يُعد شهر رمضان فرصة قيّمة لتعزيز الصحة الجسدية والنفسية، حيث يمكن أن يكون نقطة انطلاق نحو نمط حياة صحي وتحقيق الوزن المثالي. إن فقدان الوزن لا يسهم فقط في تحسين المظهر العام، بل يساعد أيضًا في تقليل أخطار الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، كما يُحسّن الحالة المزاجية ويُخفف من التوتر والاكتئاب، ويُعد فقدان الوزن في رمضان ممكنًا عند اتباع نظام غذائي متوازن يركز على جودة الطعام والاعتدال في تناوله، إلى جانب تبني نمط حياة صحي ومستدام. إن استغلال هذا الشهر الكريم لتحسين العادات الغذائية وتعزيز الصحة العامة يُعد استثمارًا طويل الأمد في الرفاهية الجسدية والنفسية.
ويقول اخصائي التغذية عماد عباس عبد الرحمن من مركز الخور الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية انه يجب علينا الحرص على تناول وجبة الإفطار وعدم تخطيها، لأن الامتناع عنها قد يؤدي إلى زيادة الشعور بالجوع، مما يدفع إلى تناول كميات كبيرة من الطعام لاحقًا، وقد يُعوق ذلك عملية إنقاص الوزن. ويُفضل أن تكون وجبة الإفطار متوازنة وخفيفة، بحيث تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية. من الأفضل بدء الإفطار بتمرة إلى ثلاث تمرات، حيث يُعد التمر مصدرًا غنيًا بالألياف، ويحتوي على سكر سريع الامتصاص يعوض نقص الطاقة بعد الصيام.
تجنب الإفراط في الطعام
ويضيف عماد عباس: استمع إلى إشارات الجوع والشبع، حيث يمكنك الشعور بالراحة دون الحاجة إلى الامتلاء الزائد، مما يُعزز الشعور بالحيوية والنشاط، وتناول الطعام بعد مرحلة الشبع قد يؤدي إلى التخمة، ما يرتبط بصعوبة التنفس، والخمول، والانتفاخ، والندم. لذا، يُفضل تقسيم وجبة الإفطار إلى وجبتين صغيرتين بدلًا من تناول كمية كبيرة دفعة واحدة:
* الوجبة الأولى: التمر، الماء، اللبن، طبق من الحساء، والسلطة.
* الوجبة الثانية: الطبق الرئيسي مع السلطة أو الحساء.
"أكثر من تناول الخضراوات"
وتُعد الخضراوات عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي الصحي حيث توفر الفيتامينات والمعادن الضرورية، كما أنها منخفضة السعرات الحرارية وتُساعد على الشعور بالشبع. يُنصح بأن تُشكّل الخضراوات نصف محتوى كل وجبة، مع تنويع السلطات والشوربات لتعزيز الفوائد الغذائية.
ومع حلول رمضان يصبح شرب الماء أمرًا أساسيًا للحفاظ على الترطيب، ومن الأفضل تجنب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، لأنها تحتوي على كميات عالية من السكر والسعرات الحرارية، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن بدلًا من فقدانه، كما يُنصح بشرب كميات كافية من الماء بين الوجبات لتعزيز الشعور بالشبع وتقليل استهلاك الطعام الزائد.
"قلل من الأطعمة المقلية"
ويقول أخصائي التغذية عماد عباس اننا ننصح بالتقليل من تناول الأطعمة المقلية لأنها تحتوي على كميات عالية من السعرات الحرارية بسبب امتصاصها للزيت أثناء الطهي. ويُفضل تجنب الأطعمة مثل الفلافل، البطاطا المقلية، السمك المقلي، والخضراوات المقلية، واستبدالها بطرق طهي صحية مثل الشوي أو السلق.
"احرص على النشاط البدني"
وتُعد ممارسة النشاط البدني من أكثر الطرق فعالية لحرق السعرات الحرارية وتحقيق فقدان الوزن. يُنصح بممارسة التمارين الخفيفة بعد وجبة الإفطار، مثل المشي إلى صلاة التراويح بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًا، أو تقسيمها إلى نصف ساعة يوميًا على مدار 5 أيام في الأسبوع.
كما يمكن الاستمتاع بالحلويات، ولكن بحدود. يُفضل تناول كميات صغيرة وببطء بعد الوجبة الأساسية، وليس كبديل عن وجبة غذائية. ومن الأفضل اختيار الأنواع الصحية مثل:
* الشوكولاتة الداكنة (70% كاكاو)، والقطايف المشوية المحشوة بالجوز أو الجبن قليل الدسم، وهريس التفاح، والبوظة قليلة الدسم، والحلويات المنزلية بقليل من الدهون.
"لا تفرط باستهلاك التمر"
بالرغم من فوائد التمر الغذائية، إلا أنه يحتوي على نسبة عالية من السكر والسعرات الحرارية، إذ توفر كل حبة ما يقارب 50 سعرة حرارية. لذا، يُنصح بعدم تجاوز ثلاث تمرات يوميًا ضمن الحصة الموصي بها من الفواكه.
وعلينا ان نحرص على اختيار الحبوب الكاملة بدلًا من المكررة حيث توفر الحبوب الكاملة، مثل البرغل، القمح الكامل، الفريكة، الشعير، والأرز البني، كميات جيدة من الألياف التي تُساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يقلل من استهلاك السعرات الحرارية. على العكس، فإن الحبوب المكررة مثل الطحين الأبيض والأرز الأبيض تفتقر إلى الألياف، مما يزيد من الحاجة لاستهلاك كميات أكبر للوصول إلى الشعور بالشبع.