تنتشر تفاصيل الموروث القطري بشكل ملحوظ في جميع مجمعات التسوق الكبرى، وفي معظم المنتجات المحلية من أغذية وتذكارات وهدايا وملابس وسلال ومجسمات للضيافة إلى جانب تزيين واجهات الجلسات الشعبية والقعدات الأرضية وفرشات الجلوس بخيوط التطريز وأشغال السدو المعبرة عن روح الماضي وأصالته.
ففي الأسواق القديمة تزدحم ممراتها ودهاليزها الضيقة بالمتسوقين الذين يبحثون عن البهارات والتذكارات الرمضانية، ويشترون الأدوات المنزلية لتجديد مطابخهم ولقاءاتهم حول الموائد من قدور وأطباق مزخرفة ومداخن ومباخر بتشكيلات الزهور المبهجة وأرفف الطبخ وعربات ومفارش الطعام.
وقد سيطرت الأشغال اليدوية والمطرزات التي تحيكها النساء من مفارش ومساند وقعدات أرضية وملابس الأطفال وأغطية الطعام وصواني الشاي والقهوة والضيافة على أذواق مرتادي السوق.
وتحرص العائلات على شراء الجفران وأشغال الخوص والقش وهي بأشكال صوانٍ دائرية أو عربات طعام أو سلال مزخرفة باللون الأحمر والأسود والبني والأصفر والأبيض التي تستهوي الأسر، وكثيرون يقتنون السلال وأشغال الخوص لتزيين بيوتهم بأركات تراثية في مجالسهم أو وضعها كتذكارات رمضانية.
قال السيد عبد الرحمن السنيدي باحث في التراث وصاحب متحف الحاسب الآلي لـ الشرق: إنّ انتشار التراث القطري في جميع مناحي الحياة اليومية وتفاصيلها يؤكد قيمة هذا الموروث وأصالته في المجتمع لأنه يتواصل مع المحيط الاجتماعي جيلاً بعد جيل، وهو صورة معبرة ومحكية عن تاريخ الأولين وحياة البساطة التي بنت حضارة اليوم.
وأضاف أنّ الموروث يأتي بأشكال وألوان زاهية ملؤها التفاؤل والفرحة والبهجة، في الملابس التقليدية والأكلات وجلسات الفرجان وفي أشكال الحلويات والأكلات الشعبية، وفي زخرفة دلال القهوة والشاي والتعليقات والميداليات والصور القديمة.
وأشار إلى أنّ رمضان فرصة للتعريف بالتراث ونقله للأجيال وللزوار وسرد تاريخه وقيمته للآخرين.
وقال إنّ أصحاب الأعمال والتجار يستفيدون من التراث الجميل المعبر في الإعلان عن مبيعاتهم بطرق متعددة ومغرية، مضيفاً أنّ الحفاظ على الموروث بكل تفاصيله ضرورة ليبقى صامداً للأجيال.
وأضاف أنّ سرد التراث لا يقتصر على المبيعات التجارية إنما تنشط المؤسسات في إقامة الفعاليات الثقافية التي تحكي قصص الإيثار والتهادي بين الجيران وحكايات الفرجان، التي تصور لقاءات الإفطار الرمضاني وجلسات الكبار والصغار في المجالس، ودروس الذكر والتدبر في ليالي رمضان الكريم.