الإنجليزية و73 صفحة باللغة الفرنسية.وتحتوي على 134 صورة ملونة لقطع حرفية تشمل فنون الزخرفة الهندسية والنباتية للجدران والأسقف والحفر على الخشب والتخريم وقطع الموزاييك، ولوحات الصدف، إلى جانب لوحات الزجاج المعشق وأخرى تعكس إبداعات الخزف والفخار، وإبراز جماليات الحرف الجلدية والأخرى النسيجية، بجانب نفائس السجاد وجمال إتقانه.