تواصل المملكة ريادتها العالمية في قطاع السياحة، حيث صعدت 15 مركزًا في ترتيب دول العالم في إنفاق السياح الدوليين، متصدرة حركة الصعود بالمراكز بين الدول الخمسين الأولى، محققةً المركز الـ 12 عالميًا في عام 2023م مقارنةً بعام 2019م، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية؛ نتيجة لجهود حثيثة وفق خطط مدروسة للارتقاء بقطاع السياحة في السنوات الأخيرة.
السباق العالمي
تسعى دول العالم لوضع مقوماتها السياحية على خريطة السياحة الدولية، من خلال المؤتمرات المتخصصة في برلين ولندن وروما وباريس ولاس فيغاس، وغيرها إقليمياً وعربياً، ومن ثم عرض الأجندة السياحية السعودية الثرية بمحتوياتها الغزيرة والمتنوعة، التي تمتاز بأنها مقاصد سياحية ما زالت بكرًا، لذا تكون نسبة الإقبال عليها مرتفعة، ويتعرف السائحون على تلك المقومات السياحية المتفردة.
ولأن السياحة أصبحت صناعة اقتصادية رائجة، فقد أضحت الدول المتقدمة في هذا المجال تنوع منتجاتها؛ رغبةً منها في اجتذاب نوعيات من السائحين الذين لديهم قدرات إنفاقية كبيرة، إلى جانب عناصر الجذب الأخرى التي تستهدف جميع السائحين بمختلف فئاتهم العمرية وقدراتهم المالية المتنوعة. لذا انتبهت المملكة، ممثلة في وزارة السياحة، إلى تلك المقومات، فعملت على تطوير وتنويع المنتجات السياحية السعودية، بالتوازي مع تطوير البيئة الفندقية ومصادر الترفيه؛ لتعظيم إنفاق السائحين، وتحقيق الهدف الأسمى بالجذب النوعي والكيفي والكمي للسياحة الأجنبية خاصة، والعربية والإسلامية بوجه عام.
الريادة السعودية
وأظهر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة استمرار المملكة في تصدر قائمة دول مجموعة العشرين في مؤشرات نسبة نمو عدد السياح الدوليين ونسبة نمو إيرادات السياحة الدولية، خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2024م، محققة ارتفاعاً بنسبة 73% في أعداد السائحين الدوليين، كما زادت نسبة الإنفاق في السياحة الدولية بنسبة 207%، حيث بلغت أعداد السائحين الدوليين نحو 17.5 مليون سائح خلال أول 7 أشهر من عام 2024.
وتعزز هذه الإحصاءات تقرير صندوق النقد الدولي، الصادر في شهر سبتمبر 2024م، الذي استطرد في إحصاء إنجازات المملكة في قطاع السياحة، من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية في قطاع الخدمات والبنية التحتية والمنشآت الفندقية، وإنشاء العديد من المدن السياحية والترفيهية، التي تخدمها منظومة تقنية عالمية، مما يعزز من مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية رائدة، ويحقق للمملكة المرتبة 12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين لعام 2023م.
عناصر الجذب السياحي
إن من أهم عناصر الجذب السياحي ثقافة الشعب السعودي وحفاوته وكرم ضيافته، وعلمه وثقافته، واحترامه للآخر دون تمييز لجنس أو عرق أو دين أو ثقافة، إضافة إلى وجود فعاليات عالمية رياضية وترفيهية تستقطب العديد من مختلف أنحاء العالم. إلى جانب مقومات الجذب الطبيعية، فإن التنوع الجغرافي في المملكة يجعلها خياراً متفرداً.
وأصبحت صناعة السياحة في الاقتصاد الوطني هدفاً استراتيجياً خططت له رؤية المملكة 2030 بدقة، وبجداول زمنية، لتصبح المملكة خلال سنوات قليلة الوجهة الأكثر جذباً في العالم من حيث التنوع السياحي، إلى جانب السياحة الدينية. ونتيجة لهذا الحراك السياحي الاقتصادي، زاد معدل إنفاق المستهلك السياحي، مما سيعمل على إضافة المزيد من النقد الأجنبي إلى الناتج المحلي الإجمالي، مع خلق فرص استثمارية متعاظمة الفائدة، إلى جانب توظيف القوى العاملة الوطنية بصفة مستمرة.
كانت الرؤية السعودية ثاقبة عند طرح التأشيرة الإلكترونية، أو التأشيرة السياحية الذكية، بالتزامن مع افتتاح مدن جديدة ذات جودة عالية، مثل سندالة وذا لاين، إضافة إلى المشاريع السياحية الكبيرة على السواحل السعودية، مثل مشروع البحر الأحمر ونيوم.
ومن عوامل الجذب السياحي تطوير المطارات السعودية، والموانئ، ووسائل النقل الداخلية المتطورة، إضافة إلى استضافة المملكة لفعاليات ومهرجانات عالمية، مثل موسم الرياض وموسم جدة، إلى جانب الأنشطة الترفيهية والرياضية، مما جذب الزوار من مختلف دول العالم للاستمتاع بتجارب ترفيهية وثقافية مميزة. كذلك شملت سياحة المؤتمرات والمعارض، والاهتمام الكبير بتأهيل وتطوير المواقع التراثية، مما جعل المملكة وجهة مفضلة للسياح الباحثين عن الأصالة والتراث، وتقديم خدمات متميزة وتجارب سياحية آمنة ومريحة، مما يعزز من رضا السائحين.