احتفلت العائلات القطرية بليلة القرنقعوه، حيث تعتبر هذه المناسبة الاجتماعية عادة شعبية متوارثة ينتظرها الأطفال والكبار بشغف، وقد أكدت العديد من الأمهات لـ "الشرق" حرصهن على إكمال الاستعدادات لهذه الليلة، من خلال شراء أنواع مختلفة من الحلوى والمكسرات قبل عدة أيام، وتجميعها في "الجفير" لمشاركة الأطفال فرحتهم.
كما أكدت الأمهات على حرصهن على التجمع في بيت العائلة، حيث يلتقي الأهل والأصدقاء والجيران، ويجتمع جميع أطفال العائلة، ويرتدون الملابس التقليدية ويرددون الأناشيد والأغاني الشعبية الخاصة بهذه المناسبة التراثية القديمة، مما يساهم في بث روح المودة والألفة والمحبة بينهم، خاصة وأن هذه المناسبة ينتظرها الكبار والصغار كل عام، ولها دلالات كبيرة تعزز قيم التواصل بين الأجيال، وتساهم في الحفاظ على التراث القطري، فضلاً عن أنها بمثابة تكريم للأطفال، ومكافأة لهم على صيامهم نصف رمضان، وتشجيعاً لهم على صوم باقي الشهر الفضيل.
وتعد ليلة القرنقعوه فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، حيث يجتمع الجيران والأصدقاء لتبادل التهاني والتبريكات، وتناول الحلويات والمشروبات التقليدية، كما أنها مناسبة لغرس القيم والعادات الأصيلة في نفوس الأطفال، وتعريفهم بتراثهم الثقافي الغني.


أبرز المناسبات
في البداية أكدت الوالدة أمينة البدر (أم فيصل)، على أهمية ليلة القرنقعوه، مشيرة إلى أنها من أبرز المناسبات التي يحرص القطريون على الاحتفال بها، وأن الأطفال ينتظرونها بشغف كل عام، موضحة أن الأطفال يتجمعون في منزل العائلة ويرتدون الملابس التقليدية ويحملون أكياسًا قماشية مزركشة، مرددين الأهازيج الشعبية مثل: "قرنقعوه قرنقعوه عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يا المعمورة يا أم السلاسل والذهب يا نورة عطونا من مال الله يسلم لكم عبدالله عطونا دحبة ميزان سلم لكم عزيزان يا بنية يا حبابه أبوج مشرع بابه باب الكرم ما صكه ولا حط له بوابه".
تكريم للأطفال
بدورها قالت السيدة وجيدة القحطاني، ناشطة اجتماعية، إن الاحتفال بليلة القرنقعوه يُعد تكريمًا للأطفال، من البنين والبنات، ومكافأة لهم على إتمام صيام نصف شهر رمضان، وتشجيعًا لهم على مواصلة الصيام في النصف المتبقي منه، مؤكدة على حرص الأسر القطرية على الاحتفال بهذه المناسبة في المنازل، من خلال تجمعات عائلية وأسرية، وذلك بعد الاستعداد المسبق بتحضير مختلف أنواع المكسرات والحلوى... وأوضحت أنهن قمن بعمل توزيعات القرقيعان، وتجهيزها خلال الأسبوع الذي يسبق القرنقعوه، خاصة انهم يحرصون على شراء المكسرات والحلويات قبل أيام قليلة من القرنقعوه حتى تكون طازجة.
تقليد تراثي
من جهتها، أوضحت السيدة مريم محمد، ذات الخبرة الطويلة في مجال المنتجات المنزلية، أن الاحتفال بليلة القرنقعوه هو تقليد تراثي راسخ، مشيرة إلى حرص آبائنا وأجدادنا على الاحتفال بليلة النصف من رمضان، وهم بدورهم يحرصون على تجهيز مستلزمات هذه الليلة قبل وقت كافٍ، من تحضير الأكياس وتعبئتها بالمكسرات والحلويات...وتابعت قائلة: "في كل عام نحيي هذه الليلة، حيث يتزين الأطفال بالملابس التراثية ويصدحون بالأغنية الشعبية المعروفة.