أكد عدد من الشيوخ والدعاة الإسلاميين، على أهمية الدور الذي تقوم به الداعيات الإسلاميات في نشر الوعي الديني بين النساء والفتيات، وتعزيز فهمهن للإسلام وقيمه، كذلك تصحيح المفاهيم الخاطئة وتعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع، مثل التسامح والتعاون والاحترام المتبادل، مشيرين إلى أن التوسع في إعداد الداعيات الإسلاميات يعزز دور المرأة كشريك أساسي في بناء مجتمع متماسك وقوي.

وبين مشايخ ودعاة خلال لقائهم مع «الشرق» أن التوسع في إعداد الداعيات الإسلاميات يعتبر من العناصر الحيوية في بناء مجتمع متوازن، وذلك لما يقُمن به من نشر القيم الإسلامية وتعزيز الوعي الديني بين السيدات، خاصة في مجتمع مثل المجتمع القطري، الذي يولي أهمية كبيرة للهوية الإسلامية والقيم المجتمعية، مؤكدين أنه ومع ازدياد التحديات الفكرية والثقافية، باتت الحاجة ملحّة إلى وجود داعيات مؤهلات وقادرات على التواصل مع النساء بمختلف فئاتهن.

 

بدرية الجفيري: يعزز فهم المرأة لأحكام الشريعة 


أكدت الفاضلة بدرية الجفيري، الداعية الإسلامية، أن وجود داعيات من العنصر النسائي يسهم في كسر الحواجز الاجتماعية التي قد تعيق النساء عن طرح تساؤلاتهن الدينية بحرية، مما يعزز فهمهن لأحكام الدين ويشجعهن على الالتزام بها، لافتة إلى اهتمامها بتوعية الفتيات الصغيرات بأمور دينهن، وذلك لأنهن أساس بناء المجتمع.
وقالت: «لطالما شعرت بمسؤولية كبيرة تجاه مجتمعي، خاصة تجاه الفتيات الصغيرات اللواتي هنّ مستقبل الأمة، وقد بدأت رحلتي في الدعوة من خلال المشاركة في الأنشطة المجتمعية والمساجد، ولاحظت أن هناك حاجة ماسة لتوجيه الفتيات وتعليمهنّ أمور دينهنّ بشكل صحيح وسهل الفهم». وبينت الداعية الإسلامية أن الدعوة ليست مجرد نقل للمعلومات، بل هي رسالة تحتاج إلى حكمة وصبر، خاصة عندما نتعامل مع شريحة حساسة مثل الفتيات الصغيرات، مشيرة أنها وخلال عملها في الدعوة تحرص على أن تكون قدوة للفتيات، ومساعدتهن على فهم الإسلام بشكل عميق ومتوازن، بعيدًا عن التشدد أو التطرف». 
وعند سؤالها عن سبب تركيزها على الفتيات الصغيرات، أوضحت الداعية الإسلامية أن الفتيات هنّ الأمهات والقائدات المستقبليات، وإذا أردنا بناء مجتمع قوي ومتماسك، فلا بد أن نبدأ بتربية الفتيات على القيم الإسلامية الصحيحة، لافتة إلى أن الفتيات في سن مبكرة يكنّ أكثر تقبلاً للتوجيه والتأثير الإيجابي، ومن هنا جاءت فكرة التركيز على هذه الفئة العمرية. 
وعن التحديات التي واجهتها في رحلتها، قالت الجفيري: «واجهت بعض الصعوبات في البداية، خاصة في كيفية تقديم المعلومة الدينية بشكل جذاب وسهل للفتيات الصغيرات، لكنني وجدت أن استخدام الأساليب التفاعلية مثل القصص، والألعاب التعليمية، والحوارات المفتوحة، كان له تأثير كبير في جذب انتباههنّ وتشجيعهنّ على التفاعل، مؤكدة أنها تصحب الفتيات». وأضافت: «من أكبر النجاحات التي حققتها هي رؤية فتيات كنّ في بداية رحلتهنّ مع الدين، أصبحن الآن قادرات على شرح مفاهيم إسلامية بثقة، ويساهمن في توعية أقرانهنّ، هذا يعطيني دافعًا كبيرًا لمواصلة العمل». 

 

