د.مرزوق بشير: المسرح القطري حركة ثقافية متجذرة
احتفت وزارة الثقافة، ممثلة في مركز شؤون المسرح، باليوم العالمي للمسرح، وذلك بحضور رواد المسرح القطري، وجيل الشباب، الذين استحضروا تاريخ المسرح القطري، منذ بدايات النشأة، مروراً بمراحل تطوره.
وجرى خلال الاحتفال، إقامة غبقة رمضانية، تخللها تكريم السيد عبدالرحمن عبدالله الدليمي، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، والسيد عبدالرحيم الصديقي، المدير العام لمركز شؤون المسرح، المشاركين في دورات المركز، التي أقامها خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى مسابقة تخللها الاحتفال، شهدت تفاعلاً لافتاً.
وشهد الاحتفال، إلقاء الفنان غازي حسين، كلمة اليوم العالمي للمسرح، والتي كتبها هذا العام المخرج والكاتب اليوناني ثيودوروس ترزوبولوس، وأكد خلالها أهمية الحاجة إلى طرق جديدة لسرد القصص بهدف تنمية الذاكرة وتشكيل مسؤولية أخلاقية وسياسية جديدة.
وبدوره، ألقى الناقد المسرحي د.مرزوق بشير بن مرزوق، كلمة المسرح القطري، قال خلالها إن المسرح القطري كان وما زال منصة تجسد قيم الانتماء والتسامح، وتسلط الضوء على قضايا المجتمع، ليصبح رافداً ثقافياً هاماً يعزز الهوية الوطنية ويثري المشهد الثقافي، وأنه سيظل شعلة مضيئة في سماء الثقافة العربية، وسيواصل مسيرته في إبرازِ القضايا المجتمعية، وتعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ قيم الفن والإبداع.
وقال إن المسرح القطري لم يكن مجرد وسيلة ترفيهية، بل نافذة تعكس هوية المجتمع القطري، وتعبر عن قضاياه وتطلعاته منذ عقد الخمسينات في القرن الماضي، مؤكداً أن المسرح القطري بدأ رحلته من الأندية والمدارس، وولد كحلم بسيط، ثم نما وتطور حتى انطلق رسمياً عام 1972 بفرقة المسرح القطري، ليشق طريقه بثبات نحو التميز والتأثير، فتوالت الفرق المسرحية، وامتدت العروض محلياً وخارجياً، لتُثبت أن المسرح القطري ليس مجرد مشهد عابر، بل حركة ثقافية متجذرة.
وأضاف أن دولة قطر أولت اهتماماً بالغاً للمسرح، فابتعثت الطلبة لدراسة فنونه في الخارج، وأطلقت دبلوم الفنونِ المسرحية بالتعاون مع كلية المجتمع، كما خصصت مهرجاناً سنوياً للمسرح القطري، ليكون منبراً للإبداع وفرصة لاكتشاف المواهب الشابة، كما أن للمسرح القطري حضوره في احتفالات يوم المسرح العالمي، ليؤكد التزامه بدوره في الحوار الثقافي والتبادل الفني بين الأمم.
عبدالرحمن الدليمي: المسرح القطري لديه 60 عاماً من الإنتاج
أكد السيد عبدالرحمن عبدالله الدليمي، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، لـ "قنا" أن الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح، يؤكد حرص الدوحة على تسجيل تاريخ وحاضر ومستقبل المسرح القطري كعادتها دائماً، في توثيق مثل هذه المناسبات، خاصة وأن واقع المسرح القطري يدعو إلى التفاؤل، على نحو ما يؤكده مهرجان الدوحة المسرحي في دورته السابقة، وما أفرزه من إنتاج عروض مميزة، تمت دعوتها للمشاركة في كبرى المهرجانات الخارجية، مما يدل على نضوج الحركة المسرحية في قطر.
وقال: إن المسرح القطري لديه قرابة الستين عاماً من الإنتاج المسرحي، ما يعطي صقلاً كبيراً لأجيال متعددة، حرصت على حضور هذه الاحتفالية، مثلت مختلف الفئات العمرية، من رواد وشباب لديهم طموح فني كبير.
وأضاف السيد عبدالرحمن الدليمي، أن وزارة الثقافة تحرص على تسخير الأيام العالمية، المعترف بها في رزنامة الفنون الدولية، للاحتفاء بها، ومنها اليوم العالمي للمسرح، لعرض بعض ما يمكن عرضه من التاريخ المسرحي القطري، ما يضفي على الاحتفاء بهذه المناسبة أهمية كبيرة، كونها وسيلة من وسائل التشبيك الفني القطري، الذي يصب في مصلحة النهوض بالفن القطري، ولاسيما المسرح.
وأكد مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، أن شهر مايو المقبل، سيشهد إقامة النسخة السابعة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي، وأنه سيتم خلال الفترة المقبلة الإعلان عن كافة تفاصيل البرنامج الخاصة به، بالإضافة إلى الفعاليات المصاحبة له.
عبدالرحيم الصديقي: 7 شركات فنية و3 فرق مسرحية بمهرجان الدوحة
يؤكد السيد عبدالرحيم الصديقي، مدير عام مركز شؤون المسرح، أن دولة قطر تحرص دائماً على إحياء اليوم العالمي للمسرح، وأن مهرجان الدوحة المسرحي، كان ينطلق في مثل هذا اليوم، غير أنه خلال السنوات الأربع الماضية، كانت هذه المناسبة تصادف أيام شهر رمضان الفضيل، لذلك، أصبح يتم تأخير موعد إقامة المهرجان، غير أنه في المستقبل، يمكن العودة إلى إقامة المهرجان خلال هذه المناسبة الدولية.
