■ يوم القدس رمز لتشجيع جهود إرساء السلام


احتفلت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدوحة بذكرى يوم القدس العالمي، الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وذلك بإقامة حفل إفطار دعا إليه سعادة السفير علي صالح آبادي، سفير إيران لدى الدولة، بحضور عدد من أصحاب السعادة السفراء والدبلوماسيين، إضافة إلى رموز الجالية الإيرانية في قطر.

وألقى سعادة السفير كلمة خلال الحفل، أكد فيها على قدسية أيام شهر رمضان المبارك، والتي توشك على الرحيل، مشيرًا إلى أن هذا الشهر هو «ربيع الشهور»، لما يحمله من معان روحية وإنسانية سامية.
وأشار إلى أن يوم القدس العالمي، الذي يصادف الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، هو اليوم الذي أعلنه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (رحمه الله) في يوليو عام 1979، ليكون يومًا عالميًا لدعم القدس والشعب الفلسطيني المظلوم، الذي يعاني منذ عقود من الافتقار إلى الأمن والسلم، خاصة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية التي شهدت تصعيدًا غير مسبوق.


   - حصار قاسٍ
وأضاف أن الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن يعانون منذ أشهر من الجراح والآلام والبرد، ومن نقص حاد في المياه والغذاء والدواء، في ظل قصف مستمر على المناطق السكنية، وتدمير ممنهج للمستشفيات والمدارس، وحصار قاسٍ حرم السكان من أبسط حقوقهم الإنسانية، في مشهد مأساوي يشهده العالم بأسره.
وقال: لقد أثبتت المظاهرات الشعبية والرأي العام العالمي اليوم أن القضية الفلسطينية لم تعد تقتصر على الحدود الجغرافية؛ بل إنها دخلت ضمير العالم، ولم تعد الروايات المقلوبة تجد مشتريها، والحقيقة وجدت طريقها. الشعوب المختلفة في أنحاء العالم أثبتوا عبر احتجاجاتهم أن فلسطين اليوم، في الواقع، اختبارٌ للضمير الإنساني، وأن سياسات الاحتلال والقمع والقهر والإبادة الجماعية والعقوبات، وتغذية الناس بالرصاص والقنابل بدلًا من الماء والغذاء، لن تكون مشروعة أبدًا. لا يزال هناك عددٌ لا يُحصى من الضمائر الواعية في العالم تدافع عن الحق والعدل والكرامة الإنسانية ولذلك، فإن جميع اجراءات الكيان الصهيوني، المُنظّمة في إطار الإبادة الجماعية الممنهجة في ظل الاحتلال، مُدانةٌ ومُستنكرةٌ من قبل شعوب العالم.


   - الجهود الحثيثة لدولة قطر
وأضاف: وفي هذا الصدد، نقدر الجهود الحثيثة لدولة قطر في الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة. حاولت دولة قطر على مرحلتين الوصول الى اتفاق وقف اطلاق النار، تمهيداً لوقف الحرب كخطوة أولى وليست الخطوة النهاية، لكن الكيان الصهيوني أدار ظهره لهذه الجهود، وبالإضافة إلى انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، وسّع دائرة جرائمه بقطع المياه والكهرباء، واستمرار سياسة التجويع، واستئناف الهجمات الوحشية.
وأكد أنه على الرغم من حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في امتلاك أرضه وتقرير مصيره منذ أكثر من سبعة وسبعين عاماً، فإنه أثبت دائماً، من خلال مقاومته الحميدة والمقدرة، أنه لن يتراجع عن حقه المشروع في تقرير مصير بلاده بنفسه. ولعل يوم القدس العالمي، يعتبر أكثر من أي وقت مضى، أفضل رمز لتشجيع الجهود الرامية إلى إرساء السلام والاستقرار والتعايش في العالم.