الداعية تركية الغيثاني:  توسيع دور الداعيات ضرورة مُلحة
أكدت الداعية الإسلامية السيدة تركية علي الغيثاني على الحاجة الملحة لزيادة عدد الداعيات القطريات في المجتمع، لما لهن من دور محوري، خصوصًا في الفتاوى المتعلقة بالنساء، حيث يتطلب المجتمع النسائي، الذي تحكمه عادات وتقاليد محافظة، وجود داعيات قطريات مؤهلات يقدمن الفتاوى من خلال حوار واضح ومُطوّل يراعي خصوصية المرأة المسلمة. وشددت الغيثاني على الدور البارز الذي تضطلع به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في تأهيل الداعيات في مختلف المجالات، من أجل تحقيق هذا الهدف، ولمواكبة تحديات العصر، والحد من التأثيرات السلبية لبعض وسائل التواصل الاجتماعي على الأجيال الناشئة.  وأشارت الغيثاني إلى أن المجتمع القطري يشهد، في السنوات الأخيرة، تناميًا ملحوظًا في عدد القطريات العاملات في مجال الدعوة الإسلامية، حيث شهدت هذه الكوادر انطلاقة قوية في مختلف المجالات الدعوية.  وأوضحت أن تخريج أعداد كبيرة من طالبات كلية الشريعة بجامعة قطر كان له أثر واضح، حيث كانت إدارة الدعوة بيئة خصبة لاكتساب الخبرات الميدانية. وأشادت بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الأوقاف في صقل مهارات الداعيات، وتزويدهن بالمعارف والعلوم الشرعية اللازمة، ليكنَّ على مستوى عالٍ من التأهيل، وقادرات على تقديم رسالتهن بكل ثقة واقتدار بعد أن تلقين التدريب الكافي على أسس علمية راسخة.  وفيما يتعلق بانتشار الدروس الدينية في المنازل، أكدت الغيثاني أن قطر تنعم بوجود حلقات الذكر في مختلف الأماكن، وهو ما يعكس اهتمام المجتمع بالدعوة الإسلامية. غير أنها حذرت من استقطاب غير المرخصات من قبل وزارة الأوقاف للعمل الدعوي داخل المنازل، وذلك تفاديًا لنشر البدع والممارسات التي لا تتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي.

 

حصة الدوسري: دور محوري لكلية الشريعة والمعلمات 

أكدت السيدة حصة الدوسري، أن التعليم يعد إحدى الركائز الأساسية في إعداد الداعيات المسلمات للعمل في مجال الدعوة الإسلامية، مشيرةً إلى أن المؤسسات التعليمية، وعلى رأسها كليات الشريعة ومعلمات التربية الإسلامية، يلعبن دورًا محوريًا في هذا الإطار.
وأوضحت أن المناهج الشرعية المتخصصة تسهم بشكل كبير في تكوين الداعيات من خلال تزويدهن بالمعرفة العميقة في أصول الدين، الفقه، الحديث، والتفسير، مما يتيح لهن نقل هذه المعارف إلى المجتمع بأسلوب علمي ومنهجي.
وأضافت أن الأنشطة اللامنهجية، مثل حلقات تحفيظ القرآن الكريم، الندوات الدينية، وورش العمل التثقيفية، تساعد في تنمية مهارات الدعوة لدى الطالبات، إلى جانب دور القدوات الدينية من المعلمات والداعيات داخل المؤسسات التعليمية في تحفيز الطالبات على السير في هذا الطريق.
وأكدت أن البيئة التعليمية التي تعزز القيم الإسلامية والأخلاق الحميدة تساهم في تنمية الوعي الديني والروحي لدى الطالبات، مما يجعلهن أكثر استعدادًا لممارسة الدعوة، مشيدةً بالدعم المؤسسي من الجهات التعليمية والحكومية، والذي يشمل توفير المنح الدراسية والبرامج التدريبية المتخصصة في مجال الدعوة الإسلامية.
واختتمت السيدة حصة الدوسري، تصريحها بالتأكيد على أن التعليم في قطر يشكل عاملًا رئيسيًا في تأهيل جيل من الداعيات المسلمات، القادرات على نشر الوعي الديني وتعزيز القيم الإسلامية في المجتمع بأسلوب علمي ومؤثر.

 

أم عبد الله الشمري: الداعيات عنصر أساسي في المجتمع

أكدت السيدة أم عبد الله الشمري، أن الداعيات الإسلاميات تُعَدُّ عنصراً أساسياً في المجتمع، خاصة في ظل الحاجة الماسة إلى وجود شخصيات نسائية مؤهلة علمياً وشرعياً لتلبية احتياجات النساء في المجالات الدينية والفقهية.. وقالت:» كامرأة، أرى أن وجود داعيات إسلاميات يُعتبر أمراً بالغ الأهمية لعدة أسباب: أولها هناك العديد من الأسئلة الفقهية التي تخص النساء، وغيرها من القضايا التي قد تكون محرجة أو صعبة مناقشتها مع العلماء الرجال، مؤكدة أن وجود داعيات إسلاميات يسمح للنساء بالحصول على إجابات واضحة وصحيحة دون حرج.
ولفتت إلى أن الداعيات الإسلاميات لا يقتصر دورهن على الإجابة عن الأسئلة الفقهية فقط، بل يمكنهن تقديم الدعم النفسي والروحي للنساء في أوقات الشدة والضيق، فالكثير من النساء يحتجن إلى من يستمع إليهن ويرشدهن من منظور إسلامي يتسم بالرحمة والفهم، مشيرة إلى أن الداعيات الإسلاميات يلعبن دوراً كبيراً في تعزيز الوعي الديني بين النساء، خاصة في ظل انتشار المعلومات المغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ووجود داعيات مؤهلات يساعد في تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر الفهم الصحيح للإسلام.
وأشارت إلى أن الداعيات الإسلاميات يُعتبرن قدوات للنساء في المجتمع، خاصة الشابات، من خلال سلوكهن وأخلاقهن، يمكنهن إلهام الآخرات للالتزام بتعاليم الإسلام والعيش وفقاً لقيمه السامية، هذا بالإضافة إلى أن النساء عادة ما يشعرن براحة أكبر في التواصل مع داعيات من نفس الجنس، مما يسهل عملية التفاعل وتبادل الأفكار، ويساعد في بناء الثقة وخلق بيئة تعليمية مريحة.