كشفت إحصائية صحية رسمية حديثة عن تسجيل نحو 2254 حالة إصابة بالحصبة، ورُصدت في 20 منطقة صحية بمناطق ومحافظات المملكة خلال عام 2023م.
واحتلت العاصمة الرياض المرتبة الأولى بعدد 1157 حالة، وبنسبة 52% من مجموع الحالات، فيما جاءت نجران في المرتبة الثانية بـ 305 حالة وبنسبة 13.5%، والقصيم في المرتبة الثالثة بـ 144 حالة وبنسبة 6.3%، وفي المرتبة الرابعة المدينة المنورة بـ 131 حالة وبنسبة 5.8% تقريباً، فيما بلغت حالات الإصابة بالحصبة الألمانية في المملكة 182 حالة، والنكاف 187 حالة.
وفي سياق متصل، كشف د. عبد الله عسيري، استشاري الأمراض المعدية، على حسابه بمنصة “إكس”، عن انطلاق حملة التحصين ضد الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، والتي تعد ثاني أكبر حملة من نوعها في تاريخ المملكة. وقال “عسيري” إن هذه الحملات تُنفذ كل أربع سنوات تقريباً، ويُعطى فيها اللقاح لجميع الأطفال والمراهقين من عمر 6 أشهر إلى 18 سنة. وأضاف أن الحملة تهدف إلى زيادة المناعة المجتمعية، وتقليل عدد المعرضين للإصابة وصولاً إلى القضاء على هذه الأمراض، ومبيناً أن الحصبة ليست مجرد طفح جلدي وحرارة ولكن لها مضاعفات عديدة وتثبيط للمناعة، ويجعل الطفل عرضة لأمراض معدية أخرى. وشدد على ضرورة أن تصل المناعة المجتمعية إلى نسبة أعلى من 95%، حتى يتوقف سريان الحصبة من الانتشار في البلاد لعدة سنوات.
الحصبة:
تؤكد وزارة الصحة أن الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، ويصيب الأطفال غالباً، وقد يسبب حدوث مضاعفات شديدة الخطورة. وفترة حضانته تستمر من 10-12 يوماً من التعرض للفيروس، وبعدها تبدأ أعراض الحصبة بالظهور، حيث يعيش الفيروس في أنف وحنجرة الشخص المصاب، وينتقل إلى الآخرين عن طريق رذاذ السعال أو العطاس المحمل بالفيروس. ويمكن لهذا الرذاذ أن يهبط على الأسطح ويبقى الفيروس نشطاً (معدياً) لمدة تصل إلى ساعتين، ولذا يمكن للشخص السليم اكتساب العدوى عن طريق لمس تلك الأسطح الملوثة، ثم لمس الفم أو الأنف أو فرك العين. ويمكن نقل الفيروس إلى الآخرين من بداية فترة الحضانة إلى اليوم الرابع من ظهور الطفح الجلدي.
وتكمن عوامل الخطورة في عدم أخذ لقاح الحصبة، وضعف المناعة، ونقص فيتامين (أ)، والسفر إلى البلدان الموبوءة بالحصبة. ومن مضاعفات الإصابة: التهاب الأذن الوسطى، والإسهال، والتهاب الرئة، والتهاب الدماغ، ومشاكل في الحمل، مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة، وانخفاض عدد الصفائح الدموية.
وتوضح الوزارة عبر موقعها الإلكتروني أنه لا يوجد علاج دوائي للحصبة، ولكن يمكن تخفيف أعراضه باتخاذ بعض التدابير، وتشمل: الحصول على لقاح ما بعد الإصابة (ويمكن أخذ اللقاح في غضون 72 ساعة من التعرض لفيروس الحصبة لمن لم يأخذوا اللقاح مسبقاً)، ومصل الجلوبيولين المناعي (وهي حقنة من البروتينات أو الأجسام المضادة تعطى خلال ستة أيام من التعرض للفيروس)، مع الإكثار من تناول السوائل لتجنب الجفاف، وتخفيف إضاءة المكان وإغلاق الستائر لتقليل حساسية العينين من الضوء.
الحصبة الألمانية:
وتوضح وزارة الصحة أن الحصبة الألمانية عدوى فيروسية حادة، وتشتهر بالطفح الجلدي الأحمر، وتستمر أعراضها عادة لمدة ثلاثة أيام. وتعد الحصبة الألمانية أقل انتشاراً من مرض الحصبة، وتنتقل إلى الآخرين عن طريق رذاذ سعال أو عطاس الشخص المصاب بالفيروس، كما تنتقل من المرأة الحامل إلى طفلها عن طريق المشيمة. وتستمر فترة حضانتها حوالي 17 يوماً، وتتراوح مدتها بين 12 و23 يوماً. ويكون الأشخاص المصابون بالحصبة الألمانية أكثر عدوى عند ظهور الطفح الجلدي. وأعراضها عادةً خفيفة، وتشمل الطفح الجلدي الأحمر، والذي يظهر أولاً على الوجه ثم ينتشر إلى باقي الجسم ويستمر حوالي ثلاثة أيام، وارتفاع درجة الحرارة، والصداع، والسعال، واحمرار وتورم العينين، وسيلان الأنف، والتهاب البلعوم، وتضخم العقد اللمفاوية. وتزداد خطورة الحصبة الألمانية على المرأة الحامل، حيث يمكن أن تؤدي إلى الإجهاض أو وفاة الطفل بعد الولادة مباشرة، أو انتقال الفيروس إلى الجنين مما يسبب “متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية”.
وتؤكد الوزارة أن أفضل طرق الوقاية من الحصبة الألمانية هي تلقي اللقاح الثلاثي الفيروسي، وإعطاء اللقاح للمرأة قبل الحمل أو بعد الولادة إذا تبين عدم وجود أجسام مضادة، وإبعاد المصابين عن الأصحاء إلى حين شفائهم لمنع انتقال العدوى. ويعتبر الشخص في مأمن إذا أصيب بالمرض من قبل أو أخذ اللقاح مسبقاً، وتُعطى الجرعة الأولى عند عمر 12 شهراً، والثانية عند عمر 15 شهراً.
النكاف:
النكاف هو عدوى فيروسية تصيب الغدد النكافية (الموجودة بين الأذنين والفك)، وتسبب تورماً في جزء أو جميع الغدد النكافية.
ويبدأ النكاف عادةً ببضعة أيام من الحمى والصداع وآلام العضلات والتعب وفقدان الشهية. ويعاني معظم الأشخاص من تورم في الغدة النكافية الواقعة أمام الأذن وتحتها، مما يسبب انتفاخ الخدين وألم الفك. وينتقل فيروس النكاف من الجهاز التنفسي (الأنف والفم والحلق) إلى الغدد النكافية (الغدد المنتجة للعاب الموجودة على جانبي الوجه) ويبدأ في التكاثر، وينتقل عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي.
وتوضح وزارة الصحة أن الأعراض تظهر بعد 14–25 يوماً من الإصابة بالفيروس. وأكثر الأعراض شيوعاً هو انتفاخ الغدد النكافية، سواء في جهة واحدة أو الجهتين معاً. وهناك أعراض أخرى قد تظهر قبل ذلك، وتشمل: ارتفاع درجة حرارة الجسم، والصداع، وآلام في العضلات، والضعف والتعب، وجفاف الفم، وفقدان الشهية، والألم أثناء المضغ أو البلع. وتوضح الوزارة أن النكاف لم يعد شائعاً في العصر الحاضر، وقد تدل الأعراض السابقة على الإصابة بمرض آخر (مثل: التهاب اللوزتين).