ويقول: إن أهم ما يميز الاحتفال هذه السنة، تخصيص كلمة المسرح القطري، والتي ألقاها د. مرزوق بشير، وهو قامة مسرحية كبيرة، ونعتزم الاستمرار في هذه الكلمة، ليتم إلقاؤها كل عام خلال الاحتفال العالمي.
وحول المشاريع المستقبلية للمسرح القطري، يحددها في مهرجان الدوحة المسرحي، الذي سينطلق في مايو المقبل، بمشاركمة أكثر من 7 شركات فنية، و3 فرق مسرحية، بالإضافة إلى دعوة ضيوف من المسرحيين من دول الخليج والدول العربية، وتخصيص جوائز للفائزين.
ويلفت إلى أن نصوص العروض المسرحية خلال النسخة المرتقبة للمهرجان ستكون متميزة، وأن المهرجان إذا كان يحظى بدعم خلال السنوات الماضية، إلا أنه خلال الدورة المقبلة، سيكون دعمه أكبر من وزارة الثقافة، بما يجعله في وزن الفعاليات الكبرى للوزارة، موجهاً الشكر إلى سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة.
ويقول السيد عبدالرحيم الصديقي إنه تجرى حالياً اجتماعات مكثفة لتحديد هوية النسخة القادمة للمهرجان، بما يجعله مهرجاناً متميزاً، عن غيره من الدورات الماضية.
فالح فايز: نأمل تقديم عروض طوال العام
يقول الفنان فالح فايز إن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، يأتي ونحن على أعتاب إقامة النسخة السابعة والثلاثين لمهرجان الدوحة المسرحي، والذي يعد أقدم مهرجان مسرحي في دول الخليج، ليأتي هذا التجمع المسرحي، ليعكس مدى الرغبة الأكيدة، في استعادة تاريخ المسرح القطري، وتعزيز حضوره.
ويعرب عن أمله في أن تشهد الحركة المسرحية القطرية العديد من العروض المسرحية، بما يؤدي إلى استقطاب الجمهور إلى خشبة المسرح، منوهاً بجهود مركز شؤون المسرح في هذا الاتجاه، وحرصه على تحقيق الريادة للمسرح القطري.
كما يعرب الفنان فالح فايز عن أمله في أن تكون هناك خشبات مسرح، تستقبل العروض المسرحية، لتقام على مدار العام، دون أن تقتصر العروض على مهرجان الدوحة المسرحي، على الرغم من أهميته، وضرورة استمراره، لافتاً إلى أن توفر دور عرض مسرحي، ستكون إشارة إلى استمرار عطاء المسرح دون توقف.
يوسف سلطان: مسرحنا عريق قادر على المنافسة
يؤكد الفنان يوسف سلطان أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، يعد فرصة حقيقية للوقوف على وضع المسرح القطري، والذي يحظى بتاريخ عريق، كان يقدم حينها عروضاً متميزة، تنافس في العديد من المهرجانات الخليجية والعربية.
ويشدد سلطان على ضرورة تكثيف العروض المسرحية طوال العام، حتى لا يقتصر الأمر على مهرجان الدوحة المسرحي فقط، أو تقديم عروض محدودة للغاية، بحيث يشهد العام كله عروضاً مسرحية.
محمد حسن المحمدي: رغبة جادة في استعادة مكانة المسرح
يعرب الفنان محمد حسن المحمدي عن سعادته بالتجمع الفني الكبير الذي شهده اليوم العالمي للمسرح، ما يعكس أن هناك رغبة جادة في استعادة تاريخ المسرح القطري، وإعادته إلى سابق عهده، كما كان من حيث تقديم عروض متميزة، وصعود نجوم فنية إلى خشبة المسرح.
كما يعرب عن أمله في تكثيف العروض المسرحية، والمشاركة بها في مهرجانات خليجية وعربية متعددة، تنافس خلالها على الجوائز، بما يعزز من مكانة المسرح، وحضوره على الساحة، "خاصة وأن مهرجان الدوحة المسرحي، يعد أقدم مهرجان مسرحي على مستوى دول الخليج، ما يعني أن لدينا إرثاً مسرحياً، ينبغي الاستفادة منه، والبناء عليه، بما يعزز من الحضور الدائم للمسرح القطري".
فيصل رشيد: صعود لافت لجيل الشباب
يقول فيصل حسن رشيد إن المسرح القطري رغم كل ما يواجهه من تحديات، إلا أنه مازال بخير، ويثبت حضوره في مختلف المحافل، وهناك صعود لافت لجيل الشباب إلى خشبة المسرح، ليجاور جيل الرواد.
ويتابع: إن هناك اندماجا واضحا بين جيل الشباب، وجيل الرواد، وعلى مركز شؤون المسرح، أن يلاحظ هذا الاندماج، ويعززه، ويعكسه على خشبة المسرح، بإنتاج عروض مسرحية متميزة، تحقق للمسرح ريادته، وتستحضر تاريخه.
ويعرب عن أمله في عودة المركز الشباب للفنون المسرح، كما كان في السابق، ليكون رافداً أساسياً لإفراز مواهب شبابية في المجال المسرحي، "في ظل الحضور اللافت للشباب الموهوبين، وهو عدد كبير، ما يعني ضرورة توفر البيئة المسرحة المناسبة لهم للصعود على خشبة المسرح".