تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطاب أمام الكونغرس (الهيئة التشريعية)، بإعادة بناء الاقتصاد الأمريكي وتعزيز الأمن القومي، مؤكدا أن بلاده تمر بمرحلة "نهضة جديدة" في مختلف المجالات، كما أعلن عن تقدم في مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا، مشيرا إلى أن كييف مستعدة للتوقيع على اتفاق يتعلق بالمعادن النادرة مقابل الدعم الأمريكي.
وذكر خلال خطابه المشابه لخطاب حالة الاتحاد السنوي أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبلغه، عبر رسالة رسمية، باستعداد كييف للعودة إلى طاولة المفاوضات مع موسكو، والتوقيع على اتفاقية المعادن النادرة مع واشنطن، والتي ستمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى الموارد الأوكرانية مقابل الدعم الأمريكي. وقال ترامب: "حان الوقت لإنهاء هذه الحرب العبثية"، مؤكدا أن التفاوض مع الطرفين ضروري لتحقيق السلام.
وأشار إلى أن "أمريكا عادت بقوة"، لافتا إلى أن إدارته أطلقت "أوسع حملة لمكافحة الهجرة غير الشرعية في تاريخ الولايات المتحدة"، مطالبا الكونغرس بتمويل عمليات الترحيل واستكمال بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، مؤكدا أن "عصابات المخدرات تشن حربا على أمريكا، وحان الوقت لأمريكا لشن حرب على العصابات".
وعلى الصعيد الاقتصادي، ألقى ترامب باللوم على إدارة الرئيس السابق جو بايدن في ارتفاع معدلات التضخم، كما دافع عن سياساته التجارية، مشددا على أن "أمريكا ستفرض رسوما جمركية على أي دولة تفرض قيودا على صادراتها"، لافتا إلى أن بلاده رفعت الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى 20 بالمئة، كما فرضت ضرائب بنسبة 25 بالمئة على الواردات من المكسيك وكندا، مما دفع هذه الدول إلى الإعلان عن إجراءات انتقامية.
وفيما يخص السياسة الخارجية، شدد ترامب على ضرورة استعادة ما وصفه بـ"السيادة الأمريكية"، معلنا عن قرارات تتعلق بإعادة تسمية بعض المواقع الاستراتيجية، وإنهاء القيود البيئية التي "أضعفت الاقتصاد الأمريكي"، بالإضافة إلى إلغاء التفويضات الخاصة بالطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
وجدد ترامب التعبير عن رغبته بأن تسيطر بلاده على غرينلاند، مؤكدا لسكان الإقليم الدانماركي المتمتع بحكم ذاتي أن الولايات المتحدة "ستحافظ على سلامتكم". كما أعلن أن بلاده باشرت "استعادة" قناة بنما، كاشفا أنه "من أجل تعزيز أمننا القومي بشكل أكبر، سنستعيد إدارة قناة بنما، وقد بدأنا بالفعل في القيام بذلك. نحن نستعيدها".
من جهة أخرى، قاطع عدد من المشرعين الديمقراطيين الخطاب، فيما قرر أعضاء بارزون في الحزب الديمقراطي، من بينهم السيناتور كريس ميرفي وبريان شاتز، عدم حضور الجلسة. ومن المتوقع أن تقدم السيناتور الديمقراطية إليسا سلوتكين، التي شغلت سابقا مناصب في البنتاغون والبيت الأبيض، الرد الرسمي للحزب الديمقراطي على خطاب ترامب.