كشف عدد من الدبلوماسيين مسارات التعاون بين المنظمات الدولية والحكومات، ومجالات العمل المشتركة بينهما في سبيل تعزيز التنمية المحلية، والدور المؤثر والإيجابي لهذه المنظمات في دعم العديد من البرامج والمبادرات حول العالم، وذلك خلال ندوة حوارية أقيمت في معرض الرياض الدولي للكتاب تحت عنوان: "دور المنظمات الدولية في التنمية".

شارك في الندوة، كل من: رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" الأستاذ هاني المقبل، والمندوب الدائم لدولة قطر لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة. "اليونسكو" الدكتور ناصر الحنزاب، وأدارها الكاتب والباحث السعودي يوسف الديني.

واعتبر المقبل أن "الألسكو"، هي النموذج العربي لليونسكو، وتتبع جامعة الدول العربية، موضحًا أن لها جهودًا ملموسة في تمكين الخبرات العربية وفق الرؤية العربية المشتركة، وكذلك في كونها منبرًا معرفيًّا نشيطًا في المجالات التربوية والثقافية والعلمية، ونشر المعرفة، وتعزيز الابتكار.

وقال إن الدبلوماسية الثقافية جزء من التنمية، وهي مؤثرة في الأفراد والمجتمعات، وتسهم في نقل الثقافة وتعزيز التعايش، موضحًا أن المنظمات الدولية من المهم أن تعطي مساحة أوسع لهذه الدبلوماسية، والتركيز على الأثر والنتيجة، لافتًا إلى أن المنظمات تعمل ضمن سياقات عالمية أو إقليمية تدعم المنتجات الثقافية وحماية الثراث الحضاري والثقافي، مثلما يحدث في المملكة وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

من ناحيته، تطرق الحنزاب خلال الجلسة إلى تساؤلات عن "اليونسكو" ودورها في التربية والثقافة والتعليم والعلوم، وتأسيسها لترسيخ الأمن والسلم العالميين، بالشراكة مع المجتمع الدولي، في أذهان البشر في العالم، مبينًا أنها تضم في عضويتها 194 دولة بما فيها فلسطين.

وذكر أن دور الدبلوماسية الثقافية مهم في إبراز الحراك الثقافي في الدول بين الشعوب، بهدف مد جسور التواصل بين الثقافات والحضارات المختلفة، ودعم مسارات التنمية المستدامة، لاسيما مجال التعليم وحماية التراث، الركيزة التي تتخذها قطر في منظمة اليونسكو، مشيرًا إلى أن بطولة كأس العالم في قطر عام 2022م أسهمت في تغيير الصورة النمطية عن العرب في فرنسا ودول العالم، وهي تمثل جزءًا من الدبلوماسية.

من جهته، أوضح الديني، أن المنظمات الدولية لها تأثير واسع وتاريخ طويل، وارتبطت بتحولات العالم القديم والحديث، مشيرًا إلى أن هذه المنظمات مرتبطة بالثقافة العالمية والمحلية عبر دول العالم، من خلال المشاركة في التنمية المستدامة.

وتأتي الجلسة الحوارية ضمن البرنامج الثقافي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، في المدة من 26 سبتمبر الجاري إلى 5 أكتوبر المقبل في جامعة الملك سعود بالرياض، ويشارك فيه عدد كبير من الأدباء والمثقفين المحليين والعرب والدوليين، ويشتمل على حزمة من الفعاليات والندوات والجلسات الحوارية، وورش العمل، والمحاضرات الفكرية والثقافية والأدبية والتاريخية والاجتماعية، والأمسيات الشعرية والعروض المسرحية والفنية.