■ قطر لديها طريقتها الفريدة في جعلك تشعر بالترحاب الدائم
■ الرحلات المباشرة بين الدوحة وطشقند أحدثت فارقا ملحوظا
■ زيارة رئيس الوزراء لطشقند وضعت الأساس لتعزيز التعاون
■ توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية تجسيد للطموح المشترك
■ اللجنة القطرية-الأوزبكية المشتركة تدفع التعاون الاقتصادي
أكد سعادة السيد أشرف خوجاييف سفير جمهورية أوزبكستان لدى الدولة أن هناك بداية فصل جديد في الشراكة القطرية الأوزبكية والمشاريع واللقاءات الثنائية المستمرة سترسم ملامح تعاون مستقبلي لسنوات قادمة. وقال سعادته في تصريحات خاصة لـ»الشرق»: «إذا كان هناك شيء واحد تعلمته خلال وجودي هنا، فهو أن أوزبكستان وقطر تربطهما صلة طبيعية وعميقة. ثقافاتنا، رغم اختلافها، تقوم على قيم مشتركة: الاحترام، التقاليد، وروح المجتمع القوية. الإنجازات التي حققناها هذا العام ليست سوى البداية، وهناك الكثير مما يمكننا تحقيقه معًا. وأضاف: «على المستوى الشخصي، أشعر بامتنان عميق ولدي تقدير خاص لقطر، ليس فقط بصفتي دبلوماسيًا، بل كشخص محظوظ بتجربة كرم شعبها.
أتطلع لرؤية شراكتنا تستمر في النمو، جالبةً معها فرصًا جديدة، وفهمًا أعمق، وصداقات دائمة بين بلدينا.» وأوضح السفير أشرف خوجاييف أن العلاقات بين أوزبكستان وقطر حققت تقدما مهما خلال السنة الماضية، وكانت أبرز محطات التعاون توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في أبريل، موضحا أنها لم تكن مجرد وثيقة، بل التزام بمستقبل مشترك، حيث وضعت الأساس لتعزيز التعاون في مختلف القطاعات، لقد كانت لحظة تاريخية وخطوة بالغة الأهمية جسّدت الثقة المتبادلة والطموح المشترك بين البلدين.
وأبرز سعادته أن فترة عمله كأول سفير لأوزبكستان في قطر شهدت العديد من الإنجازات من أبرزها إطلاق رحلات مباشرة بين الدوحة وطشقند عبر الخطوط الجوية القطرية في يونيو، وهو ما أحدث تغييرًا وفارقا كبيرًا، إذ قرّب بين العاصمتين وسهّل فرص الأعمال والسياحة والتبادل الثقافي. وقال السفير خوجاييف: «عندما وصلت إلى قطر لأول مرة، تأثرت بكرم شعبها وانفتاحهم، وأردت أن يحظى المزيد من الأوزبكيين بهذه التجربة مباشرة. وبالمثل، أردت أن يكتشف القطريون روعة أوزبكستان، من معمار سمرقند وبخارى وخيوة المذهل إلى شوارع طشقند النابضة بالحياة.»
- تعاون تجاري
كما لفت سعادته إلى أن انعقاد الدورة الأولى للجنة القطرية-الأوزبكية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني في الدوحة في نوفمبر. لم يكن مجرد اجتماع رسمي، بل نقاش حيوي ومستقبلي بمشاركة وزارات وجهات حكومية ورجال أعمال من الجانبين، مشددا على أن أوزبكستان توفر مناخًا استثماريًا مستقرًا وإمكانات هائلة، وهناك حرص على رؤية المزيد من الشركات القطرية في السوق الأوزبكستاني. ولفت سعادته إلى أن الاهتمام من المستثمرين القطريين كان مشجعًا للغاية، وقال: «أنا واثق بأننا في بداية فصل جديد في شراكتنا الاقتصادية الحوارات التي نجريها اليوم سترسم ملامح تعاوننا المستقبلي لسنوات قادمة.»
- تبادل ثقافي
وبين السفير أن من اللحظات الملهمة بشكل خاص زيارة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني إلى أوزبكستان في أكتوبر لحضور مؤتمر الاقتصاد الإبداعي في طشقند، مبرزا أن الزيارة جلبت طاقة وأفكارًا مذهلة وأكدت على دور الإبداع والابتكار في تشكيل المستقبل وكانت دليلًا إضافيًا على أهمية الدبلوماسية الثقافية في تعزيز علاقاتنا. وأوضح سعادته أنه على الصعيد الثقافي، كان عام 2024 استثنائيًا. بدأ بـأيام الثقافة الأوزبكية في الدوحة خلال فبراير، والتي لاقت حفاوة كبيرة، كان من الرائع رؤية الجمهور القطري يتفاعل مع الفنون والتقاليد الأوزبكية. ثم في أكتوبر، تم استضافة أيام الثقافة القطرية في أوزبكستان، حيث استمتع الشعب الأوزبكي بالتراث والتقاليد والمأكولات القطرية.. وأضاف: «لم تكن هذه مجرد فعاليات، بل جسورًا تربط القلوب والعقول». وأوضح أن التأثير الثقافي كان رائعًا وساهم في تزايد عدد السياح بين البلدين، حيث يسعى كل طرف لاكتشاف ثقافة الآخر. واختتم السفير خوجاييف:» ما يلفت انتباهي هو مدى طبيعية هذا الترابط. أوزبكستان معروفة بكرم الضيافة الأسطوري، لكن عليّ أن أقول إن لقطر طريقتها الفريدة في جعلك تشعر وكأنك في وطنك. منذ اليوم الأول، شعرت بالترحاب، وهذا الشعور يتزايد يومًا بعد يوم.»