يحتفل سوق واقف والمراكز الشبابية في مختلف أنحاء الدولة مساء اليوم بليلة القرنقعوه، التي توافق ليلة الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، وذلك عبر تنظيم مجموعة من الفعاليات التراثية والثقافية التي تعكس أهمية هذه المناسبة في الذاكرة الشعبية، حيث تحرص المراكز على إحياء هذه الليلة من خلال توزيع أكياس القرنقعوه على المشاركين من الأطفال واليافعين، إضافة إلى إقامة أنشطة ترفيهية وتثقيفية تهدف إلى تعزيز الوعي بالتراث المحلي وترسيخ العادات والتقاليد التي تناقلتها الأجيال جيلا بعد آخر.
وفي إطار الاستعدادات، قام العديد من المراكز بتجهيز أجواء احتفالية مميزة تتضمن عروضا شعبية وفقرات غنائية لأهازيج القرنقعوه التي يرددها الأطفال خلال جولتهم لجمع المكسرات والحلوى، كما تشمل الفعاليات أعمالا فنية وحرفية تهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة بالموروث الشعبي وأهميته في تعزيز الهوية الوطنية.
ولا يقتصر الاحتفال بليلة القرنقعوه على الترفيه فقط، بل يحمل رسالة ثقافية واجتماعية تعزز روح التواصل بين الأجيال، حيث كان السابقون يحتفلون بهذه الليلة بالحفاوة نفسها التي نراها اليوم، وهو ما يعكس حرص المجتمع الحفاظ على هويته التراثية.
وفي كل عام مثل هذه الأيام تشهد الفعاليات حضورا كبيرا من العائلات والأطفال الذين يتجهون إلى المواقع التي تحددها الجهات المختلفة لإقامة احتفالات القرنقعوه، خاصة أن هذه الليلة تعد من المناسبات الرمضانية المميزة التي ينتظرها الصغار بفارغ الصبر، إذ تسعى المراكز الشبابية من خلال أنشطتها إلى إدخال الفرح والسرور على الأطفال وتعزيز القيم الاجتماعية كالتعاون والتكافل بين أفراد المجتمع.
حيث سيقدم مركز شباب الدوحة فعاليات متنوعة في ليلة القرنقعوه وذلك بمجمع حياة بلازا، وتتضمن الفعاليات الألعاب المختلفة وترديد الأغاني والاهازيج الشعبية الخاصة بالمناسبة، إلى جانب الرسم على الوجه للأطفال، والحناء على اليدين للبنات، وتوزيع الهدايا واكياس القرنقعوه على المشاركين، وسط أجواء من المرح والسرور.
أما مركز الريادة للفتيات نظم ورشة عمل بعنوان «القرنقعوه بين الماضي والحاضر» تهدف إلى تعزيز التراث الثقافي ودعم الإبداع بين الفتيات، وتعد هذه الفعالية هي فرصة رائعة لإحياء التقاليد القطرية الشعبية وتعليم الجيل الجديد كيفية الحفاظ عليها.
وقالت السيدة نجلاء الهاجري رئيس مركز الريادة للفتيات: في إطار جهودنا المتواصلة لتعزيز التراث الثقافي ودعم الإبداع، حرص المركز على تنظيم ورشة عمل قدمتها المدربة المتميزة مريم السبيعي، وتعلمت المشاركات كيفية صناعة أكياس القرنقعوه، وهي جزء لا يتجزأ من هذا التقليد. لقد شهدنا تفاعلاً كبيراً من الفتيات، حيث أبدين حماسًا وإبداعًا في تصميم الأكياس، مما يعكس شغفهن بالتعلم واستكشاف تراثهن.
وأوضحت الهاجري أن مركز الريادة للفتيات يسعى دائما لتوفير بيئة تعليمية محفزة، حيث يمكن للفتيات تطوير مهاراتهن واكتشاف إمكانياتهن، حيث إنهم في المركز على ثقة بأن التراث ليس مجرد ماض يجب الحفاظ عليه، بل هو أيضا مصدر إلهام يمكن أن يستخدم في الابتكار والإبداع.
وتوجهت رئيسة المركز بالشكر لكل من ساهم في إنجاح فعاليات القرنقعوه التي أقامها، وكذلك جميع المشاركات اللاتي أضفن أجواء من المرح والتفاعل، إذ إنهم يتطلعون في المركز إلى المزيد من الفعاليات التي تساهم في تعزيز الهوية الثقافية وتمكين الفتيات.
يذكر أن ليلة القرنقعوه تعد من المناسبات التراثية العريقة التي تميز المجتمعات الخليجية، حيث يخرج الأطفال بملابسهم التقليدية في مسيرات يرددون خلالها الأهازيج الشعبية الخاصة بهذه الليلة، في تقليد اجتماعي يعكس روح الفرح والتلاحم الأسري والمجتمعي.
من جهته قال حمد حسن المهندي مدير مركز شباب الذخيرة:
حمد حسن المهندي رئيس مركز شباب الذخيرة: ليلة القرنقعوه مناسبة تراثية تعزز الهوية الوطنية والتلاحم المجتمعي، وتعد من المناسبات التراثية العريقة التي تحظى باهتمام كبير من قبل المراكز الشبابية، لما تحمله من معان اجتماعية وتراثية تعزز الهوية الوطنية والتلاحم بين الأجيال.
وأضاف: نحرص في مركز شباب الذخيرة على الاحتفال بليلة القرنقعوه سنويا من خلال تنظيم فعاليات متنوعة مختلفة وتوزيع القرنقعوه على الفرجان في منطقة الذخيرة، وذلك بهدف غرس قيم التراث والمحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة التي توارثناها عن آبائنا وأجدادنا.
وأوضح أن الاحتفالات هذا العام تتضمن أنشطة متميزة تشمل توزيع أكياس القرنقعوه، بالإضافة إلى تقديم عروض فنية وأهازيج شعبية لإحياء الأجواء الرمضانية الخاصة بهذه الليلة، وذلك بمشاركة واسعة من العائلات والأهالي الذين يحرصون على حضور هذه الفعالية التراثية المميز.
وأشار المهندي إلى أن مثل هذه الفعاليات تساهم في تعزيز روح المشاركة المجتمعية وترسيخ القيم الأصيلة في نفوس الأجيال الجديدة، وهو ما يتماشى مع أهداف المراكز الشبابية في بناء جيل واع بموروثه الثقافي وقادر على نقله للأجيال القادمة.