في قلب المحن والأوقات العصيبة، يظهر أبطالٌ حقيقيون لا يحملون ألقابًا ضخمة، بل يُعرفون بإنسانيتهم وعطائهم.وفي مخيمات النزوح في السودان، حيث التحديات تتضاعف والآلام تتراكم، برز اسم الدكتور مجاهد حلالي، الطبيب الذي لم يكن مجرد مداوٍ للجراح، بل كان طوق نجاة لأرواح يائسة، ونورًا في ظلمات النزوح.فقد ترك بصمة لا تُمحى في قلوب من خدمهم، وأسهم في رسم الأمل في أوقات كان اليأس فيها أقرب من الأمل.أكثر من طبيبففي محنة النزوح التي جمعت الآلاف من أهالي محلية الدالي والمزموم بولاية سنار التي تبعد حوالي 300 كلم جنوب شرق الخرطوم، لم يكن حلالي مجرد طبيب فحسب، بل رمزاً للإنسانية وأيقونة للأمل.إذ نزح مع الأهالي إلى مدينة الجبلين بولاية النيل الأبيض، بالقرب من الحدود السودانية والجنوب السودانية، ولم ينأ بنفسه عن معاناتهم بل انغمس فيها، مقدماً لهم دعماً كان هو الأكثر احتياجاً في تلك اللحظات العصيبة.فعند وصوله إلى مدينة الجبلين، فتح مجاهد عيادة مجانية في المعسكر، وبدأ يداوي جراح النازحين ويخفف من آلامهم المتراكمة.كما راح يعمل دون كلل، ليس فقط كطبيب، بل كصديق وأخٍ للجميع. وكانت ابتسامته وكلماته الطيبة مثل